قائد مجموعة خاطفي الرهائن الصينيين: نحن أصحاب قضية ولسنا قطاع طرق

أبو حميد أكد في ثاني حوار مع «الشرق الأوسط» دخول قواته معارك مع الجيش السوداني وحذر من استخدام القوة

TT

اكد زعيم المجموعة، خاطفة الرهائن الصينيين، ابو حميد احمد دناي وهو قائد ميداني في حركة العدل والمساواة في منطقة جنوب كردفان، ان قواته اشتبكت صباح امس، مع الجيش السوداني في منطقة قريبة من حقول البترول، وان المعركة استمرت قرابة الساعة، نافيا وجود مفاوضات مع الحكومة، أو مع سلطات الولاية لاطلاق سراح الرهائن التسع. وقال دناي في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من احدى المناطق التي تسيطر عليها حركته، ان قواته قتلت 5 من جنود الحكومة وجرحت 25 اخرين، وتم أسر واحد، بينما قتل واحد فقط من جانب قواته. وحذر الحكومة من تكرار الهجوم على قواته، وقال ان زمام المبادرة العسكرية، لدى قواته، مشدداً على ان مطالب حركته سياسية تتعلق بتوزيع عادل للثروة، واحداث تنمية شاملة في الولاية، وتوفير فرص التعليم والصحة لابنائهم ودفع التهميش. وكرر ان شرط اطلاق الرهائن هو مغادرة الشركات الصينية المنطقة. واضاف ان مقاتليه الذين حدد عددهم باكثر من 2500 مقاتل الموجودين في 9 معسكرات، قادرون على مواجهة الحكومة وانهم في سبيل تحقيق مطالبهم يمكنهم ان يموتوا من اجلها. وتوقع ان تحدث معارك اخرى اكثر شراسة، وتابع «نحن جاهزون لاي معارك عسكرية وسنخوضها لاننا نطالب بحقوقنا». وتابع «قمنا بعملية الاختطاف من أجل رفع الظلم عن أهلنا.. ولن نقف عند هذا الحد، ولا تسألني عن الخطوة التالية». مؤكدا انهم اصحاب قضية وليسوا «قطاع طرق». وهذا نص الحوار:   * ما هي اخر التطورات الميدانية، وهل دخلتم في معارك عسكرية مع الجيش الحكومي؟ - نعم دخلنا في اشتباك مع قوات حكومية جاءت بعدد من السيارات لتحرير الصينيين، لكننا استطعنا دحر تلك القوات في معركة استمرت لساعة وقتلنا منهم 5 جنود وجرح منهم ايضا 25 واسرنا جنديا واستشهد من قواتنا واحد فقط، ونحن نمتلك زمام المبادرة ونحذر الحكومة من ارسال قوات في المنطقة ونتوقع ان ندخل في معارك اخرى معها.

* وكيف هو حال الرهائن الصينيين هل كانوا في ذات المنطقة؟ - نحن ابعدنا الصينيين الى مناطق لا تستطيع القوات الحكومية الوصول اليها، لكننا نحذرها اذا حاولت فان الرهائن سيتأذون من هذه المحاولة.

* هل انتم حركة مستقلة وجديدة في منطقة كردفان أم تنتمون الى اخرى في دارفور او اي منطقة في السودان؟

- نحن ننتمي الى حركة العدل والمساواة، انا قائد منطقة كردفان عن الحركة، ولسنا حركة مستقلة، نحن ننشد العدل في كل السودان وليس كردفان وحدها، ووراءنا جماهير كبيرة جداً، في المنطقة، يعني قبائل كثيرة وليست قبيلة واحدة.

* ما هو هدفكم من خطف الصينيين، هل وراء ذلك هدف سياسي أم لطلب المال عن طريق الفدية، خاصة انهم يعملون في شركة بترولية؟ - نعم اهدافنا سياسية، انا قلت لك اننا نمثل حركة العدل والمساواة في المنطقة، نحن لا نحتاج الى (فلوس) وقمنا بعمليتنا هذه من اجل حقوق اهلنا، وضد ظلم الحكومة في الخرطوم. الخرطوم تتحدث عن اننا نطالب باموال.. بمليار دولار.. هذا كذب. الحكومة دائما تستخف بحقوقنا، وشركات البترول في المنطقة تعمل من اجل الخرطوم فقط، ولا تعير اهلنا شيئا.

* معنى ذلك انكم تلقيتم تعليمات من قيادة حركة العدل والمساواة في خطف العمال الصينيين، أليس كذلك؟

- لن اقول لك تلقينا تعليمات ممن، انت تريد ان تطلع على الاسرار العسكرية، نحن قمنا بهذه العملية بمبادرة منا ولن نفشي لكم سر عملياتنا، نحن قمنا بهذه العملية لاهداف سياسية لكل السودان، ولن نقف عند هذا الحد، ولا تسألني عن الخطوة التالية.

* لكن الحكومة في الخرطوم تقول ان العملية التي قمت بها ومعك المجموعة من اجل توظيف (500) من ابنائكم من قبيلة المسيرية، التي تنتمي اليها في شركات البترول التي تعمل في المنطقة، ما صحة ذلك؟

- دع الخرطوم تقول ما تريده. هم قالوا اننا طالبنا بفدية واموال، ثم اننا نطالب بتوظيف ابنائنا المسيرية، اي الحديثين تصدق، أكرر لك اننا في حركة العدل والمساوة لدينا قضية في منطقة كردفان وانا قائد القطاع، لماذا تتعامل الحكومة مع المظلومين بهذا الاستخفاف؟

* ما ذنب شركات البترول والعمال الاجانب الذين يعملون فيها؟

- نحن حذرنا هذه الشركات اكثر من مرة وطالبناها بمغادرة المنطقة، وكذلك حذرنا الحكومة وطالبناها بايقاف استخراج البترول، ولكن كلاهما لم يسمع ما نقوله ونفذنا عملية من قبل وكانت بمثابة انذار لهما. الصين تدعم حكومة الخرطوم عسكرياً وتساعدها في تهميش منطقتنا، لكن قضيتنا مع الحكومة في الخرطوم وهي تتحمل نتائج ما يحدث في المنطقة والسودان بصفة عامة. والحكومة لا تفهم سوى هذه اللغة، والان قمنا بهذه العملية، نحن ندافع عن حقوق اهلنا، والخرطوم ظلمتنا، والبترول لم يفيدنا البتة، اننا مستعدون للموت من اجل حقوقنا.

