الرئيس الباكستاني: أموال المخدرات في أفغانستان تمول شبكات الإرهاب

مقتل قائدين في طالبان في غارة باكستانية على الحدود

سجناء أفغان ينتظرون للعبور الى أفغانستان بعد ترحيلهم من باكستان (رويترز)
TT

قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن أموال المخدرات في أفغانستان تستخدم في تمويل الإرهاب والمسلحين في الأراضي الباكستانية. وأبلغ زرداري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر ـ خلال زيارته لباكستان ـ إن باكستان لديها معلومات مؤكدة عن أن أموال المخدرات في أفغانستان يتم تمريرها إلى شبكات الإرهابيين في باكستان لتمويل الإرهاب والمسلحين داخل الأراضي الباكستانية.

وأضاف في اجتماع مع الدبلوماسي الأميركي البارز أن على الإدارة الأميركية والقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان أخذ هذا الموضوع في الاعتبار والقيام بما يجب لمنع تدفق أموال المخدرات إلى باكستان. وكان مساعد وزيرة الخارجية قد وصل إلى إسلام آباد أول من امس في زيارة تستغرق يومين. وبالإضافة إلى اجتماعه مع الرئيس آصف علي زرداري، عقد باوتشر اجتماعات مع وزير الداخلية رحمن مالك ومسؤولين في وزارة الخارجية الباكستانية. وهناك الكثير من المعلومات والأدلة حول استخدام أموال تجارة المخدرات في أفغانستان في تمويل تمرد طالبان هناك، ولكنها هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها زعيم باكستاني عن استخدام أموال المخدرات الأفغانية في تمويل المسلحين والإرهاب في الأراضي الباكستانية. وطبقا لآخر الإحصائيات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجرائم، تبلغ قيمة تجارة المخدرات في أفغانستان نحو 2.8 مليار دولار، وهي تعادل 60 في المائة من النشاط الاقتصادي القانوني في البلاد. ويشير آخر تقرير للمكتب إلى أن أكثر من 80 في المائة من الأفيون الأفغاني يتم تكريره وتحويله إلى هيرويين داخل أفغانستان، بدلا من تصديره كمادة خام إلى الخارج. ويقول مسؤولون باكستانيون إنه خلال الأعوام الأولى بعد الغزو الأميركي لأفغانستان، تجاهلت القوات الأميركية مشكلة المخدرات مما أعطى دفعة لتجارة المخدرات في أفغانستان والمنطقة المحيطة. وخلال اجتماعه مع المسؤول الأميركي، قال زرداري إن على القوات الأميركية التعامل فورا مع تجارة المخدرات المتنامية بسبب ارتباط ذلك بالتمرد الذي تقوم به حركة طالبان والإرهاب في المنطقة. وقال مسؤولون باكستانيون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول الأميركي البارز طمأن الرئيس الباكستاني وقال له إنه سوف ينقل هذا الموضوع إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي خلال زيارته المقبلة إلى كابل. كما طلب الرئيس زرداري من باوتشر ضمان وقف عمليات تسلل عناصر طالبان إلى منطقة القبائل الباكستانية من أفغانستان فورا، كما تطرق إلى قضية قاري ضياء الرحمن، القيادي بحركة طالبان الذي له أصول أفغانية وهو متورط في القتال ضد القوات الأمنية الباكستانية في منطقة باجور القبلية، القريبة من الحدود الأفغانية. وخلال الاجتماع، أكد باوتشر دعم الولايات المتحدة لسياسة باكستان حيال الإرهاب وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقدم أسلحة متطورة للقوات الباكستانية لاستخدامها في مواجهة حركة التمرد التي تقوم بها طالبان. من جانب آخر، شنت المقاتلات الباكستانية هجوما امس على مخبأ لمقاتلي طالبان في وادي سوات شمال غربي البلاد مما ادى الى مقتل اثنين من قادة الحركة ونحو 25 من عناصرها، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين امنيين.

واشار المسؤولون الى ان القائدين القتيلين كانا قريبين من الزعيم الديني مولانا فضل الله المؤيد لتنظيم القاعدة، واضافوا ان مخزنا للذخيرة في المخبأ انفجر. وقال مسؤول امني ان المعلومات الاستخباراتية دلت على ان عددا كبيرا من المسلحين يتجمعون في المنطقة، التي تعتبر معقلا للمتطرفين الموالين لفضل الله الذي اعلن «الجهاد» على الحكومة.

وكما قتل في وادي سوات ثلاثة مسلحين وجندي في هجوم شنه مقاتلو طالبان على قافلة لقوات الامن، حسب مسؤول أمني آخر.

وفي منطقة باجور القبائلية المحاذية لافغانستان، ادى هجوم بري وجوي مشترك الى مقتل عشرة على الاقل من مسلحي طالبان المرتبطين بالقاعدة، وذلك في قتال بدأ اول من امس بعد ان اطلق مسلحون النار على مواقع الجنود، حسب ما صرح مسؤول امني للوكالة.

وفي لندن، نفى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند فشل الاسرة الدولية في مهمتها في افغانستان، مؤكدا ان احلال الاستقرار في هذا البلد ليس «مهمة مستحيلة». وقال ميليباند في مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز» ان «مهمتنا الحقيقية هي استعمال القوة العسكرية لخلق مجال يمكن للمؤسسات الافغانية من خلاله ان تصبح قوية كي تقاوم طالبان». واضاف ان «هذه المهمة ليست بالتأكيد مستحيلة».

وردا على انتقادات للصحيفة حول دور بريطانيا في افغانستان، نفى ميليباند ان تكون حركة طالبان قد اصبحت اقوى من ادارة الرئيس حامد كرزاي. واضاف ان النشاط الاساسي لطالبان يتركز على 10% من الاراضي الافغانية يعيش فيها 6% فقط من الشعب الافغاني، نافيا المعلومات التي ذكرت ان كابل باتت محاصرة.