باول يرى أن أوباما هو الأفضل لرئاسة الولايات المتحدة وينتقد حملة صديقه

المرشح الديمقراطي جمع أكبر مبلغ في تاريخ الانتخابات

باول خلال لقائه مع شبكة «إن بي سي» (أ.ف.ب)
TT

وصف كولن باول، وزير الخارجية الأميركي السابق، المرشح الديمقراطي، باراك اوباما، بأنه شخصية تمثل «التحول». وقال باول الذي أعلن بشكل مفاجئ دعمه لأوباما، إن المرشح الديمقراطي ومنافسه الجمهوري جون ماكين مؤهلان لتولي مهام القائد الاعلى للجيوش الاميركية، بيد ان اوباما، حسب باول، هو الأفضل للتصدي لمشاكل البلاد الاقتصادية، كما انه سيحسِّن صورة اميركا في العالم. وكان باول العضو البارز في الحزب الجمهوري، والذي عمل في إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش، قد تجنب مرات عدة الإفصاح عن موقفه حول مَنْ سيؤيد من المرشحين. ويعتبر تأييد باول لأوباما بمثابة صفعة قوية لحملة ماكين التي تمر بأوقات حرجة وتلميحه بأنه ربما يخسر الانتخابات في تصريحات صحافية. وكولن باول يعد أحد اصدقاء ماكين المقربين. وكان بعض الجمهوريين يرون انه المرشح المناسب للحزب، خاصة أنه أول اميركي اسود يصل الى اعلى منصب عسكري في الولايات المتحدة، وهو منصب رئيس هيئة الاركان المشتركة، ويحظى بشعبية كبيرة وسط الجمهوريين. وقال باول في لقاء مع شبكة «إن بي سي» التلفزيونية امس «لم يكن سهلاً علي إحباط السيناتور ماكين بالكيفية التي تمت بها وانا آسف على ذلك». وفي انتقاد نادر لإدارة الرئيس بوش الذي كان اختلف معها، خاصة حول حرب العراق، قال باول «اؤمن ايماناً جازماً انه في هذه اللحظة من التاريخ الاميركي نحتاج الى رئيس ليس فقط لمواصلة السياسات نفسها التي اتبعناها في السنوات الاخيرة». وأضاف «لهذا السبب اعلنت تأييدي لأوباما، ولكن لا يعني ذلك التقليل من الاحترام الواجب للسيناتور ماكين». ورسالة باول للناخبين، خاصة انه عسكري، مؤداها أن عليهم ان يثقوا بأوباما، الامر الذي كان يحتاجه المرشح الديمقراطي بسبب الانتقادات المتواصلة لماكين وهو طيار عسكري سابق، فحواها انه غير مؤهل لقيادة الجيوش الاميركية. وقال باول ان اوباما لديه «القدرة على إلهام جميع الاميركيين.. والاميركيون من اصول افريقية لن يكونوا وحدهم فخورين بفوزه». وقال باول إن كلاً من اوباما وماكين يصلح لتولي قيادة القوات المسلحة، إلا انه اضاف، في المقابلة التلفزيونية، ان اوباما هو الافضل لمعالجة الازمات الاقتصادية، وتحسين وضع الولايات المتحدة في العالم. وأعرب باول عن خيبة امله حيال اللهجة السلبية التي تتبناها حملة ماكين، وكذلك اختيار الأخير لسارة بالين نائبة له، مشيرا الى انه لا يعتقد ان بالين جاهزة لتولي الرئاسة اذا دعت الضرورة. وقال باول «في حالة ماكين وجدت انه اقل ثقة بشأن كيفية معالجة الازمات الاقتصادية التي نعانيها». واستبعد باول أن يكون سبب تأييده أوباما مردّهُ لأسباب عرقية لانه أسود. وقال «لو كان الأمرُ كذلك لكنت قمت بذلك منذ أشهر وليس فقط الآن». وعقب ماكين على قرار باول قائلاً «لست متفقاً ان اوباما مؤهل لكي يصبح رئيساً». واضاف «لدينا اختلافات جذرية حول هذا الامر». وقال باول إنه ظل صديقاً حميماً للسيناتور ماكين منذ 25 سنة، لكنه اشار الى انه شعر بالاحباط للأداء