ليفني تطلب تمديد مهلة تشكيل الحكومة

مع اقتراب انتهاء المدة المعطاة لها

TT

أكدت مصادر مقربة من رئيسة حزب «كديما» الحاكم في اسرائيل وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، انها تنوي التقاء الرئيس شيمعون بيريس، بعد غد، لطلب تمديد المهلة التي يمنحها اياها الدستور لتشكيل الحكومة، أسبوعين آخرين. وكان بيريس قد كلف ليفني بتشكيل الحكومة إثر انتخابها رئيسة للحزب الحاكم، بدلا من ايهود أولمرت. ومنحها مهلة 28 يوما، تم تمديدها الى 30 يوما بسبب الأعياد. وتنتهي هذه المدة، الأسبوع القادم. وحسب القانون، يحق لها أن تطلب تمديد الفترة بأسبوعين آخرين. وقالت هذه المصادر إن ليفني حققت خطوات مهمة على طريق تشكيل الائتلاف، ولكنها مثل كل سابقيها تواجه مصاعبَ اللحظة الأخيرة. فهنالك أحزاب تخطط للانتظار حتى اللحظة الأخيرة حتى تبتز المرشح لرئيس الحكومة.

يذكر ان حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة، حيث انه يبدي رغبة علنية في الانضمام الى ليفني، ولكنه لا يخطو معها الى الأمام. وتجند الى جانب ليفني، أمس، خصمها بالحزب وزير المواصلات، شاؤول موفاز، فاتصل مع رئيس هذا الحزب، ايلي يشاي، وحاول اقناعه. فقال له: «حزبك كنز استراتيجي لحزب كديما لا نتنازل عنه ولا نتصور الحكومة من دونه، فتعال لننهي القضايا الإجرائية ونعلن تشكيل الحكومة معاً». وقالت مصادر في «شاس» ان ليفني ويشاي اجتمعا بعد ظهر امس واتفقا على أسس التفاوض حول تشكيل الائتلاف. وباشر وفدا التفاوض العمل منذ مساء امس. وكانت ليفني قد دعت يشاي الى بيتها للعشاء في اليوم الأول لعيد العرش، أول من أمس، ووصل فعلا الى بيتها ولكن أمرا شخصيا طارئا حصل في بيته واضطره الى العودة الى بيته. من جهة ثانية، تواصل ليفني محاولات تجنيد أحزاب أخرى للائتلاف. فاجتمعت أمس مع قادة حزب ميرتس اليساري. وحسب تصريحات رئيس الحزب، النائب حاييم اورون، فإن من الصعب أن يكون مع «شاس» في حكومة واحدة. فمقابل الشرط الذي يضعه «شاس» بأن لا يتم التفاوض مع الفلسطينيين حول القدس، وضع أورون شرطا ألا ينضم الى الحكومة إلا إذا تعهدت بالتفاوض مع الفلسطينيين في كل القضايا، بما في ذلك القدس واللاجئون. ولذلك سيكون على ليفني الاختيار بينهما، علما بأنها تفضل «شاس» كونه أكبر من ميرتس (12 نائبا مقابل 6 نواب) وكونه حزبا يمينيا. وحاولت ليفني، في اطار الضغط على «شاس»، أن تفاوض حزب «يهدوت هتوراه» لليهود المتدينين الاشكناز (الغربيين). ولكن زعيم هذا الحزب أوضح، أمس، انه لن ينضم الى حكومة من دون «شاس». وبهذا زادت صعوبة مساعي ليفني.

وازاء هذه التطورات، صرح رئيس حزب المتقاعدين الوزير رافي ايتان، أمس، بأنه يشك في قدرة ليفني على التغلب على المصاعب التي تواجهها. وأعرب عن قناعته بأنه لا بد من التقدم لانتخابات مبكرة بعد 3 ـ 4 شهور. وقال ايتان ان أحزاب الائتلاف الحاكم حاليا لا تعرف مصلحتها ولا تكترث بمصالح الدولة وتعمل كل ما في وسعها لإجهاض محاولات تشكيل حكومة جديدة لدوافع ذاتية قصيرة الأمد. وتابع: هذه الأحزاب تشتاق الى المعارضة.

من جهة ثانية، كشف النقاب، أمس، ان رئيس حزب العمل، وزير الدفاع، ايهود باراك، كان قد حاول تشكيل تكتل تحت قيادته ليقوي مركزه أمام حزب كديما. فتوجه الى حزب «ميرتس» وحزب المتقاعدين واقترح توحيد الأحزاب الثلاثة في جبهة واحدة. ولكن الحزبين رفضا اقتراحه واعتبراه محاولة لتكبير حزب العمل وزيادة نفوذه، وهو الحزب الذي تتنبأ استطلاعات الرأي له التقلص الى النصف. ومع كشف هذا النبأ، توجه خصوم باراك في حزبه، وفي مقدمتهم الوزير عامي أيلون، باستجواب يطالبونه بتوضيح هذه المسألة واعتبروها «خطوة مدمرة لأنها تعبر عن افلاس سياسي». وقال أيلون: «نحن حزب صاحب مبادئ وأي تحالف نقيمه يجب ان يستند الى قاعدة سياسية وآيديولوجية. وخطوة باراك تدل على انه لا يعرف الفرق بين برنامج حزب العمل وبرامج الأحزاب الأخرى.