إسرائيل تنحسب لانتقال المواجهات إلى مدن «اختلاط» أخرى.. والمتطرفون اليهود يعتدون في القدس على شبان عرب

محافظ المدينة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» : التطرف والعنصرية يزيدان والتعايش أصبح مستحيلا

عجوز فلسطينية تهدد بالحجارة عددا من المستوطنين (غير الظاهرين في الصورة) لمنعهم من إلحاق الأذى بأسرتها التي تقطف الزيتون في قرية عزموت قرب نابلس امس (ا ب)
TT

كثفت الشرطة الإسرائيلية من انتشارها في المدن المختلطة بين العرب واليهود، وعلى وجه الخصوص مدينة القدس، عقب احداث مدنية عكا، التي شهدت مصادمات بين العرب واليهود. وقرر قائد شرطة القدس أهارون فرانكو زيادة الوجود الشرطي وحرس الحدود في البلدة القديمة، ومداخل بعض القرى العربية في المدينة، وذلك بعد اصابة سبعة فلسطينيين اللية قبل الماضية، جراء اعتداءات من قبل يهود متطرفين في البلدة القديمة في القدس (الشرقية).

وقالت الشرطة الاسرائيلية انها اعتقلت امس، ثلاثة يهود على خلفية الاعتداء على الفلسطينيين، احدهم من المتدينين اليهود.

وفي تطور لاحق أعلنت الشرطة الإسرائيلية، العثور على جثة شاب فلسطيني في القدس الغربية، ظهرت عليها علامات عنف من دون ان تتضح الأسباب. وقالت الشرطة إنها تحقق في ملابسات الحادث، لا سيما وانه تبين أن الشاب تعرض للذبح من رقبته.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه وعقب المواجهات في مدينة عكا، ازدادت تخوفات الشرطة من انتقال المواجهات الى المدن المختلطة الأخرى. وقال محافظ مدينة القدس الشرقية عدنان الحسيني، ان التعايش بين الشعبين اصبح مستحيلا، متهما في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» اسرائيل بزرع يهود متطرفين في البلدة القديمة، لاستهداف العرب فيها من أجل إجبارهم على الرحيل. وقال الحسيني «انهم لا يريدون تعايشا.. انهم يريدون السيطرة واقصاء الفلسطينيين.. انهم يفرضون اجندتهم ويخططون لترانسفير (ترحيل)». وأضاف في كل عام تتزايد اعداد المتطرفين.. الحكومة تزرعهم وتزيدهم وتساعدهم على التفريخ». وتابع «كان يقتحم الأقصى في السنوات الماضية 40 شخصا، واليوم يصل العدد الى اكثر من 500». وأوضح الحسيني أن «التطرف والعنصرية يزيدان ويمتدان».

وكان المستوطنون في الشهور الأخيرة، قد صعدوا بشكل لافت، من اعتداءاتهم على الفلسطينيين وحتى جنود اسرائيليين في الضفة الغربية، وهاجموا قرى وأضرموا النار فيها قرب نابلس، بل وقصفوا بعضها بالصواريخ، واعتدوا على مزارعين في حقول الزيتون. كما حاولوا عدة مرات اقتحام المسجد الأقصى. وصلوا مرة في ساحته. كما هاجموا جنودا وحاولوا اغتيال مؤرخ اسرائيلي شهير. وهو ما دعا الحكومة الاسرائيلية لبحث سبل الحد من اعتداءاتهم. ومنعت الشرطة الإسرائيلية أمس، نشطاء من اليمين المتطرف من الوصول الى المسجد الأقصى، بحجة اداء الصلاة بعد أن اشتبك حراس المسجد مع عشرات منهم.

واعتدى مستوطنو مابودوثان، المقامة على أراضي بلدتي يعبد وعرابة جنوب مدينة جنين امس، بالضرب على مزارع من بلدة عرابة.

وأعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن السلطة الفلسطينية شرعت في حملة دبلوماسية لإطلاع المجتمع الدولي على «اعتداءات» المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية، لمنعهم من جمع ثمار الزيتون.

وقال عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» في رام الله ان: «السلطة الفلسطينية بعثت بتقارير للجنة الرباعية الدولية، ولكثير من الدول بشأن اعتداءات المستوطنين». ووصف عريقات هذه الهجمات بأنها «إرهاب دولة منظم»، مشددا على «أن ما يقوم به المستوطنون من هجمات ضد المزارعين، هي اعمال إجرامية». واضاف: «يضع الاستيطان والمستوطنون، العراقيل والعقبات أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام»، مضيفا «أن عمليات العربدة التي يقوم بها المستوطنون، لا يمكن ان تجري من دون حماية من الجيش الإسرائيلي».