مكان عقد مؤتمر الكونغرس الأمازيغي يؤجج الصراع بين أمازيغ شمال أفريقيا

تساؤلات حول منح مالية من حكومتين محليتين إسبانيتين

TT

اشتد الصراع بين أعضاء الكونغرس الأمازيغي العالمي (منظمة غير حكومية مقرها في باريس) حول مكان انعقاد المؤتمر المقبل الذي يتجاذبه طرفان، هما: الوناس بلقاسم (جزائري)، الرئيس المنتهية ولايته، الذي يدعو إلى عقده في مكناس (وسط المغرب)، والطرف الثاني تيار يقوده رشيد رخا، (مغربي) نائب الرئيس، بمعية أحمد الدغرني، الناشط الأمازيغي المعروف، والذي ينادي بعقد المؤتمر في تيزي وزو بالجزائر، «تطبيقا لتوصية المؤتمر الأخير الذي انعقد بمدينة الناضور (شمال المغرب) سنة 2005، وقرار المجلس الفيدرالي بمكناس يوم 23 فبراير (شباط) 2008». وتجلى هذا الصراع في اختلاف التوجهات لدى انعقاد مؤتمر صحافي في الرباط، الليلة قبل الماضية، سادته مشاحنات كادت تصل في إحدى اللحظات إلى التشابك بالأيدي بين بعض الحاضرين. واعترف أحد المشاركين بأن الصراع في الأول بين أمازيغ شمال افريقيا كان صراعاً محصوراً داخل كواليس الكونغرس الأمازيغي العالمي، والآن أصبح علنيا تحت أنظار الصحافة. وكان لافتا غياب رئيس الكونغرس الوناس بلقاسم عن المؤتمر الصحافي. كما غاب عن «لقاء المصالحة» الذي انعقد أخيراً في مدينة أكادير، رغم توجيه الدعوة إليه، لتصفية الجو من الخلافات، وتركيز الجهد على تهيئة الظروف الملائمة لإنجاح المؤتمر المقبل للكونغرس الأمازيغي العالمي.

وغاب عن المؤتمر الصحافي أعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر في مكناس، بينما حضره أعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر بتيزى وزو، بمشاركة أعضاء من المجلس الفيدرالي بالجزائر، ويضم فروجة الموساوي، وتوزان الهاشمي، واسماعيل مما مبيد، وسعيد زموش، إضافة إلى بعض الأمازيغ من ليبيا وإسبانيا. وتم في المؤتمر الصحافي، الذي ترأسه المحامي المغربي احمد الدغرني استعراض مراحل بذل «المساعي الحميدة» في أكادير لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، دون أن يفضي ذلك إلى نتيجة تستحق الذكر، ليتم اللجوء في الأخير إلى تشكيل لجنة قانونية، قال منظمو المؤتمر إنها توصلت إلى خلاصة؛ مفادها أن كل القرارات التي يمكن أن تتخذها الرئاسة المنتهية ولايتها يوم 6 أغسطس (آب) 2008 تعتبر ملغية ولا قيمة لها من الناحية القانونية. وتم التساؤل أيضا عن منح مالية قدمتها حكومتان محليتان في اسبانيا هما كاتالونيا وإقليم الباسك للكونغرس الأمازيغي العالمي، وتبلغ قيمتها 45 الف يورو دون أن يظهر لها أثر، وقال سعد زغموش، نائب أمين مال الكونغرس الأمازيغي العالمي، إنه لا يعرف عنها شيئا، ولا عن الحصيلة المالية المتبقية بعد عقد مؤتمر الناضور، وهو ما اعتبره «خرقا للقانون». وحين طرحت إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الرئاسة المنتهية ولايتها بفرنسا، مكان مقر المنظمة، استبعد رشيد رخا الفكرة في الظرف الراهن، داعيا إلى طي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل بنظرة وروح جديدتين.

وانتقد المشاركون في المؤتمر الصحافي طريقة تدبير وتسيير شؤون منظمة الكونغرس الأمازيغي العالمي، في ظل ما سموه غياب الشفافية والمكاشفة وعدم انتهاج الأسلوب الديمقراطي في اتخاذ القرارات، والاكتفاء بأخبار الأعضاء عن طريق البريد الإلكتروني. كما انتقدوا عقد القيادة المنتهية ولايتها، لقاء مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في طرابلس دون استشارتهم، أو الأخذ برأيهم، وعدم تدبيرها بطريقة جيدة لملف المعتقلين الأمازيغ في الجنوب الشرقي للمغرب، وغالبيتهم طلبة، وجرت أمس جلسة جديدة لمحاكمتهم في مكناس.

يذكر أن التاريخ المقرر لعقد مؤتمر الكونغريس الأمازيغي العالمي هو الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري و2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تحت شعار «من اجل وحدة الشعوب الأمازيغية»، تكريماً لروح الفنان الجزائري المعروف معطوب الوناس.