المالكي للمسيحيين: ما تعرضتم له في الموصل جزء من مخطط سياسي

مسؤول محلي: النازحون يرفضون العودة إلى حين استقرار الأمن * وزارة حقوق الإنسان العراقية: 2270 عائلة مسيحية نزحت من الموصل

مئات الطلبة يتظاهرون في السليمانية أمس تضامنا مع المسيحيين (أ.ف.ب)
TT

أكد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، انه ستتم معاقبة كل من تسبب في تهجير المسيحيين من ديارهم و«محاسبة الجهات التي وقفت وراء الجماعات المسلحة التي نفذت هذه الجريمة». وأشار المالكي، أثناء استقباله أمس ممثلي الطوائف المسيحية في العراق وحسب بيان لمكتبه، الى أن ما تعرض له المسيحيون في الموصل «هو جزء من مخطط سياسي»، داعيا إياهم «الى الحذر من محاولة البعض استغلالهم».

وقال المالكي انه وجّه بتوسيع مشاركة المسيحيين في الأجهزة الأمنية لتوفير الأمن في المناطق التي يوجدون فيها، مشدداً على أن الحكومة ستوفر جميع اشكال الدعم للمسيحيين، وان مغادرتهم العراق «ستشكل إساءة بالغة للشعب العراقي». وأضاف «أنا أول من اعترض على إلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات وطالبت باعادتها، لينال المشمولون بالمادة حقوقهم ويمثلون في مجالس المحافظات.

وفي سؤال لأحد الصحافيين لممثلي الطوائف المسيحية عن موقف الكنيسة من مشروع إقامة حكم ذاتي للمسيحيين في الموصل يرتبط بإقليم كردستان، قالوا «نحن نريد العيش الى جانب إخواننا في كل مكان في العراق من الشمال وحتى البصرة، فكيف يمكن ان نعيش في منطقة صغيرة، هذا لا نريده ونريد ان نتواصل مع الحكومة المركزية دوما ونحن دائما مرتبطون بها ولا نريد ان نعيش داخل قفص».

الى ذلك أعلنت وزارة حقوق الانسان في العراق أمس ان عدد العائلات المسيحية التي نزحت من الموصل بلغت 2270 عائلة، اثر عمليات قتل طالت 12 من أبناء الطائفة وتدمير ثلاثة منازل.

ونقل بيان حكومي عن غانم عبد الكريم الغانم مدير عام شؤون المحافظات في الوزارة قوله إن «التقارير الميدانية تؤكد توقف حركة نزوح العائلات المسيحية منذ منتصف الشهر الحالي» مؤكدا ان «الوزارة سجلت عدد العائلات النازحة بحدود 2270 عائلة». واضاف البيان الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، ان النازحين يسكنون حاليا في «مناطق تلكيف وتل اسقف والقوش وبطنايا وكرمليس وبعشيقة» الواقعة شمال الموصل في سهل نينوى، حيث الغالبية مسيحية. وتابع الغانم، وهو رئيس لجنة تقصي الحقائق في الموصل، ان «هؤلاء تهجروا من مناطق سكنهم في وسط الموصل في احياء السكر والحدباء والتحرير والعربي».

الى ذلك، اكد باسم بلو قائممقام قضاء تلكيف ان العوائل المسيحية التي نزحت الى البلدة ترفض العودة الى الموصل الا بعد استقرار الامن فيها. وقال في تصريح لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف «ان العائلات النازحة تريد ضمانات للعودة»، مشيرا الى «ان 35 عائلة قد عادت الى منازلها بشكل مفاجئ بناء على تطمينات من ابناء المنطقة وليس الحكومة».

من جهته، اكد جودت اسماعيل رئيس فرع نينوى لوزارة المهجرين ان العائلات النازحة تنتظر تسلم منحة الحكومة والبالغة 300 ألف دينار عراقي (أي ما يعادل 350 دولارا) لتعود الى منازلها لتتسلم مبلغ العودة والبالغ مليون دينار عراقي (850 دولارا). وقال اسماعيل «ان الاستقرار الامني بات واضحا في المناطق التي يقطنها المسيحيون في الموصل». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن في الثاني عشر من الشهر الجاري اتخاذ الإجراءات «الفورية اللازمة» لإعادة المسيحيين إلى الموصل بعد حركة النزوح الجماعية.

وتعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في 29 فبراير (شباط) الماضي والعثور عليه ميتا بعد اسبوعين في شمال الموصل. كما تتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار الى اعتداءات ما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق.

وفي تطور أمني ذي صلة ، اعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل اربعة اشخاص واصابة ثلاثة اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة اوسط الموصل أمس. وقال الرائد حازم احمد من شرطة الموصل (370 كلم شمال بغداد) ان «اربعة اشخاص قتلوا واصيب ثلاثة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق». واوضح ان «الانفجار الذي استهدف المدنيين وقع ظهرا في حي الثورة (وسط)». ولم يشر المصدر الى وجود قوات امنية في مكان الانفجار.

كما ذكر مصدر امني أن قوات الشرطة عثرت اول من امس على جثة مجهولة الهوية شرق مدينة الموصل. وقال المصدر لـ(اصوات العراق) إن الجثة كانت عليها آثار اطلاق نار في منطقتي الرأس والصدر. وأشار المصدر إلى أن «الجثة نُقلت الى الطب العدلي»، دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل. وتقع مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، على بعد 405 كم شمال العاصمة بغداد.