خلية إرهاب يهودية تعتدي على العرب في تل أبيب

رئيس بلدية عكا يؤكد: المدينة لنا إلى الأبد

TT

اعتقلت الشرطة الاسرائيلية 7 يهود في تل أبيب، خلال الأيام الماضية، تشتبه في أنهم ينتظمون في خلية ارهاب يهودي تنفذ اعتداءات دامية على البيوت العربية في المدينة منذ الصدامات الدامية في عكا. وقال مندوب الشرطة في المحكمة ان السبعة أطلقوا زجاجات حارقة على بيوت عربية في حي «هتكفا» الذي يسكنه بالأساس يهود من أصل مغربي وتسببوا في اشعال النار في ثلاثة منها حتى الآن ويخططون للمزيد من العمليات الهادفة الى ترحيل العرب عن المدينة. وأضاف ان الشرطة تعتبر هذه الخطوة خطيرة للغاية خصوصا انها جاءت بعد أحداث عكا وهدفها تعميم الصدامات الدامية والمساس بالحياة المشتركة بين المواطنين اليهود والعرب في جميع أنحاء البلاد. يذكر ان السلطات الاسرائيلية وحدت تل أبيب مع يافا ويوجد في المدينة المشتركة حوالي 30 ألف عربي يشكلون نسبة 8% من السكان. ويسكن معظم العرب في يافا ولكن هناك عربا ينتشرون في شتى أنحاء المدينة. والبيوت العربية التي أحرقت في العمليات الأخيرة هي بالصدفة بيوت لعملاء الاحتلال الاسرائيلي الهاربين من الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهة أخرى اعتقلت الشرطة صبيين وطفلا بعد أن ضبطتهم وهم «يلعبون» في مشغل لانتاج المتفجرات بناه أحدهم، وراحوا «يتسلون»، حسب أقوالهم، في تفجير عبوات ناسفة في حقل رملي على طرف المدينة. والصبية هم يهود من سكان مدينة حولون جنوب تل أبيب. في الساعات الأولى من مساء أول من أمس، تلقت الشرطة مكالمات تؤكد سماع دوي انفجارات. وقال أحد المتصلين، وهو ضابط سابق في الجيش انه يعتقد ان دوي المتفجرات يشبه صوت العبوات الناسفة التي يفجرها الفلسطينيون ضد القوات الاسرائيلية. أما في عكا فقد غادرت قوات الشرطة المدينة، فجر أمس، بدعوى زوال خطر الصدامات الدامية. وفي الوقت نفسه استأنف رئيس البلدية وعضو الكنيست فيها موجة التحريض على العرب واستفزازهم. ورد قادة البلدة العرب عليهما بحدة مؤكدين ان أحدا لن يستطيع ترحيلهم عن هذه المدينة العريقة.

وكانت المدينة قد عاشت أسبوعين كاملين من التوتر جراء اعتداء يهود عنصريين على ثلاثة مواطنين عرب بحجة انهم خرقوا حرمة يوم الغفران، فتصدى لهم مئات المواطنين العرب وعلى مدى ثلاثة أيام راح اليهود «ينتقمون من العرب» فاعتدوا على سياراتهم وبيوتهم وأحرقوا أربعة منها وطردوا من الحي المختلط سبع عائلات وراحوا يهددون بالمزيد.

وبقيت تعزيزات الشرطة في المدينة أسبوعين ومنعت اعتداءات أخرى على العرب واعتقلت عشرات المشبوهين من الطرفين. وبانتهاء عيد العرش، الليلة قبل الماضية، من دون صدامات أخرى، غادرت معظم هذه القوات المدينة.

بيد ان رئيس البلدية، شمعون لنكري، «ضبط» في الليلة نفسها وهو يتكلم في ختام الصلوات اليهودية بالعيد في كنيسين وكانت أقواله بروح الانتصار على العرب. فقد تسلل صحافيان من جريدة «هآرتس»، الى الكنيسين وسجلا صوته وهو يقول ان «عكا يهودية، كانت وستبقى لنا الى أبد الآبدين» و«لن نسمح لأعداء هذه المدينة وكارهيها ان يمسوا بها» و«سنصدهم ونواصل الى الأمام رغم أنوفهم». وسجيل حديث لديفيد أزولاي عضو الكنيست من حزب «شاس»، عن يهودية المدينة قال فيه «ما جرى شحن عكا اليهودية بالقوة ونستمد منه التشجيع للاستمرار في تهويد المدينة» ولكنه أضاف دعوة لمواصلة علاقات حسن الجوار مع المواطنين العرب.

واعتبر قادة المدينة العرب التصريحات بمثابة تأجيج للمشاعر العنصرية. وقال عضو البلدية، أحمد عودة، ان «رئيس البلدية كشف عن حقيقته العنصرية المعادية للعرب. فهو يتكلم لدى العرب بلهجة أخرى، ولكنه أمام اليهود يظهر على حقيقته». وأضاف عودة: «نحن العرب في عكا لسنا بحاجة الى برهان على ان عكا عربية ومر علينا شخصيات أقوى من لنكري وأزولاي وحاولت اجراء عملية تطهير عرقي للمدينة فلم يفلحوا ولكن هذا لا يعني اننا نقبل هذه التصريحات العنصرية، بل اننا ندرك ان وراءها مسؤولين كبارا».

يذكر ان رئيس بلدية عكا حاول الظهور في العلن بموقف متوازن بين سكان المدينة اليهود والعرب خلال الصدامات بل طالب باعتقال اليهود الذين نفذوا الاعتداءات على العرب. ولكن وقوف قوى اليمين معه في الانتخابات أثارت الشكوك حول حقيقة مواقفه، خصوصا انها ترافقت مع تصريحات رئيس الليكود في المدينة، دافيد بارليف، بأنه يؤيد الغاء الانتخابات لرئاسة بلدية عكا ومنحها الى لنكري بالتزكية بسبب وقفته المميزة في الأحداث الأخيرة. وبارليف هذا معروف بدعوته الى ترحيل العرب من عكا وتحويلها الى مدينة يهودية صرف ودعا الى توحيد جميع الأحزاب اليهودية في الانتخابات البلدية المقبلة (في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل) كمظاهرة كبيرة في مواجهة المتطرفين العرب في المدينة.