اعتقال مجموعة من المغاربة في إطار مكافحة الإرهاب في إسبانيا

مداهمات في مدن عدة بعد 3 سنوات من التحقيقات الاستخباراتية

TT

اعتقلت قوات الأمن الاسبانية خلال عملية مداهمات، ما زالت قائمة حتى الساعة، 13 شخصاً جميعهم من الجنسية المغربية لاشتباه تورطهم بشبكة «إرهابية متخصصة بجمع الأموال وتجنيد الأصوليين لأغراض إرهابية». ومن بين التهم الموجهة للمشتبهين تسهيل فرار بعض الارهابيين الذين اشتركوا، بطريقة أو باخرى، في تفجيرات 11 مارس (اذار) 2004 في مدريد التي أدت الى مقتل 192 شخصا وأكثر من 1800 جريح. وقال بيان لوزارة الداخلية الاسبانية إن هذه الاعتقالات اتاحت «تفكيك خلية على علاقة بالارهاب الاسلامي كانت تدعم وتحمي» عناصر من تنظيم «القاعدة». واضافت الداخلية انه يشتبه في قيام الاشخاص الموقوفين «بالتغطية والمساعدة على فرار» خمسة اشخاص «متورطين في اعتداءات 11 مارس» بمدريد.

وأفادت مصادر من الشرطة الوطنية بان هذه الشبكة ساعدت الإرهابي المغربي عبد الإله حريز، المعتقل في المغرب بتهمة تجنيد وإرسال الإرهابيين إلى العراق، والذي تعتقد المحكمة الوطنية أنه أحد منفذي اعتداءات 11 مارس، بالشتراك مع الإرهابيين محمد لاربي بن سلام، وداوود أوهان، ومحمد أفلح، وعثمان المهيب. وقد جرت المداهمات في أقليم كاتالونيا، شمال شرقي البلاد، وفي العاصمة مدريد وفي إقليم الأندلس.

يذكر أن حريز معتقل حاليا في السجون المغربية بانتظار محاكمته. وكان قاضي المحكمة الوطنية خوان ديل أولمو المكلف بملف 11 مارس قد أصدر مذكرة دولية لاعتقاله، ولكن نظرا لأن القوانين المغربية لا تسمح بتسليم المواطنين المغاربة الى سلطات أجنبية، فمن الأرجح ألا يتمكن القضاء الإسباني من محاكمة أحد العناصر الذي، وفقا للمحكمة الوطنية، اشترك في أكبر اعتداءات إرهابية عرفتها إسبانيا في تاريخها المعاصر.

أما الجزائري داوود أوهان، الذي وجدت الشرطة الإسبانية بصمات أصابعه على كيس من البلاستيك في داخله صواعق مماثلة لتلك التي استعملها الإرهابيون في تفجيرات مدريد، كانت قد عثرت عليه في الشاحنة الصغيرة التي تركها هؤلاء بالقرب من المحطة التي انطلقت منها جميع القطارات التي انفجرت صبيحة 11 مارس، فقد فر بعد انتحار الإرهاببين السبعة في شقة ليغانيس بمساعدة هذه الشبكة.

وعرفت من بين المعتقلين الاسماء التالية: محمد ادريس هاشم، وادريس بن موسى، ويوسف بن موسى، وبلال بن موسى، وعبد العزير العقيل، وفؤاد دكيكار، ومصطفى فيلالي، ومحمد بن حسين.

وأفادت مصادر أمنية بأن هذه العملية هي حصيلة تحقيقات كانت قد بدأتها الوحدة المركزية للاستخبارات الخارحية في العام 2005، وتكملة لمداهمات أخرى اعتقل خلالها عدد من الأصوليين وجهت اليهم اتهامات مختلفة من بينها تجنيد عناصر أصولية لإرسالها الى العراق بهدف القيام بعمليات انتحارية ضد القوات الأجنبية الموجودة هناك وضرب الأهداف التي يحددها تنظيم «القاعدة». واستمرت المداهمات في مناطق اسبانية عدة حتى مساء امس، ولم تستبعد المصادر الأمنية المذكورة القيام باعتقالات جديدة خلال الايام المقبلة.