ليفني تواجه تمرداً داخل حزبها لعرقلة تشكيل حكومة يسار

النواب العرب: ليفني توجه رسالة سيئة بعدم التشاور معنا حول الائتلاف

TT

تواجه رئيسة حزب «كديما» الحاكم في اسرائيل، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، تمردا من داخل حزبها بقيادة منافسها وزير التخطيط الاستراتيجي والمواصلات شاؤول موفاز، لمنعها من تحقيق هدفها في تشكيل حكومة يسارية ضيقة برئاستها في غضون خمسة أيام. وفرض عليها المتمردون التراجع أمس، مما أثار حولها تعليقات ساخرة يقال فيها «انها ساذجة» و«السياسيون علموها درسا في السياسة الحزبية» و«أثبتت انها طفلة في السياسة». وكانت ليفني قد حاولت تهديد حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بأنه إذا لم ينضم الى ائتلافها فستقيم حكومة ضيقة خلال خمسة أيام مع أحزاب أخرى («ميرتس» اليساري ونصف عدد نواب «يهودوت هتوراه» لليهود الغربيين المتدينين اضافة الى حزبي العمل والمتقاعدين). ووعدت بعرض حكومتها هذه على الكنيست في افتتاح دورته الشتوية يوم الاثنين المقبل. وعندئذ اصطدمت بمفاجأتين؛ الأولى في حزب المتقاعدين الذي أعلن انه ليس مضموناً في الائتلاف، وأن لديه مطالب مالية لم يتفق حولها بعد، والثانية من داخل «كديما»، حيث أعلن خمسة نواب انهم سيصوتون ضدها. واتضح ان موفاز، الذي نافس ليفني على رئاسة الحزب وهزمته بفارق 450 صوتا، هو الذي يقود هؤلاء النواب. ولم يخف موفاز موقفه، بل صرح به علنا. وقال ان حكومة ضيقة من دون «شاس» ستكون يسارية تتأثر بسياسة «ميرتس» التي تعبر عن أقلية ضئيلة في المجتمع الاسرائيلي. وقال انه يريد حكومة برئاسة ليفني، ولكن تعبر عن مجمل أفكار الاسرائيليين وتأخذ بالاعتبار مواقف اليمين الديني. وهرعت ليفني تدعو موفاز الى جلسة، وقالت له انها تريد تشكيل حكومة لمصلحة الاستقرار في الدولة وأنها لا تغلق الباب أمام «شاس» ولكنه رفض منطقها هذا، وقال لها انه مستعد لمساعدتها في جلب «شاس» الى الائتلاف، إذا منحته الصلاحية. فوافقت ودمجدت فكرتها لعرض الحكومة على الكنيست يوم الاثنين المقبل، إلا إذا تمكن موفاز من اقناع «شاس» خلال هذه الفترة. وكان موفاز قد خطط لعقد لقاء سري مع الحاخام عوفاديا يوسيف، الرئيس الروحي لـ«شاس» ليقنعه بأن مصلحتي الحزب والتيار اليميني في اسرائيل تقتضيان ان ينضم الى الحكومة. وانه سيشكل مع هذا الحزب وعدد من نواب اليمين أعضاء «كديما» سدا منيعا أمام الأفكار اليسارية التي تدعو للتنازل عن القدس.

ولكن أمر اللقاء كشفته القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي، فألغي. ولكن بعد اجتماع ليفني وموفاز، صباح أمس، تلقى الضوء الأخضر لاجرائه. وبدأت أمس سلسلة لقاءات أخرى بين «كديما» ومختلف الأحزاب المعنية بالانضمام الى الائتلاف، بهدف عدم اضاعة الوقت المتبقي أمام ليفني وتشكيل الحكومة. فالمعروف انه في حالة انتهاء المدة من دون تشكيل حكومة سيضطر الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس الى تكليف نائب آخر بالمهمة. وإذا لم ينجح هذا النائب، سيلجأ لحل الكنيست وتحديد موعد لإجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر. والى ذلك الحين، يستطيع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، البقاء رئيساً للحكومة الانتقالية القائمة حالياً. جدير بالذكر ان ليفني لا تأخذ بالاعتبار في تشكيل الحكومة أيا من النواب العرب الذين يمثلون ثلاث كتل وطنية. وتوجه النائب طلب الصانع، وهو من القائمة العربية الموحدة التي تضم الحركة الاسلامية والحزب الديمقراطي العربي والحركة العربية للتغيير، برسالة الى ليفني يحتج فيها على ذلك ويعتبره جزءاً من عقلية التمييز العنصري. وقال الصانع انه لا يقول إنه مستعد للدخول للائتلاف بأي ثمن، ولكنه يستغرب تجاهلها التام للعرب. وأضاف: كنت أتوقع أن تفعل مثل اسحق رابين وايهود باراك وحتى بنيامين نتنياهو وأرييل شارون، وفي بعض الأحيان أثمرت المحادثات بشكل جيد، وفي أحيان أخرى انتهت بلا نتيجة.