القدومي: هناك الآن انفراد بالقرار واغتصاب لمسؤوليات القيادات المركزية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن عرفات كان يشاور الجميعَ باتخاذ القرار وغيابه ترك فراغاً كبيراً

TT

أكد فاروق القدومي (أبو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية «أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لن تتم من دون جهد عربي حقيقي ضاغط لأن الوضع المتردي في الساحة الفلسطينية بدأ ينعكس سلبا على الأوضاع العربية بشكل عام». وطالب القيادي بحركة فتح، الفصائل الفلسطينية من دون استثناء أن تبذل جهودها لتحقيق المصالحة للخروج من المأزق الذي تمر فيه القضية الفلسطينية. وقال أعتقد أن الإسراع في تفعيل منظمة التحرير يمثل أفضلَ الحلول لإنجاح المصالحة، مشيرا إلى أن تفعيل المنظمة يجب أن يضمنَ ضم كل القوى التي كانت خارجها خاصة حماس والجهاد الإسلامي والشخصيات المستقلة وقادة المجتمع المدني ومن دون ذلك، فان القضية الفلسطينية ستظل في إطار خاسر. وأكد القدومي أن الوحدة الوطنية هي جوهر الكفاح ولا يمكن بدونها أن تنجح جهود الفلسطينيين في الحرية والاستقلال وتقرير المصير. وقال إن المنظمة هي الوعاء الشامل لكل الفلسطينيين، لذا «فان تفعيلها بأسرع ما يمكن سيجنبنا الكثير من المشاكل التي يمكن أن يفرزها الانقسام واستمرار التراشق الإعلامي». ووفقاً للقدومى، فإن إسرائيل وأميركا بذلتا جهودا متواصلة لمنع وصول الفلسطينيين إلى توافق بينهم. وحول تأثير غياب الرئيس ياسر عرفات (ابو عمار) على حركة فتح والساحة الفلسطينية، قال القدومي إن غياب ابو عمار ترك فراغا كبيرا وكان رحيله مفاجأة. واضاف «كان يفترض أن نحضر لهذا الفراغ القيادي في فتح والسلطة لكن كان ذلك صعبا بسبب التباعد بين القيادات العاملة داخل الأراضي الفلسطينية والخارج والتباين بينهما في المواقف». وأضاف «أبو عمار جمع الجميع من خلال اتصالاته وسفراته المستمرة للاجتماع والاستماع للكل والتشاور معهم في كل القضايا ومشاركتها في اتخاذ القرار. أما الآن فقد بتنا نواجه عملا انفراديا يحكم الممارسات الفلسطينية وتكون بعيدة عن المشاورات مع القيادات والكوادر. وجرى اغتصاب مسؤوليات القيادات المركزية واستبدالها بمشاورات في اطر السلطة التي هي سلطة محلية كما نصت على ذلك المادة السادسة من اتفاق أوسلو». وحول عقد المؤتمر السادس لحركة فتح واستمرار اجتماعات اللجنة التحضيرية في عمان، اوضح «أن فتح قطعت شوطا بعيد المدى في التحضير للمؤتمر السادس». وقال «اعتقد أن الحركة على أعتاب عقد المؤتمر ولم يبق سوى تحديد الزمان والمكان وهذا متروك للجنة المركزية، وان عدد الأعضاء المقترح للمشاركة من 1000 إلى 1500 عضو». وحول إمكانية أن يسفر المؤتمر في حال عقده عن حدوث انشقاق في الحركة بسبب التباينات في المواقف قال رئيس الدائرة السياسية «هنالك مظاهر تزعجنا لأنها تخرج عن الانضباط الحركي وتوجد أخبار مندسة يتناولها الإعلام تسعى للوقيعة بين مختلف القيادات الفلسطينية الفتحاوية، ولهذا السبب حرصنا أن نضع برنامجا سياسيا يتفق مع طبيعة المرحلة ولا يجهل المقاومة كعنصر أساسي للكفاح الفلسطيني من اجل استعادة الحقوق المشروعة الوطنية».

وتوقع أبو اللطف أن تحدث بعض الإشكالات على خلفية انعقاد المؤتمر، مضيفا انه لا يخلو أي مؤتمر بهذا الحجم وبعد هذه السنوات من الغياب من وجود مشاكل كما هي الحالة التي مررنا بها في الماضي. واختتم القدومى حديثه بالقول «لكن علينا أن نعالج هذه المشاكل والقضايا بروح التعاون والحرص على وحدة الحركة وتحقيق أهدافنا المطلوبة».