مقتل 17 مدنيا أفغانيا على الأقل في غارة جوية لحلف الناتو في اشتباكات مع طالبان

قاض باكستاني يمدد حبس مواطن أميركي حاول دخول منطقة للمتشددين على الحدود

TT

قال مسؤولون امس بأن سكان قرى أفغان نقلوا جثث 17 مدنيا معظمهم أطفال إلى مقر حاكم إقليمي بجنوب البلاد وألقوا مسؤولية مقتلهم على الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأكد مسؤولون أفغان أن الجيش الأفغاني وطائرات حلف الناتو اشتبكت الخميس الماضي مع عناصر طالبان في منطقة ناد علي بإقليم هلماند مما أسفر عن مقتل العديد من مسلحي الحركة.

وذكر داود أحمدي المتحدث باسم حاكم الاقليم أن سكان قرى منطقة لوي باج حملوا جثث 17 مدنيا بينهم 13 طفلا إلى مقر الحاكم. وقال أحمدي «لم يتأكد بعد ما إذا كان المدنيون قد قتلوا في القصف الجوي أو جراء الهجمات الصاروخية لطالبان أو بسبب تفجيرات أخرى»، مضيفا أن الحكومة تتحقق حاليا من الحادث.

وذكر مواطن أفغاني من منطقة ناد علي يدعى حجي عبد المنان في تصريحات عبر الهاتف أن 27 شخصا على الأقل قتلوا في الغارة الجوية وما زالت باقي الجثث تحت الأنقاض.

وقال أسد الله شيرزاد قائد شرطة الاقليم إن العملية العسكرية أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين والعديد من القتلى في صفوف طالبان.

وأضاف «نعرف أن هناك بعض الضحايا في صفوف المدنيين، ولكننا في هذه اللحظة لا يمكننا تأكيد العدد».

وفي نفس الوقت، اختير جنرال يعتقد أنه يؤيد زيادة القوات الدولية في أفغانستان امس قائدا جديدا للجيش البريطاني.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن الجنرال ديفيد ريتشارد وهو قائد سابق لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان يؤيد زيادة القوات الدولية بمعدل 30 ألف جندي للقضاء على حركة طالبان.

وشغل ريتشارد، 56 عاما، منصب قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف) التي تشارك فيها 37 دولة تحت قيادة حلف الناتو وقوامها 35 ألف جندي خلال عامي 2006 و2007 كما تولى قيادة قوات حفظ السلام البريطانية في سيراليون عام 2000.

وقال ريتشارد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخرا إن هناك حاجة لإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان دون أن تكون هذه القوات بالضرورة من بريطانيا.

وتتمركز قوات بريطانية قوامها ثمانية آلاف جندي حاليا في اقليم هيلمند جنوب أفغانستان.

ويقول خبراء عسكريون إن هذا العدد يمكن زيادته بمعدل 5 آلاف جندي. وذكرت «الاندبندنت» أن ريتشارد يعتقد أن تعزيزات أميركية إلى جانب القوات الأفغانية حديثة التدريب يمكن أن تغطي العدد الباقي المطلوب نشره في أفغاستان وهو 25 ألف جندي.

ومعروف عن ريتشارد أيضا تأييده للتوصل إلى تسوية من خلال التفاوض للصراع في أفغانستان حيث يعتقد أن الحكومة الأفغانية وحلف الناتو يتحتم أن يكونا في «موقع قوة» في هذه التسوية.

ويقود ريتشارد القوات البرية البريطانية منذ فبراير (شباط) الماضي ما يعني انه يشرف على التدريب والتجهيز للعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان.

ومن جهة اخرى، حكم قاض باكستاني امس باستمرار حبس أميركي من أصول باكستانية لمدة يومين اخرين بعد اعتقاله وهو يحاول دخول منطقة يهيمن عليها المتشددون على الحدود مع أفغانستان.

واعتقل الرجل الذي قالت الشرطة ان اسمه جودي كينان الاثنين الماضي اثناء محاولته دخول منطقة مهمند التي تسيطر عليها قبائل البشتون. ومثل كينان أمام القاضي نصر الله خان وسط اجراءات أمنية مشددة في المحكمة القريبة من بلدة تشارسادا في شمال غربي البلاد. وقال مسؤول من شرطة البلدة لرويترز «القاضي ابقاه قيد الاحتجاز ليومين اخرين».

وقال الصحافيون ان كينان الذي كان يرتدي زيا وطنيا لم يتحدث مع القاضي. وقال المراسل احمد علي «وجهه كان مغطى بالقماش». ومهمند واحدة من سبع مناطق قبلية متمتعة بشبه حكم ذاتي تحظر منذ فترة طويلة دخول الاجانب الا بتصريح خاص واصبحت في السنوات القليلة الماضية معقلا للمتشددين.

وقالت الشرطة ان كينان ابلغها انه كان يريد زيارة صديق في مهمند. وأضافت ان لديه تأشيرة دخول سارية لكنه لا يحمل تصريحا لزيارة المنطقة ولا يعرف عنوان صديقه.

وفي واشنطن أكد شون مكروماك المتحدث باسم وزارة الخارجية هذا الاسبوع أن مسؤولين باكستانيين احتجزوا مواطنا أميركيا وسمحوا للدبلوماسيين الاميركيين بزيارته.

غير انه رفض الادلاء بأي معلومات عن الظروف المحيطة باعتقال الرجل أو ما اذا كان يشتبه في انه متورط في أنشطة عسكرية. والدول الغربية قلقة من أن بعض مواطنيها وبخاصة الشبان من اصول باكستانية قد يرغبون في دخول المنطقة للحصول على تدريب عسكري أو التخطيط لاعمال عنف.

وكان شابان بريطانيان من أصول باكستانية قد سافرا الى باكستان قبل تنفيذ تفجيرات انتحارية على شبكة المواصلات في لندن عام 2005.