باراك: القادة الإسرائيليون يفكرون بجدية في المبادرة السعودية.. وهناك مصالح مشتركة مع معتدلين عرب حول عدد من القضايا

قال إنه يتفق مع بيريس في هذا الرأي وبحث المسألة مع ليفني

TT

قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، امس، إن القادة الاسرائيليين يفكرون بجدية في متابعة خطة السلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، عندما كانَ ولياً للعهد عام 2002 وحظيت بتأييد القمة العربية في مارس (اذار) في بيروت لتصبح مبادرة سلام عربية رسمية. يُذكر في هذا السياق ان القمة العربية التي عقدت في دمشق في مارس الماضي، اعادت التأكيد على المبادرة العربية وتبنيها مجدداً. وقال باراك الذي كان يتحدث لاذاعة الجيش الاسرائيلي، انه في الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات المنفردة على المسارين الفلسطيني والسوري، فان الوقت قد يكون مناسبا لمتابعة صفقة سلام شاملة للمنطقة. واوضح «هناك متسع في الائتلاف الاسرائيلي للمبادرة السعودية.. لدينا مصالح مشتركة مع العناصر العربية المعتدلة في قضايا مثل ايران وحزب الله وحركة حماس».

وحاولت «الشرق الاوسط» الاتصال بالمتحدث في وزارة الدفاع الاسرائيلية رونيم موشيه، لكنه لم يكن متوفرا للحصول على تعليق منه على ما نسب لباراك من تصريحات، لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية قالت لـ«الشرق الاوسط» «نحن دوماً نتحدث عن المبادرة العربية منذ إطلاقها بشكل ايجابي رغم وجود بعض التحفظات عليها». واضافت أميرة اورون «أتوقع ان يكون هذا النقاش مطروحاً على جدول اعمال الحكومة الجديدة» (الحكومة التي تسعى ليفني الى تشكيلها). يذكر في هذا الصدد ان تسيبي ليفني وزيرة الخارجية رئيسة الوزراء المكلفة، من المتوقع ان تطلب من بيريس بعد انتهاء فترة الاعياد اليهودية بعد غد، تمديد فترة تشكيل الحكومة لاسبوعين آخرين كما ينص على ذلك القانون الاسرائيلي، بعد ان فشلت حتى الآن في الحصول القدر اللازم لتمرير حكومتها في الكنيست. وتابعت المتحدثة اورون القول «ان الرئيس بيريس قال الشيء نفسه بالنسبة للمبادرة العربية». ويتفق بيريس مع باراك في هذه المسألة. وتحدث بيريس في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر (ايلول) الماضي عن دمج للمسارات التفاوضية في مسارٍ واحدٍ. وناشد خادم الحرمين الشريفين إعطاء دفعة جديدة للمبادرة. وحسب مصادر في مكتب الرئيس الاسرائيلي، فان بيريس لم يتوقف عن طرح الفكرة خلال لقاءاته مع القادة الاسرائيليين والعرب والدوليين. وحسب مصادر اسرائيلية، فان باراك تحدث في هذه القضية ايضاً مع ليفني. ورحب بالمبادرة العربية رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لكنه وقادة اسرائيليون آخرون يتحدثون عن الاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية في اطار تبادل الاراضي. وقال باراك في مقابلته مع اذاعة الجيش انه «يتفق بالكامل مع بيريس، وانه ناقش الامر مع ليفني».

وأضاف «لدي انطباع ان هناك انفتاحا لسبر أي طريق بما فيها المبادرة العربية». وتعرض المبادرة العربية اعتراف جميع الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحابها من كامل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية.

ومن التحفظات الاسرائيلية على المبادرة العربية البند الخاص بحق العودة، فاسرائيل تعارض الصياغة التي كما تبدو تؤيد العودة لأعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الى ارض اسرائيل. وترفض اسرائيل هذا البند انطلاقا من ان عودة كبيرة للاجئين الفلسطينيين تعني تدمير الصبغة اليهودية للدولة.