الحزب الحاكم بمصر: الهجوم على جمال مبارك غير مبرر وليس شرطا أن تكون فقيرا لتكون قائدا

أمينه العام: قَدَر لنا التعامل مع يساريين يتحدثون لغة الليبرالية وليبراليين يتحدثون لغة يسارية

TT

بعد طول «صمت» و»صبر» وتجاهل لحملات قالت إنها تتجاوز في بعض الأحيان حدود النقد وقواعد الاختلاف في الرأي، بدأت قيادات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر أمس الرد على منتقدي الدور الذي يقوم به جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك، في الحياة السياسية في البلاد منذ بداية الألفية الجديدة، حتى الإعداد لأوراق السياسات الخاصة بالمؤتمر السنوي للحزب، المقرر له الأول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقالت تلك القيادات إن آخر إحصاء لعدد عضوية الحزب في عموم البلاد بلغ 3 ملايين عضو، وأنه لا ينبغي أن يكون صوت قياداته منخفضا في الرد بقوة على حملات التشكيك التي لا تستند إلى أي قواعد، محذرة في الوقت نفسه من جر الحزب إلى معركة ديوك مع معارضيه. وتساءلت تلك القيادات في اجتماعات ولقاءات حضرت «الشرق الأوسط» جانباً منها أمس واول من أمس، في إطار استعدادات الحزب لعقد مؤتمره بعد أقل من أسبوعين: «هل ذنب جمال مبارك هو أنه يؤدي عمله من خلال موقعه كأمين عام مساعد وأمين للسياسات في الحزب الحاكم، وهل يعيبه أنه قام بنفسه بجولات في العديد من القرى الفقيرة في طول البلاد وعرضها للاستماع لمشاكل التي يعاني منها المواطنون والبحث عن حلول لها على المدى القريب والبعيد، هل ذنبه أنه مهموم بحاضر مصر ومستقبلها». ووجهتْ تلك القيادات، وعلى رأسها صفوت الشريف الأمين العام للحزب الحاكم، انتقادات شديدة اللهجة لبعض الصحف الحزبية والمستقلة اليومية والأسبوعية التي تصدر في البلاد بسبب هجومها المستمر على كل حركات الحزب وسكناته، ووصف «الشريف» ذلك الهجوم بأنه «أصوات تريد أن تفرض الوصاية على هذا المجتمع وتحبطه وتحبط تقدمه». وتساءل عن حقيقة الدور الذي تقوم به بعض الصحف المستقلة (الخاصة) بالبلاد، وقال: «كيف تكون هناك صحف مستقلة وتعارض كل شيء، ولا تذكر غير السلبيات.. كيف أصبح يوجد بمصر يساريون يتحدثون باللغة الليبرالية وليبراليون يتحدثون بلغة يسارية.. هذا هو واقعنا، وقدرنا أن نتعامل مع هذا الواقع وأن نصمد وأن نرد على الهجوم بهجوم، لكن بلغة الحوار لا الاشتباكات وعراك الديوك»، معربا عن ثقته في قوة الحزب وريادته وشبابه. وأضاف «الشريف» أن آخر تقرير عن العضوية بالحزب والبالغة ثلاثة ملايين عضو، يؤكد أن 65% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و40 سنة، و30% تتراوح مراحلهم العمرية بين 40 سنة و60 سنة و5% فوق الستين سنة..»يوجد لدينا طفرة منذ مؤتمر العام الماضي، زيادة في عدد العضوية للشباب والمرأة ولدينا 6700 من الأعضاء حاصلين على شهادات الدكتوراه أو الماجستير».

ودعا أمين الإعلام في الحزب الحاكم، الدكتور عليّ الدين هلال، القيادات الإعلامية بالحزب إلى التسويق السياسي لسياسات الحزب، قائلاً: «لا بد من أن نمتلك المقدرة على النقد وكشف الزيف وكشف الافتراءات التي تقال عن الحزب.. لا ينبغي على أعضاء الحزب الوطني أن يكونوا في موقف رد الفعل أو الرد على الهجوم لأن في ذلك خسارة لنصف القضية»، و»حزبنا يرحب بالنقد ويرفض التشكيك والمزايدة والاتجار بمشاكل المواطنين».

ودعا عضو بالحزب الوطني في أمانة الجيزة حزبه للاستفادة من حملة المؤهلات العليا في الحزب البالغ عددهم، على حد قوله، 17.4%، لـ«تنوير باقي أعضاء الحزب» في محافظته ضد الانتقادات التي يتعرض لها الحزب وقياداته، في إشارة إلى الهجوم غير المبرر على نجل الرئيس. واعتاد معارضون مصريون ذوو تأثير سياسي محدود من اتجاهات مختلفة، التساؤل في صحف خاصة وحزبية، قبيل كل مؤتمر سياسي للحزب الحاكم، تسليط الانتقادات على الحزب وفي القلب منه جمال مبارك.