ملتقى أهل السودان: خلافات بين قيادات بارزة في حزب البشير حول منح الإقليم الواحد ومنصب نائب الرئيس

الحكومة السودانية تستدعي مسؤولا في الأمم المتحدة حول تصريحات نسبت إليه

TT

استدعت الحكومة السودانية رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (اوشا) جريجوري أليكس على خلفيه تصريحات أشارت فيها إلى ان ولاية دارفور شهدت أعمال عنف جديدة أدت لنزوح 50 ألف شخص بجانب مغادرة 24 ألفا آخرين مساكنهم في مناطق (بير مزة وديسا). وفي نفس الوقت، كشفت مصادر من قيادات دارفور تشارك في ملتقى اهل السودان الذي يختتم أعماله اليوم لـ«الشرق الاوسطَ» عن خلافات حادة بين قيادات سياسية من الاقليم مع مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع حول توصيات الملتقى، وان تلك القيادات هددت بالانسحاب من الملتقى في حال عدم تبنيه خيار الاقليم الواحد، في وقت نفت حركتا تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور والعدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم عن لقاء تم بين حركتيهما ووزير الدولة للخارجية القطري او اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع الحكومة القطرية. وقال والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر إن المسؤول الاممي مثل امام مكتبه بمدينة الفاشر ونفى ان يكون قد تحدث عن واقعة واحدة إنما جملة وقائع خلال الستة اشهر الماضية، وشدد الوالي على ان ولايته خالية من أية صراعات بين الفصائل الموقعة أو غير الموقعة مع الحكومة، مشيراً الى أن القوات الحكومية بدأت خلال الشهرين الماضيين حملات نظافة للطريق بين (بئر مزّ وديسا وخزان تنجر) في الجنوب الغربي للولاية، وقال ان تلك الحملات أسفرت عن بعض الاضطراب الأمني المحدود في قرى صغيرة لم يسمها، واضاف «لكن هذا الاضطراب لم يفرز أي نزوح جديد ولم يتم تبليغنا من أية جهة، كما لم نرصد تجمعات للسكان خارج المعسكرات»، وأكد أن ولايته تشهد عودة طوعية متواصلة، وقال إن المعسكرات الآن في تناقص مستمر من النازحين. من جهته، قال غريغوري أليكس، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في شمال دارفور لرويترز، ان نحو 24 ألف شخص تركوا منازلهم بعد اشتباكات بين الحكومة السودانية وقوات متمردة بالقرب من منطقتي بيرمازا وديسا شمال دارفور.

وقال أليكس في تصريحات من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إن باقي النازحين تركوا منازلهم بسبب أشكال أخرى من العنف، بينها القتال بين القبائل. الى ذلك، شهدت الجلسة الثانية المغلقة للجنة خيارات الحلول المنبثقة من ملتقى أهل السودان والتي يرأسها نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه حواراً مكثفاً حول محاور نائب رئيس الجمهورية والإقليم الواحد ومستوى الحكم في إقليم دارفور، غير ان مصادر قالت ان خلافات برزت بين قيادات سياسية بارزة من الاقليم ومساعد الرئيس نافع علي نافع حول تلك القضايا. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط» من داخل الملتقى بمدينة كنانة، ان قيادات بارزة في دارفور هددت بالانسحاب من الملتقى وعدم الاعتراف بتوصياته التي تم تأجيلها الى نهاية الشهر الحالي بسبب تلك الخلافات، وأضافت ان والي إحدى ولايات الاقليم سرب الى قيادات سياسية في دارفور انه يقف مع خيار الاقليم الواحد، وتابع «لكن لا استطيع التصريح بموقفي لأن هناك جهات عليا في حزب المؤتمر الوطني أصدرت تعليمات بأن نقف مع الوضع الحالي»، وأشارت المصادر الى ان اعلان توصيات الملتقى ستصدر نهاية الشهر الحالي بسبب تلك الخلافات وكان يفترض ان يختتم الملتقى أعماله أمس، لكنه تأجل الى اليوم من دون إعلان توصياته، وقالت المصادر ان البشير يعمل على احتواء الموقف وخلافات قياداته التي برزت على السطح بين نائبه علي عثمان طه ونافع علي نافع مسؤول ملف دارفور، وتابعت «الملتقى فشل فشلا ذريعا وقد يحدث انشقاقاً داخل صفوف الحزب الحاكم». وفي سياق متصل، نفى رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لـ«الشرق الاوسط» وجود اية اتصالات مباشرة او غير مباشرة جرت بينه مع وزير الدولة للخارجية القطري أحمد بن عبد الله ال محمود، وقال «لن نذهب الى اية مفاوضات قبل ان تتحقق مطالبنا من تحقيق الأمن وعودة النازحين وطرد المستقدمين التي جاءت بهم الحكومة وتقديم مجرمي الحرب الى المحكمة الجنائية الدولية»، وشدد الى ان حركته لن تنخدع وراء ما وصفه بسوق المبادرات. من جهته، نفى الناطق باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين ما تردد في الانباء عن لقاء جرى بين الوزير القطري ورئيس حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم، وقال ان ما نقل عن خليل غير دقيق وليس صحيحاً انه التقى وزير الدولة للخارجية القطري ال محمود أو أي مسؤول قطري، وتابع «حتى الآن لا يوجد اتصال رسمي بين قطر وحركة العدل والمساواة واننا لم نطلع على المساعي القطرية حتى الآن»، منوهاً بالجهات التي تناقلت الخبر بتحري الدقة في النقل.