وزير الشؤون الخارجية القطري لـ«الشرق الأوسط»: لا حساسية تجاه دورنا بالسودان

مصادر عربية: لجنة الرئاسة الثلاثية رصدت تقدما حول دارفور

TT

اعتبر وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله آل محمود، أن المبادرة العربية الأفريقية لحل أزمة إقليم دارفور السوداني مكملة لمبادرة أهل السودان، مشيرا إلى أن المبادرتين تصبان في نفس طريق السلام، فيما نفى وجود أي حساسية عربية أو أفريقية تجاه الدور الذي تقوم به قطر في السودان.

وقال آل محمود في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «حضرنا إلى السودان كي نستمع ونقرأ ما سيخرج من هذه المبادرة بعد بلورة وجهات نظر كل القوى السودانية في مبادرة واحدة لأهل السودان».

ووصف الوزير القطري زيارته لولايات دارفور بأنها «كانت طيبة.. استمعنا إلى مطالب كل القوى الرسمية والشعبية وتقييمنا لهذه المطالب إنها ايجابية وتؤدي إلى حل الأزمة».

ونفى آل محمود وجود أي حساسية عربية أو أفريقية تجاه الدور الذي تقوم به قطر في السودان ، وقال «نحن جزء من إخواننا العرب ونكمل لهم، ونحن نستفيد من خبرات بعض إخواننا، فهم أكثر منا فهما ومعرفة ونحن بمفردنا لا نستطيع أن نحقق شيئا، فنحن نعمل كفريق واحد (..) وسنواصل الاتصال بكل من في الداخل والخارج لتحقيق الوفاق والمصالحة والتراضي بين أهل السودان»، موضحا أن زياراته الأخيرة لمصر وليبيا والسودان كانت كلها لهذا الغرض.

وأكد آل محمود أهمية دور تشاد في حل الأزمة، وقال «من ضمن خطة عمل المبادرة اننا لا نستطيع حل المشكلة بدون معالجتها من الجانب الإقليمي، واعتقد أن تشاد دولة مهمة لأمن السودان، كما أن السودان مهم لأمن تشاد، والعلاقة مترابطة، وبالتالي فخطة العمل تتضمن الحوار مع تشاد والاستماع إلى ما لديها والوصول إلى مصالحة بين تشاد والسودان وكذلك دول الجوار الأخرى» فيما رفض الكشف عما إذا كانت هناك زيارات قريبة لرئيس وزراء قطر لتشاد.

وحول وجود مساع لإقناع عبد الواحد نور، أحد زعماء متمردي دارفور، قال الوزير القطري «هناك بعض الاتصالات وستكون هناك اتصالات أخرى مباشرة ومكثفة في القريب العاجل، لمسنا جوابا إيجابيا بهذا الصدد».

من جهة ثانية قالت مصادر عربية مطلعة إن المشكلة الأكثر بروزا خلال زيارة وفد الرئاسة الثلاثية للجنة العربية المكلفة بحل قضية دارفور (التي تضم الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وقطر) إلى إقليم دارفور في «الجنينة»، حيث يوجد 100 آلاف لاجئ تشادي، كانت مشاكل الأرض والتعويضات والحاجة لمزيد من التدخل العربي الإنساني ونزع سلاح الميليشيات.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «رصدت لجنة الرئاسة الثلاثية بعض التقدم في مواقف جميع الأطراف، إلا أن الذهاب إلى الدوحة ما زال يحتاج جهدا خارقا حتى يصل الجميع لمرحلة جلوس الطرفين على مائدة واحدة في قطر» مشيرة إلى أن تحديد من سيشارك في حوارات الدوحة ما زال قيد البحث. وأضافت المصادر «ان لقاء سيعقد في قطر نهاية الشهر الجاري للرئاسة الثلاثية للجنة العربية المكلفة بحل قضية دارفور على مستوى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء القطري وممثل الاتحاد الافريقي بعد أن أصبحت اللجنة عربية افريقية، في إطار ما اتفق عليه في نيويورك خلال الاجتماع العربي الافريقى والذي شمل خمس دول افريقية».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك تقدما في موضوع نشر قوات الهجين حيث من المقرر أن يتم نشر 60% من القوات بحلول شهر ديسمبر (كانون الثاني) المقبل ونشر 80% خلال شهر مارس (آذار) المقبل. من جهة أخرى، قالت المصادر العربية إن لقاءات الأمين العام لجامعة الدول العربية في الخرطوم استهدفت سبل تسريع خطوات الحل في السودان على كافة المستويات، مع إعطاء الأولوية لحل قضية دارفور وإقناع حركات التمرد بالذهاب إلى قطر للبدء في تنفيذ خطة المبادرة العربية أو مبادرة الحل بالسودان والتي أصبحت مكتملة الأركان بعد إعلان مبادرة أهل السودان والتي تركز على المكونات الأهلية التي تسرع بالحل، وقالت «بمعنى آخر من يفوته مؤتمر الخرطوم يمكنه الذهاب إلى لقاء دارفور في إطار الحوار (الدارفوري ـ الدارفوري)».