السلبي لحملة ماكين. كما شعر بالاحباط لاختياره بالين لمنصب نائب الرئيس. وأضاف «لا أعتقد انها مستعدة لتصبح رئيسة للولايات المتحدة». وأعلن باول انه لا يفكر بالمشاركة في حملةاوباما. من جانب آخر، جمع اوباما خلال الشهر الماضي 150 مليون دولار لصالح حملته الانتخابية، وهو رقم غير مسبوق خلال شهر واحد بتاريخ الحملات الانتخابية. ومن المتوقع توظيف الجزء الاكبر من هذا المبلغ الضخم في حملة إعلانات غير مسبوقة خلال اسبوعين؛ وهي الفترة الفاصلة عن موعد الاقتراع. واعلنت حملة اوباما امس عن هذا الرقم، في وقت اشار فيه استطلاع للرأي قامت به شبكة «سي إن إن» ان اوباما قد يحصل على اصوات حوالي 300 من مندوبي «الهيئات الانتخابية» الذين سيختارهم الناخبون يوم الاقتراع في الرابع من الشهر المقبل. يشار الى أن العدد المطلوب للفوز بالرئاسة هو 270 مندوباً. وقال مدير حملته، ديفيد بلوف، في رسالة وجهها عبر البريد الالكتروني امس، وتلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها، إن هناك حوالي 632 الف متبرع جديد انضموا الى قائمة المتبرعين السابقين. وبلغ عددهم 3.1 مليون شخص. وكان أوباما قد رفض في وقت سابق ان يتلقى دعماً مالياً مخصصا للمرشحين لرئاسة البيت الابيض من الاموال العمومية. ويتيح هذا الرفض له ان يتلقى ايَّ قدرٍ من التبرعات عكس ماكين الذي قبل الاستفادة من المال العام، وهو ما يعني ان تبرعاته يجب ألا تتجاوز 84 مليون دولار خلال شهري سبتمبر (أيلول) واكتوبر(تشرين الأول) الحالي. وكان اوباما قد قال إنه سيقبل اموالاً من المال العام إذا قبل ماكين ذلك، لكنه بدل رأيه بعد ان تهاطلت عليه التبرعات خلال الانتخابات التمهيدية. وبلغ مجموع الاموال التي جمعها اوباما حوالي 605 ملايين دولار منذ ان بدأ حملته الانتخابية ولم يحدث ان استطاع مرشح للرئاسة ان يجمع هذا المبلغ. وكان المرشح الجمهوري قد تحدث عن احتمال هزيمته في الانتخابات الرئاسية في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الاميركية. وردا على سؤال عما اذا كان فكر في هزيمته في الرابع من نوفمبر(تشرين الثاني)، قال ماكين «طبعاً، أحاول التكيف مع هذا الموضوع. لكنني عشت حياة رائعة ويمكنني العودة للعيش في اريزونا وتمثيل (من انتخبوني) في مجلس الشيوخ». واضاف انه في حال خسارته، «لا تحزنوا على جون ماكين.. وماكين سيحرص ايضاً على ألا يكون حزيناً». وبحسب آخر استطلاعات الرأي التي اجراها موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل، فان المرشح أوباما يتقدم بخمس نقاط على ماكين (48.9 في المائة مقابل 43.9 في المائة).

ولكن رغم تراجع ماكين في نتائج الاستطلاعات والتمويل، إلا أنه لا يزال متفائلا بحظوظه في الفوز، مؤكداً ان «الأمور تسير في اتجاهنا» في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز». ويأتي ذلك في حين تراجع الفارق بين ماكين واوباما الى ثلاث نقاط في نتائج استطلاع لحساب رويترز امس، اذ تقلص الفارق بينهما الى 48 مقابل 45 لصالح المرشح الديمقراطي أي بتراجع نقطة منذ يوم السبت اول من امس.

وقال سناتور اريزونا إنه كان يتوقع دعم باول لخصمه، إلا انه اشار الى انه يحظى بدعم اربعة وزراء خارجية جمهوريين آخرين.