الهند وباكستان تبدآن تجارة عبر الحدود في كشمير

لأول مرة منذ نحو 60 عاما

كشميريون يراقبون شاحنات هندية محمَّلة بمواد غذائية تعبر الى بلدة حدودية في كشمير الباكستانية أمس (أ.ف.ب)
TT

في خطوة تهدف الى تخفيف حدة التوترات بين الجارين النوويين، فتحت الهند وباكستان طريقا تجاريا عبر الخط الذي يقسم كشمير لأول مرة منذ نحو 60 عاما أمس.

وفي اجتماعهما الشهر الماضي في نيويورك، اتفق رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على إعادة فتح الطريق التجاري القديم الذي يصل بين سرينغار (عاصمة كشمير الهندية) ومظفر آباد (عاصمة كشمير الباكستانية) من أجل التبادل التجاري بدءا من 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

والقرار الذي اتخذ الشهر الماضي بالسماح بقدر محدود من التبادل التجاري عبر الحدود يمثل محاولات حل الصراع المرير على المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا عن طريق تخفيف التوترات عند الحدود بما يسمح بحركة الناس والبضائع. وقال سردار عتيق أحمد خان رئيس وزراء كشمير الباكستانية للصحافيين «أنا على ثقة من أن هذه البداية ستقودنا الى تجارة منتظمة وجيدة بين الجانبين»، حسب رويترز.

لكن خان حذر من التعلق بآمال أن يقود فتح التجارة عبر خط قديم لوقف اطلاق النار يطلق عليه خط المراقبة الذي يمثل الحدود الفعلية الى حل سريع للصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاما بشأن كشمير التي تقطنها أغلبية مسلمة.

وقال «كل هذه الخطوات ـ التجارة عبر خط المراقبة والاتصالات بين الافراد والمحادثات ـ كل هذه الاشياء ستقود ببطء وبالتدريج الى الحل النهائي».

وأضاف «لكن يجب عدم تعليق امال كبيرة وتمنيات بعيدة المنال على الحدث الذي يقع اليوم. لكنه يعتبر نجاحا كبيرا».

وخاضت الدولتان الواقعتان في جنوب آسيا اللتان تطالب كل منهما بكشمير كاملة وتحكم جزءا منها فقط حربين بسبب كشمير وكانتا على شفا حرب ثالثة في عام 2002 قبل التراجع عن الحافة.

وأمس في حين أطلق حمام السلام في الهواء عبرت 14 شاحنة باكستانية ترفع العلم الوطني جسرا الى كشمير الهندية محملة بالارز والبصل والفواكه المجففة.

وردد عشرات من أطفال المدارس هتافات تقول «تحيا باكستان وكشمير ستصبح جزءا من باكستان» في حين عزفت فرقة الموسيقى الوطنية.

وهذه هي أول مرة تعبر فيها مركبة خط المراقبة وجسر السلام (امان سيتو) منذ عام 1948. ومن المتوقع ان تسير الشاحنات بضعة كيلومترات داخل الاراضي الهندية قبل تفريغ حمولاتها. وفتح التجارة في كشمير هو الاحدث في سلسلة خطوات سلام متقطعة لم تحدث تقدما يذكر باتجاه حل الصراع الذي عطل التجارة العادية عبر الحدود الدولية على مدى عقود.

ومن جهته، قال حاكم الشطر الهندي من كشمير من اسلام آباد التي تبعد 12 كلم من الخط الفاصل «انه يوم تاريخي سينعش بالتأكيد الاقتصاد في شطري كشمير». واضاف «آمل ان يكون (اليوم) بشرى سلام في المنطقة». ويقول الخبراء السياسيون إن إعادة فتح الطريق التجاري عبر خط المراقبة سوف يكون خطوة من أجل تغيير الطبيعة العسكرية لخط المراقبة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية: «إنها مجرد خطوة صغيرة لها طبيعة رمزية، ولكنها سوف تتطور مع مرور الوقت».