وصول زورق على متنه 110 مهاجرين غير شرعيين إلى جزر الكناري

50 تسللوا أخيراً عبر ميناء طنجة و50 آخرون غرقوا في سواحل القنيطرة

المهاجرون الـ 110 بعد نقلهم إلى ميناء لوس كريستيانوس في جزر الكناري أمس (ا.ف.ب)
TT

وصل زورق يقل 110 مهاجرين غير شرعيين أمس إلى جزيرة تينيريفي في أرخبيل الكناري الاسباني. وأعلن جهاز الاغاثة أن إحدى سفنه رصدت الزورق جنوب جزيرة تينيريفي واقتادته حتى ميناء لوس كريستيانوس. وكان على متن زورق الصيد التقليدي المستعمل في سواحل غرب افريقيا والذي يستخدمه عادة المهاجرون الراغبون في الوصول الى هذا الارخبيل الاسباني في الاطلسي 110 أفارقة، ستة منهم قصر.

وتصل الى ارخبيل الكناري الواقع في المحيط الاطلسي غرب المغرب على الدوام مراكب صغيرة تقل مهاجرين افارقة يجازفون بحياتهم من اجل الوصول الى سواحلها. وتفيد الأرقام الرسمية بأن 5392 مهاجرا غير شرعي وصلوا الى الكناري خلال الثمانية اشهر الاولى من السنة الحالية؛ وهو رقم اقل من عددهم في نفس الفترة من السنة الماضية وهو 6655.

وفي سياق متصل، كان لافتاً أنه في نفس الوقت الذي عقدت فيه أخيراً بالرباط ندوة فكرية وإعلامية تهدف لتحسين طرق المعالجة الإعلامية لموضوع الهجرة، ضبطت السلطات أزيد من 50 مهاجراً غير شرعي يحملون وثائق مزورة كانوا على متن باخرة إيطالية انطلقت من ميناء طنجة. فحينها، استطاع 50 شخصا عبور كل الحواجز الأمنية في ميناء طنجة وتوجهوا نحو باخرة «فانتاستيك» التي توجهت بهم إلى ميناء برشلونة، حيث تم ضبطهم من طرف مصالح الأمن الإسباني، وتقررت إعادتهم إلى المغرب.

ومباشرة بعد اكتشاف الأمر، شكلت السلطات المغربية خلية للتحقيق مع المهاجرين العائدين. ورغم أن محكمة الاستئناف بطنجة دانت اخيرا مفتشي شرطة يعملان بمصلحة ختم الجوازات بالميناء، وأطلقت سراح متهمين آخرين، فإن تفاعلات القضية ستستمر لوقت أطول في انتظار الكشف عن واحدة من أكثر قضايا الهجرة التي أساءت للمغرب، وتناولتها وسائل الإعلام الأوروبية بشهية مفتوحة، ووجهت الكثير من الانتقادات للسلطات المغربية، واعتبرت أنها «لا تقوم بما يلزم من أجل التعاون للجم ظاهرة الهجرة السرية، خصوصا وأن المهاجرين الخمسين مروا كلهم من أبواب رسمية وفي ميناء يحظى بإجراءات أمنية مشددة».

والوجه الآخر للهجرة السرية الذي يعقد مسألة تعاطي الإعلام مع ظاهرة الهجرة هو ما عرفته شواطئ مدينة القنيطرة قبل بضعة أيام، وذلك عندما غرق عشرات الأشخاص، قدرت مصالح رسمية عددهم بـ 50 مهاجرا، عندما كانوا يركبون قاربا متوجها نحو الشمال. ورغم أن مدينة القنيطرة (40 كلم شمال الرباط) تبعد بحوالي مائتي كيلومتر عن أقرب مدينة مغربية إلى أوروبا، فإن المغامرين الخمسين ركبوا هذه المغامرة غير المحسوبة العواقب وغرقوا بعد أن تصادم مركبهم مع أولى أمواج المحيط الأطلسي في ظروف جوية غاية في السوء.