استراتيجية أميركية جديدة لأفغانستان: المصالحة مع طالبان ودبلوماسية فاعلة مع الجيران

بترايوس اعتبرها «أطول حملة في الحرب الطويلة»

جندي أفغاني يقوم بالحراسة حيث تسيطر الحكومة على مربع أمني في العاصمة كابول أمس (إ ب أ)
TT

اطلق الجنرال ديفيد بترايوس حملة اعادة تقييم للاستراتيجية الاميركية في افغانستان وباكستان وايران والعراق والمنطقة المحيطة محذرا في الوقت نفسه من ان انعدام التنمية وتزايد دوامة العنف في افغانستان سوف يجعل منها على الارجح «اطول حملة في الحرب الطويلة» كما نقلت صحيفة الواشنطن بوست.

وعملية اعادة التقييم التي تستمر مائة يوم سوف تؤدي الى مخطط جديد للحملة من اجل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى حيث ستكون القوات الاميركية البالغ عديدها اكثر من 200 الف عنصر تحت ادارته بدءا من 31 اكتوبر.

والحملة سوف تبدأ رسميا الشهر المقبل الا ان الخبراء العسكريين المشاركين في الحملة يرون ان بترايوس يركز على موضوعين اساسيين هما المصالحة بقيادة الحكومة مع حركة طالبان في افغانستان وباكستان وتعزيز المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول المجاورة التي تؤثر على الحرب.

وفي لقاء مع صحافيي واشنطن بوست، قال بترايوس ان «الجهد في افغانستان سوف يكون الحملة الاطول في حرب طويلة». وكان صرح في لقاء الاسبوع الماضي في مؤسسة «هيريتدج فاونديشن» ان اجزاء من افغانستان «تدهورت فيها الحالة الامنية خلال هذا العام» مضيفا «الدرس الاكبر في محاربة التمرد هو ان كل حالة فريدة من نوعها. يجب ان نكون متنبهين جيدا ليكون لدينا هذا الفهم المتناسق للظروف على الارض».

وفريق اعادة التقييم الاستراتيجي بقيادة احد المستشارين القدامي لبترايوس هو الكولونيل اتش ار ماكماستر والفريق على تواصل مع كل الخبراء المعنيين كما مع خبراء وزارة الخارجية والبنتاغون وغيرهم من الخبراء المدنيين والعسكريين ذوي الخبرة في المنطقة.

وسوف يضم الفريق حوالى 100 شخص موزعين بشكل رئيسي على ست مجموعات اقليمية صغيرة ومهمة هؤلاء البحث في اسباب انعدام الامن في المنطقة بهدف ايجاد حلول تشمل جهدا عسكريا ودبلوماسيا وتنمويا.

ومن اهم الاهداف التي يركز عليها بترايوس هي المصالحة مع المتمردين المعتدلين من طالبان الراغبين بالتعامل مع الحكومة الافغانية. ويقول «أعتقد ان علينا ان نتحدث الى الاعداء، من الواضح اننا نريد ان نتصالح مع اكبر عدد منهم، المسألة الرئيسية هنا هو ان نتأكد من ان كل ذلك يتم بالتنسيق مع الحكومة الافغانية والرئيس كرزاي وبدعمهما المطلق».

اما الاولوية الثانية فهي اعتماد مقاربة اقليمية للمشكلات في افغانستان وباكستان بما في ذلك دبلوماسية متينة مع الجيران وجهد اقليمي للتنمية». الا ان البعض يشكك بامكان ان ينجح بترايوس في تحقيق خطة من هذا النوع. ويقول بارنت روبن الخبير في شؤون الافغان في جامعة نيويورك «ان الجنرال بترايوس ليس مسؤولا عن دبلوماسيتنا، لا يمكنه ان يقرر ما اذا كنا سوف نحاول ان نشكل مجموعة دولية للتواصل في شأن باكستان».