مأمون الحمصي يظهر في واشنطن ويتحدث عن معلومات تلقاها عن خطة لاغتياله في بيروت

السياسي السوري المعارض وأحد أقطاب «ربيع دمشق» يتحدث لـ«الشرق الأوسط» حول أسباب هروبه من لبنان

مأمون حمصي
TT

أورد القيادي السوري في المجموعة المعارضة التي تعرف باسم «ربيع دمشق» تفاصيل مثيرة حول أسباب خروجه من بيروت وانتقاله إلى واشنطن في رحلة قال إنها كانت محفوفة بالمخاطر. وقال مأمون حمصي، النائب السابق في مجلس الشعب السوري لـ«الشرق الاوسط» إنه اضطر للخروج من بيروت بعد أن شعر ان هناك خطة لاغتياله، وقال إنه تلقى معلومات من مصدر فلسطيني تفيد بان مجموعة ستنفذ الاغتيال بدعم ومساندة عناصر من الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة (جماعة احمد جبريل) على حد زعمه، مشيراً الى ان الأجهزة السورية كانت تحاول الوصول اليه وجمع معلومات عنه من خلال أشخاص يدعون بأنهم صحافيون.

يشار الى ان الحمصي كان أول شخصية بين مجموعة «ربيع دمشق» تصدر دمشق بحقه حكما بالسجن خمس سنوات بعد ان اتهم بمحاولة «تغيير الدستور بوسائل غير مشروعة» وكان الحمصي اعتقل في صيف عام 2001 عقب انتقاده لسجل الحكومة السورية على صعيد انتهاكات لحقوق الإنسان والفساد.

وسرد الحمصي الذي كان معتقلاً في دمشق مع رياض الترك والدكتور كمال لبواني وآخرين، تفاصيل إطلاق سراحه وانتقاله الى بيروت، وقال إن اتحاد المحامين العرب عقد اجتماعا في دمشق للتضامن مع سورية في الموقف من المحكمة الدولية، وكان ذلك في أبريل (نيسان) عام 2006. بيد انه اشترط الإفراج عن معتقلي «ربيع دمشق» قبل الاجتماع، وبالفعل افرج عنهم بعد مثولهم امام المحكمة، وكان من بين الذين مثلوا امام المحكمة الناشط الحقوقي ميشيل كيلو الذي ما يزال معتقلاً، لكن بعد اسبوع من تلك المحكمة اعتقلت المجموعة من جديد، ثم افرج عن الحمصي وطلب منه ان يغادر الاراضي السورية بعد أن حوصر منزله من طرف قوات أمنية، وقال إنه اضطر للخروج الى العاصمة الاردنية عمان حيث له بعض الاقارب. واشار الى انه كان الوحيد من بين مجموعة الخمسة من قادة «ربيع دمشق» الذي منح جواز سفر، إضافة الى الدكتور كمال لبواني الذي اعتقل بعد ذلك عقب عودته من زيارة الى اميركا.

وقال الحمصي إنه خلال اقامته في الاردن لم يكن يمارس أي نشاط سياسي، لكنه سافر الى بيروت ليوم واحد حيث أصدر من هناك بياناً يدعو فيه اتحاد البرلمانات الاوروبية الى اتخاذ مبادرة بشأن معتقلي «ربيع دمشق» ويطالب بسحب سفراء دول الاتحاد الاوروبي من سورية. إثر ذلك ورد بيان في وكالة الانباء السورية يقول إن على السلطات الاردنية إبعاد المعارضين السوريين لان وجودهم في الاردن مخالف لميثاق جامعة الدول العربية، وكان يقصده حيث ذكر في ما بعد اسمه على وجه التحديد.

وقال الحمصي إن السلطات الاردنية استدعته وأبلغته ضرورة أن يغادر الاردن واوضحوا له إن سورية هددت بقطع المياه عن الاردن إذا لم يتم إبعاد المعارضين السوريين. واشار الى انه أعاد اطفاله الاربعة الى سورية وانتقل الى بيروت، حيث مارس عمله المعارض من خلال «أمانة بيروت لإعلان دمشق» وحرصوا على تجنب الخوض في الشأن الداخلي اللبناني. وقال إنهم اتخذوا احتياطات أمنية في بيروت لكنهم على الرغم من ذلك كانوا لا يشعرون بالأمان. ويقول الحمصي إن الاجهزة الأمنية السورية كانت تحاول الوصول اليه وجمع معلومات عنه عبر اشخاص يزعمون انهم صحافيون، ومن بين هؤلاء سيدة قالت انها تعمل مع قناة عربية، وزاد قائلاً " زودتني برقم هاتف محمول وبعد يومين عندما اتصلت بها لم يكن الرقم يرد كما ان مصادر صحافية في العاصمة اللبنانية قالوا بانهم لم يسمعوا بها ...ثم اتصل بي صحافي قال إنه يعد ملفاً حول حقوق الانسان في سورية ولاحظت انه يريد معلومات عن مكان اقامتي وتنقلاتي ثم اختفى بعد ذلك».

وقال الحمصي إنه اتصل بالسفارة الأميركية في بيروت لمساعدته للانتقال خارج لبنان، وأضاف «عبروا عن استعدادهم لتسهيل خروجي وتأمين سلامتي حتى الخروج من مطار بيروت». وأشار إلى انه حصل على تأشيرة دخول أميركية، لكن لم يتسن لزوجته الحصول على تأشيرة إذ انها لا تملك وثيقة سفر، كما ان أطفاله في سورية ممنوعون من السفر.

وقال الحمصي إنه انتقل الى مطار بيروت وبقي هناك 12 ساعة لأنه لم يكن يريد سحب بطاقة سفر الى أية جهة قبل وصوله الى المطار تحسباً لتسرب خبر سفره، ومن مطار بيروت سافر الى عمان، لكن سلطات مطار العاصمة الاردنيه ابلغته بانه غير مسموح له بالبقاء هناك وعليه العودة الى لبنان لكنه رفض العودة الى لبنان. وفي مطار عمان اشترى بطاقة سفر الى واشنطن، وسمحت له سلطات المطار بالسفر الى العاصمة الاميركية عبر رحلة للخطوط الاردنية تربط بين الاردن وواشنطن عن طريق باريس.

وقال الحمصي إنه طلب في مطار عمان التأكد من أن أمتعته شحنت الى واشنطن لكن بعد وصوله الى مطار العاصمة الاميركية تبين له أنه تم استبدال حقائبه بحقائب أخرى فارغة من نفس اللون والحجم. مشيراً إلى ان الحقائب المفقودة توجد بداخلها وثائقه الشخصية وجهاز كومبيوتر محمول إضافة الى الملابس. وقال الحمصي إنه سيواصل نشاطه السياسي من واشنطن «لكن دون إملاء من أية جهة» على حد تعبيره. وقال إنه وصل منذ أسبوع إلى واشنطن ويقيم عند أصدقاء.

يشار الى ان مأمون الحمصي سبق له ان التقى الرئيس الاميركي جورج بوش في مطلع السنة الحالية في البيت الابيض، لكنه قال إنه لم يلتق حتى الآن مسؤولين في الادارة الاميركية.