«واشنطن بوست» تؤيد المرشح الديمقراطي وتصفه بـ «الرجل المناسب» للأوقات العصيبة

ماكين وأوباما يتبادلان النكات بدلا من الاتهامات في حفل خيري

TT

أعربت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس عن تأييدها للمرشح الرئاسي الديمقراطي باراك أوباما ووصفته بأنه «الرجل المناسب في وقت الخطر».

وانضمت «واشنطن بوست» بذلك إلى 39 صحيفة أخرى منها «بوسطن غلوب» و«سانت لويس بوست ديسباتش» أعلنت تأييدها لمرشح يسار الوسط. وقالت الصحيفة «إن عملية الترشح هذا العام جاءت بمرشحين موهوبين ومؤهلين على غير العادة». وأضافت أنه لا توجد شخصيات عامة كثيرة نكن لها احتراما منذ سنوات أكثر من السناتور الجمهوري جون ماكين الذي ينتمي ليمين الوسط. وتابعت بالقول «مع ذلك نحن نؤيد بلا تضارب أوباما» كرئيس للبلاد. وانتقدت الصحيفة «الحملة المخيبة للآمال» لماكين واختياره غير المسؤول لحاكمة ولاية ألاسكا، سارة بالين، نائبة له «والتي ليست مستعدة لتكون رئيسة»، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

واعترفت الصحيفة بأن لديها «تحفظات» على أوباما «لخبرته المحدودة نسبيا في السياسة الوطنية».

وقالت «لكننا نعلق آمالا كثيرة على أوباما». وأضافت أنها تثق بأن المرشح الديمقراطي سيحافظ على ريادة الولايات المتحدة دوليا «وسيستمر في الحرب على الإرهاب وتبني دبلوماسية نشطة دفاعا عن القيم والمصالح الأميركية».

وفي نفس الوقت، توقف تبادل الاتهامات في المعركة الانتخابية الأميركية لفترة وجيزة ليل الخميس/الجمعة ليحل محلها تبادل النكات بين المرشحين الديمقراطي أوباما والجمهوري ماكين وذلك في حفل خيري في نيويورك.

وبعد 24 ساعة على المناظرة الأخيرة بين المرشحين قبل الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر(تشرين الثاني)، كان أوباما وماكين نجمي حفل العشاء الذي أقيم في فندق «والدورف أستوريا» لجمع الأموال للأطفال الفقراء.

وافتتح ماكين باب النكات عندما أعلن ضاحكا انه أقال كافة موظفي حملته واستبدل بهم «جو السباك»، الذي اشتهر اسمه بعد أن استشهد به ماكين في المناظرة.

وقال «لقد وقع جو السباك مؤخرا عقدا مربحا للغاية مع زوجين ثريين للقيام بأعمال السباكة في منازلهما السبعة»، في اشارة الى منازله العديدة الموزعة في أنحاء الولايات المتحدة. وأضحى جو فورزلباكر الأربعاء اشهر سباك في الولايات المتحدة بعدما بادر أوباما أمام الكاميرات محتجا على مشروعه الضريبي الأحد الماضي خلال جولة انتخابية كان يقوم بها سناتور إيلينوي في توليدو بولاية أوهايو (شمال).

واستحضر خصمه الجمهوري مثال «جو السباك» مساء الأربعاء، مستشهدا به مرارا وتكرارا ليجعل منه رمزا لصغار المقاولين في الولايات المتحدة الذين يعتبر أنهم سيتضررون من انتخاب أوباما.

وتطرق ماكين ضاحكا الى قضايا أخرى في حملته ومن بينها بطاقات تسجيل الناخبين المشكوك فيها والتي ملأتها منظمة تدعى «اكورن» التي تسجل الناخبين في المناطق الفقيرة.

وقال ماكين «في فلوريدا، عثر على نموذج تسجيل من «أكورن» يحمل اسم ميكي ماوس. نحن نتحقق من بصمات المخالب ولكنني شبه متأكد ان هذا الفأر الكبير هو جمهوري».

كما تطرق ماكين الى لحظة في المناظرة الرئاسية عندما أشار الى أوباما بـ«ذلك الشخص» ومزح قائلا إن هيلاري كلينتون التي كانت منافسة أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي والتي كانت حاضرة في العشاء، تدعمه في محاولته للوصول الى البيت الأبيض.