* سبق لك ان عملت مع الحكومة في حرب الجنوب، يعني لديك معرفة في التعامل معها، ألم يكن لكم طريق غير الذي سلكتموه؟ - اي طريق تقصد، ان نذهب الى الخرطوم ونتحدث مع المسؤولين، نحن فعلنا ذلك والنتيجة كانت اللامبالاة، صحيح انا ومجموعة كبيرة من قبيلتنا المسيرية عملنا في الدفاع الشعبي وحاربنا مع الجيش السوداني لاكثر من (22) عاماً ضد الحركة الشعبية، التي تشارك الان في الحكومة، لدينا الكثير من الشهداء والجرحى والارامل واليتامى والمفقودين، كل هولاء لديهم حقوق، الحكومة كانت توعدهم لكنها لم تفعل شيئا، والبترول هم ينظرون اليه يستخرج وتستفيد منه هذه الشركات والحكومة في الخرطوم، قل لي امام هذا الظلم المزدوج كيف لنا ان نتعامل مع الظالمين. اسر كثيرة فقدت ابناءها، وما طالبناه اعطاؤنا حقوقنا.

* هل الان بينكم والحكومة مفاوضات لفك اسر الرهائن؟ - اذا كنت تود الاطمئنان على الرهائن هم بصحة جيدة ونقدم لهم افضل ما عندنا من طعام لانهم اسرى، اما المفاوضات مع الحكومة فليس هناك تفاوض مع الحكومة، ولدينا قضية معها وهي تعلم بها وعليها ان تكون صريحة معنا. لكن الحكومة تفكر في الحل العسكري، ونتحدى الحكومة في ان تأتي لمواجهتنا وقتالنا. اذا ارادوا سلامة العمال الصينيين التسعة عليهم التفكير جيداً.. اننا جاهزون ولدينا القوة العسكرية لضرب جيش الحكومة.. نحن اصحاب قضية ولسنا قطاع طرق.

* هل تتوقعون الدخول في معارك عسكرية مع الجيش الحكومي؟ - لا تفاوض مع الحكومة ما قلناه واضح، اما الجيش الحكومي فمعلوماتنا تقول انهم يستعدون للدخول في معارك عسكرية معنا، ونحن مستعدون لهم، كما ان لدينا هجوما اخر على مناطق البترول الاخرى. قضيتنا مع الحكومة وليس الشركات، لكن الصين تقف مع الحكومة، ومع ذلك هم ضيوفنا، فقط عليهم مغادرة المنطقة فورا.

* ما هي مطالبكم السياسية، هل لديكم قدرات عسكرية للدرجة التي تتحدون فيها الجيش الحكومي الذي لديه امكانيات اكبر؟ - مطالبنا التقسيم العادل للثروة في المنطقة واحداث تنمية شاملة. دعني اذكر لك شيئاً، قبل فترة قامت الاجهزة الامنية باعتقال اكثر من 12 شخصا من ابناء المنطقة وجرى تعذيبهم بحرقهم بالنار وتقييدهم لفترات طويلة لسبب بسيط انهم كانوا يسيرون بالقرب من مناطق البترول، وهي مناطقهم يسكنون فيها منذ آلاف السنين، هذه قصة حدثت قبل فترة قصيرة وهناك قصص اخرى فيها قتل لابنائنا، نحن لدينا مطالب ولن نصمت.

* لكنك لم تذكر تلك المطالب، يعني في ماذا تتمثل المطالب؟ - نحن في المقام الاول نطالب برفع الظلم عن كل السودان، هذه الحكومة ظالمة باكثر مما يتصوره انسان، عملنا معها ونندم على ذلك، نحن نطالب بمستشفيات ومدارس لتعليم ابنائنا، خاصة اننا من قبائل الرحل (تعمل في الرعي) وطرق تربط المناطق وتسهل السفر لاهلنا، المنطقة غنية بالثروة، لكننا لا نستفيد منها في المنطقة فهي تذهب الى الخرطوم  ولا نرى منها شيئاً.

* ما هي قوتكم وهل سبق لكم الدخول في معارك مع الجيش الحكومي؟ - مع ان سؤالك ممنوعة الاجابة عليه لسرية عملنا، لكن لدينا اكثر من 2500 مقاتل والان فتحنا 9 معسكرات، والاسلحة متوفرة نأخذها من جيش الحكومة، وسنهجم على معسكرات الجيش، ولا عذر لمن انذر، سنقاتل الحكومة حتى تحقق مطالبنا، وقد دخلنا من قبل في معارك عسكرية مع جيش الخرطوم واستولينا على عدد كبير من سيارات الجيش، وفي العملية الاخيرة التي اسرنا فيها الصينيين جاء موكبهم بـ3 سيارات هجمنا عليها واستولينا على 2، نحن اهدافنا واضحة وسنقدم ارواحنا ونموت من اجلها، ومن اجل حقوق اهلنا وهذا بلدنا وسندافع عنه.