ماكين وأوباما يخوضان معركة فرجينيا الضارية ويركزان على الولايات المتأرجحة

المرشح الديمقراطي شارك حملته متنقلا من باب إلى آخر.. والجمهوري يتحدث في قلعة الديمقراطيين

TT

يقوم المرشح الجمهوري جون ماكين بجولة في ثلاث ولايات من تلك التي توصف بانها «ولايات متأرجحة» في محاولة لاستعادتها بعد أن حقق منافسه الديمقراطي باراك اوباما تقدماً كبيراً في هذه الولايات خاصة عقب تفاقم الأزمة المالية وتداعياتها على سوق العمل، وبالمقابل يسعى اوباما للاستفادة من الزخم الذي حققه في ولايات متأرجة خاصة فرجينيا المجاورة للعاصمة واشنطن.

وتوقف امس ماكين في كل من فلوريدا وشمال كارولاينا حيث سيحضر اليوم (السبت) تجمعاً انتخابياً في فرجينيا. وشارك أمس اوباما في تجمع حاشد في مدينة روانوك المحافظة في الولاية نفسها، التي بات المرشحان يخوضان فيها أكثر المعارك الانتخابية شراسة وضراوة. وابانت استطلاعات الرأي أن اوباما يتقدم بخمس نقاط في فلوريدا، وحظوظ المرشحين متساوية في شمال كاورلاينا، ويتفوق اوباما على ماكين بحوالي 10 نقاط في فرجينيا، حيث استطاع ان يجتذب كل الأقليات في شمال الولاية خاصة الجاليات العربية التي يتوقع ان تصوت بكثافة لصالحه، وبعض افرادها يعملون الآن متطوعون مع حملته الانتخابية. وفي استطلاع آخر جرى في مقاطعات في أربع ولايات من «الولايات المتأرجحة» وهي ميسوري واهايو وبنسلفانيا وفرجينيا، حقق اوباما تقدماً بنسبة 47 الى 41 باالمائة.

ويسعى اوباما ان ينهي سيطرة الجمهوريين على فرجينيا التي استمرت 44 عاماً، وكان آخر مرشح ديمقراطي فاز بهذه الولاية هو الرئيس الأسبق ليندون جونسون. ويعتبر شمال فرجينيا منطقة نفوذ للديمقراطيين في حين بقى جنوب الولاية موالياً للجمهوريين، بيد ان استطلاعات الرأي أفادت في الآونة الاخيرة الى تحولات لصالح أوباما. ويحضر ماكين اليوم تجمعاً انتخابياً في مقاطعة «برنس وليام» وهي احدى قلاع الديمقراطيين في شمال فرجينيا.

وكان الموضوع الرئيسي امس في صحيفة «واشنطن بوست» عن «معركة فرجينيا» التي عرفت أشرس المعارك سواء في حرب الاستقلال الاميركي او الحرب الأهلية، وكان عنوان الصحيفة اللبرالية واسعة النفوذ «ماكين يجبر على القتال في فرجينيا» ثم عنواناً فرعياً يقول «الولاية التي ظلت تقليدية ولاية حمراء (جمهورية) يناضل الجمهوريون ليتعادلوا فيها مع ماكينة اوباما الانتخابية». وقالت الصحيفة إن المرشحين سيخاطبان جمهوراً انتخابياً مختلفاً، وهما يتقاتلان على أي صوت محتمل. وتضاعفت مكاتب حملة اوباما ثلاث مرات في فرجينيا مقارنة مع مكاتب حملة ماكين، وتواصل حملة اوباما اسلوبها الشاق في الانتقال من منزل الى منزل وحث الناخبين للتصويت على السيناتور الاسود، الذي بات على وشك أن يحدث إنقلاباً مدوياً في التاريخ الاميركي. وعلى غرار تجربته في ولاية اوهايو شارك اوباما نفسه امس فريق حملته الانتخابية في فرجينيا في اللقاء مع السكان في منازلهم وشققهم السكنية وتحاور معهم بشأن برنامجه الانتخابي.

وعلى الرغم من تقدم اوباما فإن فرجينيا تبقى ولاية ذات توجهات محافظة، وليس مؤكداً ما إذا كانت ستصوت الى جانب الديمقراطيين الذين يقول عنهم ماكين أنهم «اصحاب اكبر سجل من التصويت الليبرالي في تاريخ الكونغرس الاميركي»، وهذه أمور تجعل الناخبين في جنوب الولاية يفزعون من فكرة انتخاب سيناتور له سجل حافل بالمواقف الليبرالية مثل السيناتور باراك اوباما. ويقول غريك جوهانس وهو جمهوري ويدير مكتباً استشارياً يعمل مع الشركات الصغيرة في منطقة الكسندريا «لم أحدد بعد لمن سأصوت، كنت انتظر المناظرة الثالثة لكني على الرغم من ذلك لم أحسم الأمر»، وأضاف يقول لـ«الشرق الاوسط» «اعتقد ان اميركا تحتاج الى رئيس يعمل مع الجميع وخاصة مع أعضاء الكونغرس، ومشكلة اوباما انه نتاج الماكينة الديمقراطية وقد لا يكون قادراً على العمل مع الجميع، على الرغم من انه أكثر جاذبية من ماكين». وفقد ماكين الذي حقق أداء أفضل في المناظرة التلفزيونية الاخيرة على الرغم من تفوق اوباما في الاستطلاعلات، الارضية التي كان يقف عليها في فرجينيا في الشهر الماضي اضافة الى فلوريدا وشمال كارولاينا.

وفي فلوريدا التي توقف فيها امس استعان ماكين بالسيناتور جو ليبرمان الذي كان اول يهودي يترشح لمنصب نائب الرئيس مع آل غور عام 2000، ثم اصبح بعد ذلك مستقلا، وهو الآن من مؤيدي ماكين، وله نفوذ قوي وسط اليهود في فلوريدا وهي الولاية الثانية بعد نيويورك التي يتمتع فيها اليهود بنفوذ مالي وسياسي، وقدم امس ليبرمان ماكين في ميامي وميلبورن.