افتتح في بيروت أمس مسجد خاتم الانبياء والمرسلين محمد الأمين (صلى الله عليه وسلم) حيث أمَّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أول صلاة جمعة تقام في هذا المسجد، والتي حضرها حشد من دول عربية يتقدمه مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة ورجال دين وشخصيات سياسية ودبلوماسية من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن واليمن وفلسطين، الى جانب ممثلين عن الطوائف الاسلامية اللبنانية.
وتقدم المشاركين رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وممثل عن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. كما حضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، اضافة الى عدد كبير من الوزراء والنواب ورجال الدين والسفراء المعتمدين في لبنان. وقدر الحضور داخل المسجد وخارجه بعشرة آلاف شخص.
وجاء افتتاح مسجد محمد الامين بعد مرور ست سنوات على وضع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري حجر الاساس له. وهو يتسع لخمسة آلاف مصلٍ من الرجال وألف من النساء.
وقبيل الدخول الى المسجد توجه المفتي قباني والنائب الحريري الى ضريح الرئيس الحريري القريب، حيث قرآ الفاتحة، ثم دخلا الى قاعة المسجد لاستقبال الوفود والشخصيات، ومنها الى باحة المسجد مع الشخصيات الرسمية لإزاحة الستار عن اللوحة الخاصة بالمسجد. ثم تليت الفاتحة على روح الرئيس الحريري ورفع اذان الظهر وتلته هتافات مؤيدة للنائب الحريري. والقى مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة خطبة الجمعة التي اختتمها بالقول: «اللهم جازي كل من ساهم في بناء هذا المسجد يا رب العالمين جازه خيرا في الدنيا والآخرة. واغفر في هذا العمل الصالح للمرحوم رفيق الحريري، وأيد بهذا العمل الصالح ابنه البار سعد الحريري».
ولاحقا توجه المفتي قباني وكبار المدعوين الى دار الفتوى حيث اقيمت مأدبة غداء بالمناسبة. وتحدث المفتي فقال: «ايها الاخوة إن افتتاح مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم هو مناسبة جامعة جمعت بيننا وبينكم وبين جمهور المسلمين أولا في افتتاح هذا المسجد العظيم الذي شيده الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى في هذا اليوم المبارك، كما جمع بيننا وبينكم هنا في داركم في دار الفتوى دار المسلمين ودار اللبنانيين جميعا.
ونستذكر في هذه المناسبة التي تجمعنا في هذا اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تميز بإيمانه العميق وبعروبته وإسلامه والذي أعطى وطنه لبنان والأمة العربية والإسلامية عقله وقلبه وروحه بأعماله المجيدة حتى قضى شهيدا، فنسأل الله تعالى له الرحمة والرضوان ولنجله الشيخ سعد الحريري التوفيق في متابعة مسيرته الرائدة من اجل لبنان واللبنانيين جميعا». واضاف: «لسوف تبقى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المرجع الديني الرسمي للمسلمين في لبنان وفية لرسالتها ودورها في هذا الوطن العزيز لبنان بالتعاون مع اللبنانيين جميعا ومعكم أنتم أبناء هذه الأمة».
وذكر بيان للسفارة المصرية ان «الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر يصل مساء اليوم (امس) في زيارة تاريخية للبنان وذلك للمشاركة في فاعليات افتتاح المسجد. وتأتي الزيارة في اطار العلاقات المصرية ـ اللبنانية المتميزة على كافة مستوياتها الرسمية والسياسية والدينية والشعبية وفي اطار الحرص المصري المعروف على الانفتاح على الجميع في لبنان والدعوة الدائمة والعمل المستمر في اطار جهود تدعيم الاستقرار والامن والرفاهية للبنان». وافاد انه «من المتوقع ان يجري شيخ الازهر عددا من اللقاءات مع المسؤولين والقيادات الدينية على هامش مشاركته في افتتاح مسجد الامين».