أبو مازن يقيل رئيس جهاز المخابرات.. والطيراوي يرفض منصب مستشار بمرتبة وزير

مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن القرار يعود لرفضه تلقي أوامر من حكومة فياض

TT

اكد اللواء توفيق الطيراوي رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ما تردد من انباء عن اقالته من منصبه. وقال اللواء الطيراوي لـ«الشرق الأوسط» امس، ان قرار الاقالة بلغ اليه قبل 3 ايام. واكد الطيراوي رفضه لاية مناصب اخرى يعرضها عليه الرئيس محمود عباس (ابومازن) الذي التقاه في الساعة الثامنة من مساء امس حسب التوقيت المحلي.

وعن خططه المستقبلية بعد مغادرة منصبه الحالي قال الطيراوي الذي كان يتحدث لاول مرة بعد تسريب خبر اقالته، انه ينوي التوجه نحو مواصلة التعليم فهو ينوي زيارة بريطانيا لتعلم اللغة الانجليزية ويريد ايضا قضاء 4 أشهر في تعلم اللغة العبرية كما ينوي التحضير لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية.

وارجع مصدر مطلع ومقرب من اللواء الطيراوي، سبب الاقالة المفاجئ الى حسابات قديمة، واعتبر توقيت الاقالة سيئا للغاية لانه يعطي الانطباع وكأن ابومازن اذعن لضغوط حركة حماس التي تطالب باقالة جميع قادة الاجهزة الامنية في اطار اعادة بنائها، بمن فيهم هؤلاء الطيراوي الذي يعتبر من الد اعدائها في الضفة الغربية، وتتهمه بالوقوف وراء حملة الاعتقالات والترهيب التي يتعرض لها عناصرها هناك. وفي هذا السياق يشمل قرار الاقالة ايضا اللواء دياب العلي قائد الأمن الوطني الذي خرج في سبتمبر (ايلول) الماضي بتهديدات باسترداد قطاع غزة من ايدي حماس بقوة السلاح.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان قرار اقالة الطيراوي يعود الى خطة قديمة للمنسق الامني الاميركي كنيث دايتون تقضي بدمج الاجهزة الامنية بما فيها جهاز المخابرات العامة التابع حاليا للرئاسة، بوزارة الداخلية وذلك لتعزيز نفوذ حكومة سلام فياض حسب ما يقوله المصدر.

واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الطيراوي عند طرح الخطة التي تعود الى 9 اشهر خلت تقريبا، رفض رفضا قاطعا ان يتلقى اية تعليمات من وزارة الداخلية او حكومة فياض. واشار في هذا السياق الى مؤتمر صحافي عقده وزير الداخلية اللواء عبد الرزاق اليحيى قبل 3 اشهر تقريبا واوصى فيه بضرورة ان يتبع جهاز المخابرات وزارة الداخلية. وجراء رفض الطيراوي الذي يعتبر من القيادة التاريخية لجهاز المخابرات منذ كان جهاز رصد منظمة التحرير الفلسطينية تحت اشراف الراحل صلاح خلف، طويت هذه الصفحة.

غير ان الولايات المتحدة بغرض دعم حكومة فياض، كما اكد المصدر، اعادت فتح هذا الملف خلال زيارة الرئيس ابومازن لواشنطن ولقائه مع الرئيس الاميركي جورج بوش على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر (ايلول) الماضي. وترافقت الضغوط الاميركية حسب المصدر، مع تحريض عال جدا من بعض الشخصيات المحيطة بأبومازن، وانتهت بقرار الاقالة.

وتابع المصدر القول ان ابومازن لم يبلغ الطيراوي شخصيا بقراره هذا ولم يصدر مرسوما رئاسيا في ذلك كما جرت العادة في مناسبات اخرى، بل طلب من مستشاره الامني اللواء اسماعيل جبر (الحاج اسماعيل) قبل ثلاثة ايام، ان يذهب الى الطيراوي وان ينقل اليه خبر الاقالة شفويا ويعرض عليه منصب مستشار برتبة وزير، غير ان الطيراوي حسب المصدر الذي كان حاضرا، طلب من الحاج اسماعيل ان يبلغ ابومازن بقوله انه اذا اراد اقالته فعليه ان يبلغه بذلك شخصيا، ولكن الاتصال بين الرجلين لم يتم واتفق على لقائهما الليلة الماضية.

وحسب المصدر فان اطرافا في حركة فتح التي ينتمي اليها الطيراوي حاولت من جانبها الضغط على ابومازن للتراجع عن قرار الاقالة الا ان هذه الجهود باءت بالفشل وان ابومازن يصر عليها.

واشار المصدر الى وجود استياء عام في اوساط حركة فتح على هذه الخطوة التي كما زعم المصدر قد تثير مشاكل لابومازن، لان مثل هذا القرار يعتبر انتصارا لرئيس الوزراء سلام فياض الذي يعتبره البعض في فتح عدوا لدودا لهم كما قال المصدر، ويحاول اضعافها منذ اليوم الاول لتوليه منصب رئيس الوزراء.