بيريس يبحث مع مبارك غداً مبادرة سلام إسرائيلية تستند للمبادرة العربية

ناقشها مسبقاً مع أولمرت وليفني وباراك

TT

أكدت مصادر اسرائيلية ومصرية في تل أبيب، أمس، ان الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، سيطرح على الرئيس المصري حسني مبارك، في شرم الشيخ غداً، مشروع سلام جديدا تعده اسرائيل ويستند للمبادرة العربية ويفضي الى سلام شامل بين اسرائيل وجميع الدول العربية. وقالت المصادر الاسرائيلية ان أهمية مبادرة بيريس تعود الى نجاحه في اقناع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، وخليفته في رئاسة حزب «كديما» المكلفة تشكيل حكومة برئاستها، تسيبي ليفني، ووزير الدفاع رئيس حزب العمل، ايهود باراك، قبل أن يتشاور حولها مع الجهات المصرية. من جانبها، قالت المصادر المصرية ان القاهرة أبدت استعدادا لبحثها أولا لأنها معنية بالمبادرة العربية وتساند كل خطوة تؤدي الى تعزيزها ودفعها الى الأمام. وثانيا، لأن مصر لم ولن تسمح لنفسها بتضييع أية فرصة لدفع عملية السلام. والتخوف الوحيد الذي تبديه مصر من هذه المبادرة هو أن تكون هذه سببا لإجهاض التقدم في المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قد أبدى مخاوف مشابهة في الأيام الأخيرة، حيث قال ان لديه شعورا بأن هناك في القيادة الاسرائيلية من يبث الرسائل والاشارات التي تدل على نية لتراجع عما توصل إليه من تقدم في المفاوضات. وقال ان ما توصل اليه مع أولمرت، هو أفضل مما عرضه باراك، في كامب ديفيد عام 2000. وكان مقربون من بيريس قد أشاروا الى انه سيطرح على مبارك مشروعا لمفاوضات سلام شاملة بين اسرائيل والدول العربية. ولم يكشف عن كل تفاصيل هذا المشروع لأن بيريس يريده مشروعاً اسرائيلياً ـ مصريا مشتركا، ولكنه يبنيه على أساس المبادرة العربية. وبموجب هذه المبادرة، تنسحب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 مقابل سلامٍ شاملٍ مع جميع الدول العربية. وتسوية قضية اللاجئين بالتوافق على أساس قرارات الأمم المتحدة. يُذكر ان حكومة اسرائيل بقيادة أرييل شارون، امتدحت المبادرة شكلياً ولكنها لم تتجاوب معها فعلياً. وفي الوقت نفسه، خرجت بخطة عسكرية وسياسية للالتفاف عليها، فاجتاحت عام 2002 الأراضي الفلسطينية وحاصرت الرئيس ياسر عرفات حتى الموت، وطرحت خطة الفصل للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة ورفض شارون التفاوض مع ابو مازن، واصفا إياه بـ«الطير المنتوش الريش». ولكن أولمرت، أشاد بالمبادرة العربية، وقال انها تصلح أساسا للمفاوضات السلمية. ومع ذلك، ابدى تحفظات عليها، خصوصا ما يتعلق بقضية اللاجئين. ويريد بيريس ان يتوصل مع مصر الى بعض الصياغات التي تلائم الطرح الاسرائيلي، بنفس روح المبادرة العربية. وحسب مصادر مقربة منه، فإنه لجأ الى هذه المبادرة لأنه يشعر انه لم تعد هناك قاعدة جماهيرية في اسرائيل تؤيد التفاوض مع الفلسطينيين والتوصل الى سلام معهم، لأن الاسرائيليين يرون الفلسطينيين ممزقين ومتصارعين، ولا يثقون بأن هناك سلطة فلسطينية قوية قادرة على توقيع اتفاق أو على حماية هذا الاتفاق في حال توقيعه. وأكد بيريس ذلك الموقف مطلع الأسبوع، خلال لقائه مع الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لحزب «شاس»، حيث قال إنه «حان الوقت لوقف المفاوضات الثنائية عبر مسارات السلام المختلفة والتوجه الى مفاوضات جماعية عامة تشترك فيها الدول العربية الى جانب اسرائيل». واضاف «من الخطأ ادارة مفاوضات منفردة مع السوريين واخرى مع الفلسطينيين، لذلك على اسرائيل التوجه نحو عقد اتفاق سلام مع الدول والجامعة العربية». وادعى بيريس ان اسرائيل تدفع ثمنا خلال المفاوضات الثنائية أكثر من المردود الذي تتلقاه، ولكن وفي مفاوضات مع كامل العالم العربي يمكنها الحصول على ضمانات والتوصل الى صفقات شاملة، لذلك يجب ان نمد ايدينا للسلام لجميع الدول العربية على أساس المبادرة العربية وعدم تبديد الطاقات والوقت في مفاوضات منفردة.