مقتل مسلح على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية بقصف «أميركي»

انتحاري يستهدف مركزاً للشرطة ويقتل 4 أشخاص

TT

قال مسؤولون في المخابرات الباكستانية إن مقاتلا قتل بعدما اطلقت طائرة بدون طيار، يعتقد أنها أميركية، صاروخا على منطقة باكستانية على الحدود الافغانية أمس. وجاء هذا القصف في وقت لم تؤكد الولايات المتحدة مسؤوليتها عنه والذي بات دورياً على الحدود الخطرة.

وأصاب الصاروخ منزلا في قرية سام في وزيرستان الجنوبية في منطقة تعرف بأنها من معاقل بيت الله محسود، قائد مقاتلي طالبان الباكستانية. وقال مسؤول في المخابرات، طلب عدم نشر اسمه: «حتى الآن تلقينا تأكيدا لمقتل متشدد واحد وانتشال مصابين اثنين من تحت الركام». وأضاف أن حصيلة القتلى قد ترتفع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في المخابرات الباكستانية قوله «كان ضيوف مقيمون هنا»، مستخدما كلمة «الضيوف» التي تشير الى المقاتلين الاجانب.

ويقول مسؤولون أميركيون ان مقاتلي «القاعدة» وطالبان الباكستانية يعملون من ملاذات آمنة في شمال غربي باكستان ويتدربون للمشاركة في حركة التمرد المكثفة في أفغانستان. ويؤكد مسؤولون أمنيون باكستانيون ان الطائرات الاميركية بلا طيار كثفت من غاراتها في باكستان منذ بداية سبتمبر (أيلول) فأطلقت صواريخ على أشخاص يشتبه بأنهم من المقاتلين، 11 مرة، وقتلت عشرات الاشخاص غالبيتهم من المقاتلين.

وقال مسؤول المخابرات الباكستاني ان الطائرة أطلقت صاروخين في هجوم امس. وقال أحد سكان قرية سام عبر الهاتف ان انفجارين قويين هزا القرية. وأضاف المسؤول الآخر أن مقاتلين طوقوا المنطقة وأنهم يمنعون أي شخص يقترب منها.

ومن جهة اخرى، قتل اربعة اشخاص وجرح ثلاثون آخرون في هجوم انتحاري بحافلة صغيرة مفخخة استهدف مركزا للشرطة في وادي سوات شمال غربي باكستان. ويعد هذا احدث هجوم في سلسلة العمليات التي تستهدف قوات الامن الباكستانية في منطقة شمال غربي باكستان المضطربة حيث تشن السلطات حملة عسكرية ضد تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان.

وقال ديلاور خان بانغاش، قائد شرطة مينغورا، لوكالة الصحافة الفرنسية «حدث انفجار كبير ادى الى مقتل ثلاثة من افراد قوات الامن وشرطي، ودمر مركز الشرطة». واوضح ان هجوما بدأ، بعيد منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس، بتبادل لاطلاق النار بين ناشطين مسلحين وقوات الامن. وبعد ذلك اقتحم الانتحاري بحافلة تتسع لـ14 شخصا الباحة الخلفية لمركز الشرطة. وانفجرت الحافلة عندما تعرضت لاطلاق نار ما ادى الى أضرار في محلات تجارية وفندق ومدرسة وعدد من المنازل بلدة مينغورا الرئيسية في وادي سوات. واوضح الناطق ان معظم الجرحى من قوات الامن والشرطة، اضافة الى اثنين من المارة المدنيين.

وقامت مقاتلات ومروحيات الاسبوع الماضي بتدمير معاقل لطالبان في المنطقة وقتلت 20 مقاتلا، حسب مسؤولين. وحاولت الحكومة تجنيد رجال القبائل الباكستانية من الباشتون في المنطقة الشمالية الغربية لدعم العمليات العسكرية ضد متطرفي «القاعدة» وطالبان. إلا ان المسلحين الاسلاميين قاوموا وقتلوا عشرات من عناصر الامن والعديد من وجهاء القبائل الذين يتهمونهم بالوقوف الى جانب الحكومة.

ومن جهة اخرى، شهد سجن في مدينة تيمارغاره القريبة من سوات هجوم عدد من النزلاء من عناصر طالبان على ضباط السجن الذين حاولوا مصادرة هواتفهم غير القانونية، وفتح المسؤولون الامنيون النار على السجناء المتمردين واستخدموا الغاز المسيل للدموع في الوقت الذي دعت سلطات السجن الجنود الى إخماد العنف. ولم تسجل اصابات بالغة أو وفيات من الاشتباك.