الخارجية الفرنسية تحث سورية ولبنان على ترسيم الحدود ومراقبتها

باريس أبلغت دمشق تطلعها لانتخابات «دون تدخل» في لبنان

الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله في دمشق أمس، المغنية اللبنانية جوليا بطرس المعروفة بتأييدها للمقاومة في لبنان (أ.ب)
TT

حثت وزارة الخارجية الفرنسية، في تعليق على التقرير الثامن للأمين العام للأمم المتحدة حول تطبيق القرار 1559، كلا من لبنان وسورية على «إحراز تقدم» بخصوص ملف ترسيم الحدود ومراقبتها وكذلك على صعيد ملف المعتقلين. ودعت باريس الجانب السوري الذي تعتبر انه «يتحمل مسؤولية خاصة» في موضوع الحدود الى «التعاون». وقال الناطق باسم الخارجية إن ملف نزع سلاح الميليشيات «يرتدي أهمية أساسية» محيلا الملف على «الحوار الوطني» ومعتبرا أن معالجته «مسألة رئيسية للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة باكملها». وبشكل عام، طالبت فرنسا «الأطراف المعنية» وعلى رأسها «دول المنطقة» باحترام القرارات 1559 و1680 و1701.

وكانت مصادر فرنسية رسمية رفيعة قد كشفت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثار مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة التي قام بها الى دمشق الشهر الماضي موضوع الانتخابات النيابية في لبنان المزمع إجراؤها الربيع المقبل. وأفادت هذه المصادر التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» بأن باريس تعتبر أن الانتخابات تشكل «أحد البنود الرئيسية» على خارطة طريق العلاقات الفرنسية ـ السورية»، مضيفة أن فرنسا «أعلمت» الجانب السوري بأنها «متنبهة للغاية للشروط والظروف التي ستتم فيها هذه الانتخابات»، وأنها تظهر «حرصا شديدا على أن تكون نزيهة وشفافة وبعيدة عن الضغوط والتدخل من أية جهة كانت». وتسعى فرنسا الى تعبئة الأوروبيين وإقناعهم بإرسال مراقبين بأعداد معقولة من أجل مواكبة الانتخابات والتأكد من أنها ستتم «وفق المعايير المقبولة» وأنها «شرعية وقانونية ولا غبار عليها». فضلا عن ذلك، تدرس باريس فكرة حث الأمم المتحدة على إرسال مراقبين دوليين إلى لبنان.

ويأتي بند الانتخابات في سلسلة من النقاط التي تشمل ترسيم الحدود ووقف عمليات تهريب الأسلحة عبرها ومراجعة الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسورية بموجب معاهدة الأخوة والتنسيق. وقالت المصادر المشار اليها إن باريس تنظر بـ«إيجابية» الى الأداء السوري في لبنان وتعتبر أنهم «نفذوا حتى الآن» الالتزامات التي قطعوها لفرنسا وللرئيس ساركوزي شخصيا. ونفت المصادر الفرنسية أن تكون باريس قد «تناست» موضوع مزارع شبعا أو موضوع تخلي حزب الله عن سلاحه. غير أن المصادر الفرنسية تبدو «متشائمة» إزاء إمكانية الوصول الى نتيجة على هذين الصعيدين لأن الطرفين المعنيين بالمزارع، الى جانب لبنان، أي سورية وإسرائيل «لم يبديا ليونة أو استعدادا لتسهيل التوصل الى حل» تم التداول به وهو وضع المزارع تحت الوصاية الدولية بانتظار حسم ملكيتها. وتعتبر باريس أن ما يصح على شبعا «يصح أيضا على موضوع حزب الله الذي نعرف أنه لن يتخلى الآن عن سلاحه»، وأنه «من غير المفيد قفز الدرجات بل صعودها درجة بعد أخرى». وبحسب التصور الفرنسي، فإن تخلي حزب الله عن سلاحه «سيكون المرحلة الأخيرة في بناء البيت» اللبناني الذي يمر عبر «بناء دولة قوية وجيش قوي ومؤسسات قوية وحكومة تهتم بقضايا المواطنين». وأعربت المصادر الفرنسية عن «إعجابها» بأداء الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي «عرف أن يكون فوق الانقسامات وعلى مسافة واحدة من الجميع». ووصفته بأنه «رجل وطني» و«ليس رجل أحد لا سورية ولا أية جهة أخرى في لبنان».وتؤكد باريس أنها «حريصة» على أفضل العلاقات مع الرياض التي تلتقي معها حول الأهداف الأساسية في لبنان أي ضمان استقلاله وسيادته. وخلصت المصادر الفرنسية الى القول إن باريس «متمسكة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالمحكمة ذات الطابع الدولي» التي تؤكد أن إنشاءها وأداءها لمهمتها هما «أحد الثوابت» الفرنسية في لبنان.