حملة ماكين ستركز على «جو السباك».. وانتقاد بايدن لأوباما في آخر أيام الحملة الانتخابية

أوباما يقول إن جدته قد لا تبقى على قيد الحياة حتى يوم الانتخابات

المرشح الديمقراطي الى البيت الابيض باراك أوباما يحيي مستقبليه في انديانا بوليس أمس (ا.ف.ب)
TT

حددت حملة المرشح الجمهوري جون ماكين أربع قضايا ستركز عليها خلال الايام المتبقية حتى موعد الاقتراع في الرابع من الشهر المقبل. واشارت مصادر الحملة في بيان حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، الى ان الاولوية ستمنح لموضوع الضرائب والأمن الوطني، واوضحت هذه المصادر الى ان موضوع تبرم «جو السباك» من خطة المرشح الديمقراطي باراك اوباما سيحظى بالاهتمام «لكي يدرك الناخبون انه يريد ان يفرض ضرائب بهدف توزيع الثروة» على حد قول المصادر. ومن بين الامور التي ستركز عليها الحملة تصريحات كان أدلى بها جوزيف بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس مع اوباما قال فيها ان «باراك اوباما سيختبر خلال الفترة الاولى من رئاسته حول قضايا دولية» وهي ما اعتبرته بعض شبكات التلفزيون الاميركية بمثابة «زلة». وكان بايدن قال اثناء الانتخابات التمهيدية وعندما كان مرشحاً هو نفسه لنيل ثقة الحزب الديمقراطي قبل انسحابه إن اوباما ليس جاهزاً ليصبح رئيساً. وتستغل حالياً حملة ماكين هذه الفكرة في حملات دعائية.

وفي سياق متصل، نسبت صحيفة «واشنطن بوست» الى أحد مستشاري ماكين قوله «بان عودة ماكين للسيطرة على زمام الامور (تقدم اوباما في الاستطلاعات) صعبة»، لكنه قال ان «هناك طرقا لذلك». واوضح المستشار الذي قالت الصحيفة إنه اشترط عدم ذكر اسمه: «لا بد من استغلال تخوفات الناخبين من فكرة وجود رئيس ديمقراطي في البيت الابيض وايضا أغلبية ديمقراطية عريضة في الكونغرس». وقام امس ماكين بجولة انتخابية في ولاية كولورادو وحضر ثلاثة تجمعات انتخابية احدها في مدينة دنفر عاصمة الولاية. وقالت صحيفة «دنفر بوست»، ان تركيز المرشح الجمهوري على قصة «جو السباك» اتاحت له تقليص الفارق مع اوباما في هذه الولاية، على الرغم من انه كان اوقف حملته الاعلانية في كولارادو التي تعتبر من الولايات المتأرجحة ويمثلها تسعة مندوبين، وصوتت لصالح الرئيس الحالي جورج بوش في انتخابات عامي 2000 و2004. لكن استطلاعات للرأي جرت اخيراً اظهرت ان اوباما يتقدم منافسه الجمهوري بخمس نقاط. وقالت صحيفة «دنفر بوست» إن حملة ماكين رصدت من جديد مبلغ 306 آلاف دولار للقيام بحملة دعائية في ثلاث من أكبر المحطات التلفزيونية في الولاية.

وأظهر استطلاع للرأي جرى امس في ولايتين من الولايات المتأرجحة، ان اوباما اصبح يتفوق على ماكين بنقطة واحدة في ولاية فلوريدا، حيث نال 48 بالمائة في حين حصل ماكين على 47 بالمائة، في وقت ابان الاستطلاع الذي أجرته «جامعة كيننيبيك» ان اوباما يتفوق على ماكين في ولاية اوهايو بحوالي 14 نقطة.

من جهة أخرى، اعلن حاكم ولاية مساتشوستس السابق الجمهوري وليام ويلد تأييده لاوباما وقال إن المرشح الديمقراطي اظهر استعدادا لتوحيد الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين، وقال ويلد في بيان وزعه باسمه: «اوباما هو المرشح القادر على تغيير سياستنا ويعيد ترميم صورة اميركا في العالم». وينضم ويلد الى جمهوريين آخرين اعلنوا في الايام الاخيرة دعمهم للمرشح الديمقراطي، وكان أبرزهم وزير الخارجية السابق كولن باول وحاكم ولاية مينسوتا السابق آرن كارلسون، ثم أخيراً سكوت ماكيلان المتحدث الصحافي الاسبق باسم البيت الابيض في عهد الرئيس الحالي جورج بوش.

الى ذلك، اعلن اوباما الذي امضى يوم امس في هونولولو عاصمة ولاية هاواي إنه غير متأكد ما إذا كانت جدته المريضة ستبقى على قيد الحياة حتى يوم الاقتراع. وكان اوباما قد علق حملته الانتخابية ليزور جدته مادلين جونهام، 85 سنة، بعد أن تدهورت صحتها، وقرر المستشفى الذي كانت تتلقى فيه العلاج إعادتها الى منزلها، وهو ما يشير الى ان علاجها اصبح ميؤوساً منه، خاصة بعد أن سقطت أخيراً وكسرت وركها.

وقال اوباما لشبكة «إيه بي سي» امس: «دون الخوض في التفاصيل أقول إنها مريضة للغاية، نحن لسنا واثقون، وانا لست واثقاً، ما إذا كانت ستبقى حتى يوم الانتخابات». وأضاف: «نحن نصلي جميعاً من أجلها ونأمل ان تبقى على قيد الحياة، لكن من بين الاشياء التي اريد تأكيدها انني اتيحت لي فرصة للجلوس بقربها والحديث معها، هي ما تزال يقظة، وما تزال تتوفر على قدراتها، وكنت أريد ان لا أضيع هذه الفرصة (فرصة الحديث مع جدته)». يشار الى ان مادلين جونهام التي ستحتفل بعيد ميلادها يوم غد الاحد، كانت تولت تربية اوباما حتى قبل ان تتوفى والدته بسبب مرض السرطان حيث لم تكن تتمتع بتغطية طبية كاملة مما جعلها تدخل في إشكالات مع المستشفيات قبل وفاتها على حد قول اوباما.

وقال اوباما إن كثيرين ارسلوا باقات ورد لجدته مشيرا الى انها «تلقت اخيراً تقديراً تستحقه في آواخر ايامها». يشار الى ان اوباما ولد في جزيرة هاواي، وكانت والدته التقت بزميلها الكيني حسين اوباما في هاواي وتزوجت منه وأنجبت باراك، بيد ان اوباما تركها وعاد الى بلاده حيث تزوجت الام من مهندس اندونيسي، وانتقل معهما اوباما لفترة اربع سنوات الى جاكارتا، لكنه عاد بعد ذلك ليتربى في كنف جدته التي أنفقت عليه وظلت تعمل في وظيفة متواضعة في بنك محلي من أجل هذا الغرض. ومن المقرر ان يستأنف اوباما اليوم (السبت) حملته الانتخابية بحضور تجمعات انتخابية في ولاية نيفادا.