هلبروك وآشداون: الوضع في البوسنة يتطلب تدخلا دوليا

TT

حذر كل من سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة ومهندس اتفاقية دايتون، ريتشارد هلبروك، والمبعوث الدولي السابق إلى البوسنة، اللورد بادي آشداون، من تداعيات الخلافات السياسية القائمة في البوسنة وانعكاساتها على مصير البوسنة. وقال هلبروك وآشداون في مقال نشرته عدة صحف من بينها «الغارديان» البريطانية إن «البوسنة والهرسك يهدد وجودها خطر حقيقي، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته قبل تفاقم الأوضاع». وطالب آشداون وهلبروك بتدخل دولي يشبه ما تمخضت عنه مفاوضات نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 والتي تمخض عنها اتفاق دايتون للسلام، والذي لم يعد صالحا في الوقت الراهن، حيث أوقف القتال لكنه لم يبن دولة طبيعية قادرة على الاندماج في الاتحاد الاوروبي. وأشار هلبروك وآشداون إلى أن رئيس وزراء صرب البوسنة، ميلوراد دوديك، وحزبه «الاشتراكيون الديمقراطيون المستقلون» أخطر على البوسنة من كراجيتش وحزبه «الحزب الصربي الديمقراطي»، وقالا «سياسته واضحة للعيان، وهي العمل على الانفصال عن البوسنة، وهو يعمل في هذا السبيل بكل ما استطاع من قوة». وأضافا أنه «يهدد كل التقدم الذي حصل في البوسنة منذ 13 سنة». وقال المبعوثان الدوليان السابقان ان «الشكوك والمخاوف التي بدأتا الحرب عام 1992 عادا»، متهمين روسيا بالوقوف وراء التشنجات في المنطقة. وتطرق المسؤولان الدوليان السابقان إلى الانتخابات البلدية الأخيرة، والتي أظهرت مدى شعبية الأحزاب القومية. واتهما إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش بإعطاء ظهرها للبوسنة. وانتقدا ايضاً الاتحاد الأوروبي الذي لم يبد حزما في معالجة الأمور بما لا يسمح بحدوث خروقات أو تلاعب من أي جهة كانت. ووصفا الاصلاحات المقترحة في سلك الشرطة بأنها غير جذرية وأنها «مجرد تزيين»، وطالبا بالإبقاء على البعثة الدولية وعدم اغلاقها كما تدعو إلى ذلك روسيا ورئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك. ومن جهته، قال السفير المفوض من قبل الرئاسة البوسنية للشؤون العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، أدهم باشتيتش، لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن الآن في معركة من أجل إصلاح الدستور، وهذه المعركة أشد المعارك بعد الحرب». وتابع: «هناك أغلبية بوشناقية (64 في المائة) ويمثل الصرب (30 في المائة) والبقية كروات، ولا بد من الوئام الوطني، ولولا أطماع الجيران وتحديدا صربيا لكان الوئام سهل وميسر».