مغربي ينتخب عمدة لروتردام.. في سابقة بهولندا

بوطالب عملا مراسلا إعلاميا وذاع صيته بعد انتقاده المتطرفين من أبناء ديانته

أحمد بوطالب
TT

انتخب هولندي من أصل مغربي عمدة لمدينة روتردام، وذلك في أول مرة يتم فيها اختيار شخص من أصل أجنبي لهذا المنصب المهم في البلاد.

فقد أعلن مجلس بلدية روتردام، الليلة قبل الماضية، عقب مداولات استمرت لساعات طويلة، تعيينَ أحمد بوطالب، 47 سنة، في منصب عمدة ثاني اكبر مدينة في هولندا، متقدما بذلك على منافسه خيرت لير العمدة الحالي لمدينة ماستريخت. وسيتسلم العمدة الجديد لروتردام، القطب الاقتصادي الرئيسي في هولندا، مهامه ابتداء من الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، بعد أن صادق وزير الداخلية الهولندي على انتخابه.

ويشغل أحمد بوطالب، حاليا منصب سكرتير الدولة في الشؤون الاجتماعية، ويُشهد له بالصرامة والصراحة، في تناوله لقضايا الهجرة واندماج المهاجرين في المجتمع الهولندي. وقد وصفه مجلس البلدية الذي اختاره، بـ«الشخصية الجذابة والشجاعة».

واستقبلت أوساط المهاجرين على وجه العموم وخاصة المغاربة والمسلمون، بارتياح وسرور قرار تعيين بوطالب، كما رحبت به أحزاب اليسار الهولندي وعلى رأسها حزب العمل، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم، لكن أحزاب اليمين في المدينة التي يتعايش فيها أكثر من 160 مجموعة إثنية، انتقدت تعيين بوطالب الذي ينتمي لحزب العمل، لكونه يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية، ويسكن في العاصمة امستردام. ووصف رئيس «حزب ليفبار روتردام» اليميني، بوطالب بأنه «قناص المناصب». أما أحد نواب الحزب الليبرالي (في. في. دي) فأخذ على بوطالب تخليه عن منصبه في الحكومة في وسط الطريق.

وكان بوطالب قد وصل الى هولندا مع والدته وإخوته، في سن مبكرة، قادما من منطقة في الريف المغربي، للالتحاق بالأب الذي كان يعمل في هولندا. وبعد ان انتهى أحمد من دراسة الهندسة الالكترونية عمل فترة من الوقت مراسلا للإذاعة والتلفزيون ثم متحدثا صحافيا باسم وزيرة الثقافة. وفي عام 1998 بدا اسم بوطالب يظهر إلى العلن أكثر من خلال توليه منصب مدير معهد تطوير التعددية الثقافية «فوروم». وشارك في العديد من الندوات التلفزيونية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في أميركا، وهاجم التطرف واعتبر ان الانعزال الاجتماعي هو المسؤول عن التطرف وليس الدين. وفي عام 2004 اختير مساعدا لعمدة مدينة امستردام العاصمة ومسؤولا عن ملفات التعليم والشباب والعمل. وظل في هذا المنصب حتى وقع عليه الاختيار لشغل المنصب الوزاري. وزادت شهرته عقب الحادث الشهير الذي شهدته امستردام في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، وهو حادث مقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ على يد أصولي هولندي من اصل مغربي يدعى محمد بويري. وكان لبوطالب دور كبير في الحفاظ على الاستقرار والهدوء في المدينة بين المسلمين والهولنديين.

وفي اليوم التالي للحادث، ألقى بوطالب خطبة شهيرة في المسجد الكبير، ودعا فيها المسلمين الى الوقوف في وجه المتطرفين، ودعاهم الى الدفاع عن قيم المجتمع الهولندي، ومنها حرية التعبير، وحرية العقيدة، ومبدأ المساواة. وقال بوطالب حينها: «من لا يؤمن بهذه المبادئ فمن الأفضل له أن يغادر هذه البلاد، فلا احد يجبره على البقاء.. مع السلامة. هناك طائرات تقلع كل يوم». ومنذ ذلك اليوم أصبح بوطالب تحت الحماية الأمنية الدائمة.