وقال «هناك مؤشرات أمل حتى في اقل الأماكن التي نتوقعها. حتى في هذه الغرفة المليئة بديمقراطيي مانهاتن الفخورين، لا أستطيع إلا أن أشعر أن بعض الناس هنا يؤيدونني، وأنا مسرور لرؤيتك هنا يا هيلاري».

وختم ماكين، 72 عاما، وصلته الضاحكة التي استمرت 15 دقيقة بتحية مؤثرة لأوباما،47 عاما، لأنه أول سياسي اسود يحظى بفرصة حقيقية للوصول الى البيت الأبيض.

وقال «السناتور أوباما على وشك أن يدخل التاريخ، وقد دخله بشكل ما فعلا». وأضاف «لقد مر وقت كان مجرد دعوة مواطن أميركي من اصل أفريقي الى البيت الأبيض تعد إهانة بالغة في العديد من الأوساط».

وتابع «ولكن اليوم، ابتعدنا كثيرا عن زمن التعصب الفظ الذي اتسمت به تلك الأيام، والحمد لله على ذلك. ولا أستطيع أن أتمنى لمنافسي حظا موفقا، ولكنني أتمنى له الصحة». وبعد ذلك جاء دور أوباما بعد ان صعد ماكين الضغط عليه عندما قال للحاضرين إنهم سيستمعون الى أطرف خطاب سمعوه في حياتهم. وبدأ سيناتور ايلينوي بقوله «لا يوجد في أميركا أشخاص أود أن أكون بصحبتهم الآن غيركم».

وكانت سارة بالين، مرشحة الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس، قد اتهمت اوباما «بمصاحبة» المتطرف وليام آيرز في ستينات القرن الماضي. وألقى أوباما نكات حول الأزمة العقارية، وقال إنها أثرت على ماكين ومنازله السبعة أكثر من أي شخص آخر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي مزحة بشأن سن منافسه، قال أوباما مخاطبا حفيد آل سميث، الديمقراطي الذي شغل منصب حاكم نيويورك أربع مرات في العشرينات من القرن الماضي «بالتأكيد لم أقابل جدك، ولكن مما قاله لي السناتور ماكين...». وتحول أوباما للحديث عن الحملة الإعلانية لمنافسه وقال «من هو باراك أوباما.. لم يعد أمامنا سوى أسبوعين للانتخابات المهمة. وأمام الأميركيين خيار كبير، ولكن إذا شعر احد أنهم لا يعرفونني حتى الآن، دعني أقدم لك بعض الأجوبة». واضاف «العديد منكم يعلمون أنني حصلت على اسمي باراك من والدي. ولكن ما لا تعرفونه هو أن باراك تعني بالسواحيلي (ذلك الشخص)»، في اشارة الى المناظرة حين أشار اليه ماكين بـ«ذلك الشخص». وتابع أوباما الذي يتحدر والده من كينيا «وحصلت على اسمي الوسط (حسين) من شخص من الواضح انه لم يخطر بباله أنني سأتنافس مطلقا على منصب الرئيس». وأضاف «ولكن عندما أتحدث عن اكبر نقطة قوة لدي فأعتقد أنها تواضعي، وعندما أتحدث عن اكبر نقطة ضعف فربما تكون أنني رائع جدا».

ومن جهة أخرى اتهم المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الأميركية، رالف نادر، الذي يدافع عن حقوق المستهلكين، الخميس المرشحين الجمهوري والديمقراطي بأنهما «دميتان بأيدي الشركات الكبرى». وانتقد نادر الذي تشير استطلاعات الرأي الى حصوله على خمسة في المائة من أصوات الناخبين على المستوى الوطني في الاقتراع، خطة إنقاذ المصارف التي أقرتها الحكومة الأميركية وتبلغ قيمتها 700 مليار دولار، معتبرا أن قطاع المال يجب أن يدفع ضريبة على المضاربة.

وقال «يجب ان تدفع وول ستريت ثمن خطة إنقاذها بفرض ضريبة على المضاربة ستكون رادعة أيضا حيال بعض أسوأ انحرافات رأسمالية المقامرة». كما رأى ان القضاء يجب أن يلاحق مديري الشركات المسؤولين عن «جرائم اقتصادية خطيرة».