طيف إيران يخيم على المفاوضات بين بغداد وواشنطن.. وأميركا تتهمها بـ«النفاق»

رايس: العراقيون قادرون على الدفاع عن مصالحهم ولا يحتاجون إلى مساعدة طهران

عربة «همفي» تابعة للجيش العراقي متوقفة قرب حشد من المصلين اثناء صلاة الجمعة في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ايران بـ«النفاق» وبالتدخل في شؤون العراق بشكل أضر بالعراقيين، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، اعتبر فيها ان مسودة الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والعراق تهدف الى ابقاء العراق ضعيفا والى مساعدة الولايات المتحدة على «نهب» البلاد. وقالت رايس في مؤتمر صحافي في المكسيك، عندما طلب منها الصحافيون التعليق على تلك التصريحات، «اعتقد ان العراقيين قادرون على الدفاع عن مصالحهم، من دون مساعدة الايرانيين». واضافت خلال زيارة الى بورت فالارتا، «لم تكن العلاقة (بين البلدين) اسعد العلاقات على الاطلاق». وافادت في المؤتمر المشترك مع نظيرتها المكسيكية باتريشا اسبينوسا، بان «الايرانيين يسلحون جماعات خاصة في الجنوب تقتل العراقيين الابرياء. ولذلك بصراحة انني لا آخذ تصريحاتهم على محمل الجد». ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، ان «هذه الاتفاقية جيدة»، في اشارة الى الاتفاق الامني الذي مر بأشهر من المفاوضات الصعبة بين الاميركيين والعراقيين.

وقالت رايس ان «هذا الاتفاق يحمي قواتنا المسلحة ويسمح لنا بمواصلة دعم العراقيين اثناء تعزيزهم المكاسب التي حققوها على الجانب الامني». واضافت ان «الاتفاق يحترم سيادة العراق بشكل تام». وتدعو مسودة الاتفاق الى سحب القوات الاميركية المقاتلة بنهاية عام 2011 وتتضمن تنازلات اميركية حول محاكمة جنودها الذين يتهمون بارتكاب «جرائم خطيرة»، عندما لا يكونون في الخدمة او خارج قواعدهم.

وقررت الحكومة العراقية الثلاثاء طلب ادخال تعديلات معينة على الاتفاق، مما اثار تحذيرات من كبار قادة الجيش الاميركي والشخصيات السياسية، حول مخاطر عدم التوصل الى اتفاق. وقالت رايس انها لم تطلع على اخر التطورات بشأن الاتفاق من الدبلوماسيين الاميركيين في العراق لانها مشغولة بالمحادثات مع اسبينوسا، التي تركزت على الجرائم المتعلقة بالمخدرات، اضافة الى القضايا التجارية والاقتصادية.

وينظم الاتفاق الامني المثير للجدل بين بغداد وواشنطن الوجود الاميركي في العراق ما بعد عام 2008 عندما ينتهي تفويض مجلس الأمن الدولي في 31 ديسمبر (كانون الاول) المقبل. ويقول سياسيون عراقيون ومحللون ان طيف ايران يلقي بظلاله على المفاوضات بين بغداد وواشنطن. ويقول وزير العلوم والتكنولوجيا رائد جاهد فهمي ان ايران «تتحرك بموجب مصالحها الوطنية وتعتبر الوجود الاميركي تهديدا. وبالتالي، فانها ترغب في مغادرة القوات ولا تريد في جميع الاحوال ان تدع الاميركيين بسلام». ويضيف فهمي الشيوعي المنشق عن قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، «خلال المفاوضات، حاولنا تهدئة مخاوف جيراننا. كنا حذرين جدا في المحادثات مع الاميركيين، لكيلا تبدو الاتفاقية مصدر تهديد ضد اي كان».

وفي هذا السياق، كشف وزير اخر رفض ذكر اسمه، ان الوزراء شددوا خلال جلسة الحكومة الثلاثاء الماضي لبحث آخر مسودة للاتفاقية التي طالب وزراء بادخال تعديلات عليها، على حق العراق في مراقبة «البريد»، اي المعدات المرسلة الى القوات الاميركية من اجل التأكد من عدم وجود تجهيزات تستخدم في التجسس او لشن هجوم على ايران.

وقال نائب من الائتلاف الشيعي الحاكم، ان الاجتماع شهد تبادلا حادا في وجهات النظر بين وزيرين حول دور ايران. واضاف «قال احدهما: ان هذا البلد لا يتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية، وهذا لم يعد مقبولا». وتابع «اجاب الثاني: يجب ألا نتهم ايران بالوقوف وراء كل ما يحدث»، مضيفــا ان «الأول رد قائلا: لا يــا اخي يجب ان يعرف الجميع هذا».