مؤتمر إقليمي عن القاعدة في القاهرة: الظواهري قد يكون ضحية الاتفاق بين كابل وطالبان

مراقبون يرون انكماشا في التنظيم لكن خطره مستمر

TT

دعا محللون وباحثون سياسيون إلى ضرورة التعاون الدولي والتنسيق على مختلف المستويات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، مشيرين إلى أن تنظيم القاعدة رغم أنه بدأ في الانكماش إلا أنه لا زال يمثل خطرا على السلم والأمن الدوليين. واختتم المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية مساء أول من أمس مؤتمره الذي عقده بعنوان «تنظيم القاعدة التوجهات الحالية والمخاطر المستقبلية» في مقره وضم محللين وباحثين سياسيين وسفراء أجانب وعلماء دين. وتوقع المشاركون أن يكون الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قد يكون ضحية «الاتفاق بين الحكومة الأفغانية وبين حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة، وقد ينتهي الأمر بتسليمه للولايات المتحدة»، وقالوا في مؤتمر بالقاهرة أمس «إن العلاقة بين القاعدة وطالبان على المحك» على خلفية المفاوضات التي تتم بين طالبان والحكومات الغربية. وانسحب سفير أفغانستان من المؤتمر احتجاجاً على وصف أحد الخبراء لقوات حلف الناتو في أفغانستان بـ«قوات الاحتلال». ورصد اللواء سراج الروبي نائب رئيس الانتربول المصري سابقاً وجود تحولات في البناء التنظيمي للقاعدة ومن المحتمل تغيير إستراتيجية المواجهة من جانبه بتجنب التصادم مع السلطات الأمنية مباشرة، وأوضح أن إستراتيجية «القاعدة» تعتمد على تنفيذ العمليات فى مواقع بعيدة كل البعد عن أن تكون عناصرها في مواجهة مباشرة سريعة مع القوات الأمنية. وأوضح أن القاعدة توجه عملياتها صوب المواقع التي يؤدي العبث الإجرامي فيها إلى إحداث الفزع، وتعتمد على الكوادر المحلية وعدم التورط في الدفع بأي عنصر خارجي للعمل خارج وطنه». وأكد الباحثون أن تنظيم القاعدة لازال قادراً على القيام بعمليات إرهابية تمثل خطرا على العديد من البلدان، لكنهم توقعوا انكماشا في التنظيم قد يؤدي إلى اختفائه في المستقبل»، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن التنظيم ذاته يخشى ذلك..

وأثارت ورقة بحثية عن «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» جدلا واسعا حول دعم التنظيم، حيث اتهم علي بكر الباحث في شأن الحركات الإسلامية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسة، المخابرات الإيرانية بدعم «القاعدة» على الرغم من الاختلاف العقائدي بينها وبين إيران. وقال بكر إن إيران حرصت في البداية على إيواء بعض أعضاء القاعدة ثم تحولوا لديها إلى رهائن أو سجناء إلا أنها لم تتوقف يوما عن دعم تنظيم القاعدة ماليا ولوجيستيا لتحقيق أهدافهم التخريبية في المنطقة. وأوضح بكرفي تصريح لـ»الشرق الأوسط» حول الأسباب التي دعت إلى هذا الاتهام، «أن عددا كبيرا من القاعدة موجود في إيران، ومنهم القيادي محمد الحكايمة»، وأضاف «أن الظواهري هو الآخر جلس فترة في إيران». لكن المحلل السياسي والباحث في شأن الجماعات الإسلامية الدكتور ضياء رشوان رأى أن القول بدعم إيران للقاعدة ليس دقيقا ولا يوجد أية دلائل عليه، وهو ما اتفق معه اللواء سامح سيف اليزل، مشيراً إلى أن التعاون بين الجانبين لم يتجاوز تسهيل مرور أعضاء التنظيم عبر الأراضي الإيرانية هربا من المطاردات الأمنية عن طريق العقيد محمد مكاوي الضابط السابق في الجيش المصري ومسؤول الأمن في تنظيم القاعدة حاليا والذي كلفه التنظيم بأن يكون نقطة الاتصال مع طهران في هذه المسألة تحديدا.

وحول تنظيم القاعدة في المغرب العربي، أشار الدكتور عمار جفال مدير مركز بحوث ودراسات العلاقات الدولية فى جامعة الجزائر إلى وجود مظاهر تدل على تراجع التنظيم، منها أثر المصلحة الوطنية وتزايد أعداد التائبين الذين تخلوا عن العمل المسلح، بالإضافة إلى تزايد الانشقاقات، ووجود موقف سلبي من التنظيم، لكنه أشار في الوقت نفسه لعدد من عوامل الاستمرار منها الفشل لعملية التنمية السياسية، وعدم الاستقرار في المنطقة وضعف التعاون البيني والإقليمي لمواجهة التنظيم.

وحول تقييم قوة التنظيم وتطوره الدولي والإقليمي، قال اللواء سامح سيف اليزل «إن القاعدة تسعى إلى تعزيز التواجد الأفقي، باستخدام آليات جديدة لضمان الاستمرارية والتواجد، موضحاً أنها تتمثل في استخدام الموارد المحلية في تنفيذ العمليات دون اللجوء إلى نقل المعدات والمواد إلى دولة أخرى، وزيادة أعداد الخلايا النائمة المجهولة لمعظم دول ما يطلق عليه الحلف الصليبي، وصدور تعليمات لهم بالظهور بمظهر غير إسلامي لتصعيب مهمة اكتشافهم.

وحول موقف التنظيم من إسرائيل، قال سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، إن إسرائيل تحتل موقعا متدنيا في جبهة الأعداء بالنسبة للقاعدة وهو ما تدركه إسرائيل التي تفرق بين العداء الكامل في الإسلام العقيدي لليهود حسب رؤيتها وبين تحول هذا العداء إلى تحرك عملي حيث تصنف القاعدة بأن عداءها لم يتحول إلى عدوانية قائمة تهدد وجودها، ولكن إسرائيل انضمت رغم ذلك إلى القوة المعادية للإرهاب الدولي واستخدمت التنظيم لتشويه صورة الفلسطينيين. وناقش المؤتمر أذرع القاعدة في العالم العربي والإسلامي بالتركيز على علاقات القاعدة مع التنظيمات المتطرفة وضرورات ومجالات التعاون الإقليمي الإسلامي العربي، والتعاون الدولي في مواجهة مخاطر الإرهاب. كما تناول المؤتمر المخاطر المستقبلية للقاعدة وأساليب المواجهة.