باراك يبلغ القاهرة رغبته في تمديد التهدئة

مصادر مقربة منه: هناك مصلحة مشتركة لنا ولحماس ومصر باستمرار التهدئة

TT

تحدثت مصادر مقربة من وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، أمس، عن «مصلحة مشتركة بين اسرائيل وحركة حماس تقضي باستمرار التهدئة في قطاع غزة». وكشفت هذه المصادر أن باراك بعث الى مصر برسالة توضح موقفه هذا، مع اقتراب نهاية مدة الاتفاق (ديسمبر (كانون الأول) القادم). ونقل الرسالة مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، خلال زيارة الى القاهرة مطلع هذا الأسبوع، وأبلغ المصريين بأن اسرائيل على استعداد لتمديد فترة التهدئة حتى الصيف المقبل وإذا وافقت حماس، فإلى أجل غير مسمى. وحسب تلك المصادر فقد رحبت مصر بالمبادرة الاسرائيلية. وأكدت ان مصلحتها في هذا الشأن تلتقي مع مصلحة اسرائيل وحماس. وسارع وزير المخابرات، عمر سليمان، الى نقل الرسالة الى قطاع غزة عبر مندوب عنه.

من جهتها، سارعت حماس الى إبداء تجاوب مع المبادرة، لكنها أعربت عن غضبها من خرق اسرائيل للاتفاق. وحسب المصدر الاسرائيلي، فإن حماس قالت انه في الوقت الذي عملت فيه بكل قوتها لوقف اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل ودخلت في صراعات مع حركة الجهاد الاسلامي وغيرها من الفصائل والمجموعات المسلحة في سبيل ضمان وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل تماما، واصلت اسرائيل استخدام الحصار ولم تسمح بدخول المواد المتفق على ادخالها الى قطاع غزة. ورد جلعاد على اتهامات حماس بتقديم تقرير مفصل عن كميات المواد الغذائية والأدوية والوقود التي دخلت قطاع غزة وتدل على ان اسرائيل التزمت بتعهداتها. وان تأخير المواد كان يتم فقط ردا على اطلاق صواريخ. وطرحت حماس خلال هذا الحوار، الذي تم عبر مصر، مجددا مطلبها في توسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية. فهناك تواصل المخابرات الاسرائيلية ملاحقاتها لرجالات حماس. ومع انها توقفت عن تنفيذ الاغتيالات، إلا انها تواصل الاعتقالات. وتمارس الضغوط على أجهزة الأمن الفلسطينية لإغلاق الجمعيات التابعة للحركة. ولم يرد جلعاد على طلب حماس هذا بالرفض التقليدي، بل أبدى استعدادا لبحث الطلب إذا ارتبط مع مطالب تلبية مطالب اسرائيلية أخرى، مثل انجاز صفقة تبادل الأسرى، التي يحرر فيها الجندي الأسير، جلعاد شليط، مقابل اطلاق سراح 1100 أسير فلسطيني. وأثار نشر هذه القصة ردود فعل غاضبة في المخابرات الاسرائيلية، التي تعارض التهدئة من الأصل وتقول ان اتفاق التهدئة خفف الضغط الاسرائيلي والدولي على حماس وجعلها تتعنت في مواقفها ضد اطلاق سراح شليط. وترى ان السبيل الوحيد لاطلاق شليط هو الغاء التهدئة وتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تؤدي الى اسقاط حكم حماس في قطاع غزة. كما عبرت عن الموقف ذاته بعض الأوساط في قيادة الجيش الاسرائيلي، التي تدعي ان هناك خطة جاهزة لضرب حماس، ولكن القيادة السياسية تمنع ذلك.

تجدر الاشارة الى ان اسرائيل نفت رسميا الأنباء التي نشرت، أمس، وقالت انها وافقت على اطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا كانت حماس قد طلبت اطلاقهم كشرط لاطلاق شليط. وقالت ان القرار الاسرائيلي واضح وهو الموافقة على اطلاق سراح قسم منهم فقط (حوالي النصف).

غير أن الصحيفة «يديعوت احرونوت» نسبت الى مسؤول يشارك في المحادثات بشأن شليط، القول ان نقطة التجاذب بين اسرائيل وحماس ستكون حول عدد قليل من الاسماء في قائمة الاسرى الذين تطالب الحركة الفلسطينية بإلافراج عنهم. وقال المسؤول ان اسرائيل ستكون اكثر مرونة ازاء قائمة حماس.