البنتاغون يسقط التهم عن 5 من معتقلي غوانتانامو بينهم سعوديان وجزائري وسوداني

تعليق الإفراج عن 17 معتقلا صينيا * البيت الأبيض: المعتقل لن يغلق قبل انتهاء ولاية بوش

TT

أسقط البنتاغون تهماً موجهة الى 5 من معتقلي غوانتانامو في كوبا هم سعوديان وجزائري وسوداني وبريطاني من اصل إثيوبي، كانوا متهمين بالتآمر وتقديم «الدعم المالي للارهاب»، بيد ان المصادر ذكرت ان الجيش الاميركي احتفظ بحقه في توجيه تهم جديدة لهؤلاء المعتقلين. وفي المقابل علقت محكمة فيدرالية في واشنطن حكماً يقضي بالافراج عن 17 صينياً مسلماً معتقلون في المعسكر الاميركي بكوبا. وقال البيت الابيض أمس ان معتقل غوانتانامو الذي يعد أحد الرموز المثيرة للجدل لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في مجال سياسة مكافحة الارهاب، لن يغلق قبل انتهاء ولاية بوش.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في بيان ان مكتب اللجان العسكرية، أي المحاكم العسكرية الاستثنائية التي انشئت خصيصا لمحاكمة المعتقلين العشرين الذين وجه اليهم الاتهام في غوانتانامو، «تخلى عن الاتهامات المنسوبة لخمسة من معتقلي غوانتانامو». وقالت الوزارة في بيان ان سوزان كروفورد المكلفة من قبل البنتاغون بمتابعة محاكمات غوانتانامو أسقطت كل التهم بحق المعتقلين السعوديين جبران القحطاني وغسان الشربي والجزائري سفيان برهومي والسوداني نور عثمان محمد. والبريطاني بنيام محمد.

واتهم القحطاني والشربي وبرهومي بالتخطيط لصنع أجهزة تفجير عن بعد للسيارات الملغومة لاستخدامها ضد القوات الاميركية في أفغانستان. وكان جميع المتهمين يواجهون احتمال احكام عليهم بالسجن مدى الحياة. ومن هؤلاء بنيام محمد وهو مواطن بريطاني من أصل إثيوبي اتهم في نهاية مايو (ايار) الماضي بالتخطيط لشن هجوم بقنبلة مشعة او «قنبلة قذرة» على الولايات المتحدة.

واضاف البيان ان «المدعي العام الكولونيل لورنس موريس عين اخيرا فرق اتهام جديدة ستقوم باعادة دراسة الادلة والمستندات الموجودة والتنسيق مع وكالات الاستخبارات والتوصية بالاجراءات الواجب اتباعها في كل حالة».

وحتى الان لم تجر سوى محاكمة واحدة لمعتقلي غوانتانامو وهي محاكمة اليمني سليم حمدان السائق السابق لبن لادن. ومن المقرر بدء محاكمة اليمني علي حمزة احمد البهلول الاثنين المقبل ومحاكمة عمر خضر الكندي الذي اعتقل في عمر الخامسة عشر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وفي عام 2007 اعترف معتقل استرالي بانه مذنب في مقابل ترحيله الى بلده وتخفيض مدة عقوبته الى السجن تسعة اشهر.

وأكد محامو بينيام محمد اسقاط جميع التهم ضد موكلهم. وكان بينيام محمد انتقل الى بريطانيا عندما كان عمره 15 سنة. ويزعم محمد انه تعرض للتعذيب في المغرب قبل ان يرسل الى معتقل غوانتانامو. وقالت منظمة خيرية تدافع عن محمد ان التهم أسقطت عنه لكنه ما يزال محتجزاً في المعسكر. وفي الوقت نفسه يقول محامو محمد إنهم يعملون من أجل الحصول على وثيقة سرية حكومية اميركية تفيد بانه تعرض للتعذيب في المغرب. لكن مصدراً في البنتاغون رفض التعليق على هذه الانباء.

وفي غضون ذلك علقت محكمة فيدرالية في واشنطن حكماً يقضي بالافراج عن 17 صينياً مسلماً معتقلون في معسكر غوانتانامو منذ 7 سنوات. ويقضي قرار المحكمة الاميركية حول المعتقلين الصينيين ببقائهم في غوانتانامو عدة أسابيع اخرى، وهو ما كانت تطالب به الادارة الاميركية. وطالب المحامون باطلاق سراح المجموعة في وقت تنظر فيه المحكمة استئناف الحكم السابق حول رفض اطلاق سراحهم. يشار الى ان هؤلاء الصينيين كانوا اعتقلوا في افغانستان حيث تقول السلطات الاميركية إنهم اعترفوا بتلقيهم أسلحة وتدريبات هناك. وطلبت المحكمة من الجانبين اللذين يمثلان المعتقلين والحكومة تقديم مذكرة جديدة في السابع من الشهر المقبل على اساس ان يناقش القضاة في جلسة تنعقد في 24 من الشهر نفسه ملف القضية. الى ذلك قال البيت الابيض أمس ان معتقل غوانتانامو، لن يغلق قبل انتهاء ولاية بوش في البيت الابيض. واوضحت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض «ان الرئيس وادارته يبذلان جهودا منذ فترة للتوصل الى وضع يمكن معه اغلاق غوانتانامو. وقلنا منذ مدة طويلة انه لن يغلق قبل نهاية ولاية الرئيس». ويعني ذلك انه سيعود لخليفة بوش الذي سيتولى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني) 2009 النظر في اغلاق هذا المعتقل الذي اصبح، بحسب معارضيه، رمزا للتجاوزات في مجال مكافحة الارهاب. ودعا باراك اوباما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية وكذلك خصمه الجمهوري جون ماكين الى اغلاق معتقل غوانتانامو.