السياسيون المخضرمون في إسرائيل «يلاعبون» لفني.. واللعبة لم تنته بعد

من يريد الوصول لرأس الهرم عليه أن يتمتع بصفات الحرباء والأفعى

TT

قرار حزب «شاس» وقف المفاوضات الائتلافية مع تسيبي لفني وعدم التحالف معها في الحكومة القادمة، هو حلقة أخرى من حلقات «اللعب السياسي» الذي يمارسه معها السياسيون المخضرمون من قادة الأحزاب الإسرائيلية. هو درس قاس في السياسة الحزبية يراد منه إفهامها بأن ما تدعيه من «طهارة سياسية» و«محاربة الفساد» و«القدوم بأجندة سياسية جديدة على اسرائيل» وغيرها.. ما هي إلا شعارات زائفة. وأن من يريد الوصول الى رأس الهرم القيادي في اسرائيل، عليه أن يتمتع بصفات الحرباء والأفعى، وليس بصفات «براءة الأطفال» و«نقاوة الثلج». باختصار يحاولون تعليمها درسا في السياسة على أصولها. والأهم من ذلك ان اللعبة لم تنته بعد. وأمام لفني فرص جديدة وألاعيب جديدة.

لقد أدى انسحاب «شاس» الى أزمة في جهودها لتشكيل الحكومة الجديدة. ومع ان رئيس «شاس»، ايلي يشاي، قال ان قرار حزبه نهائي، فإن هناك إشارات عديدة تفيد بأن مفاوضات غير رسمية تدور بين الحزبين في الوقت الذي كان فيه يبلغ الصحافة بقرار الانسحاب «النهائي». ولا يستبعد أن نراه في صبيحة الأحد يعلن: تراجعت «كديما» فغيرنا رأينا. لكن هذا الاحتمال ضعيف حاليا، لأن قرار «شاس» مربوط بحسابات أخرى غير الحسابات الاقتصادية وقضية القدس اللتين ادعوا بأن انسحابهم جاء بسببهما.

فرئيس هذا الحزب، يشاي، يخشى على مكانته في رئاسة الحزب. يهدده مؤسس الحزب ورئيسه السابق، أريه درعي. ودرعي هذا كان قد أمضى في السجن حوالي ثلاث سنوات بعد ادانته بتهمة اختلاس أموال الجمهور عندما كان وزيرا للداخلية. وبسبب ادانته وضعت على جبينه «وصمة عار»، وحسب القانون لا يستطيع العودة الى القيادة السياسية إلا بعد مرور سبع سنوات على خروجه من السجن. وبعد ثمانية شهور من الآن ستنتهي المدة وسيكون بإمكانه العودة والمطالبة بمركزه السابق. وهناك عدد من قادة الحزب من أنصار درعي ينتظرون عودته بفارغ الصبر، بينهم النائب أريه أتيس، الذي يعتبر من أقرب المقربين الى رئيس الحزب الروحي عوفاديا يوسيف. وما يفعله يشاي اليوم هو أن يدفع باتجاه اجراء انتخابات جديدة، تضمن له البقاء في رئاسة الحزب أربع سنوات أخرى. لذلك أقنع قيادة الحزب بأن يشترط على لفني تخصيص 400 مليون دولار مخصصات تأمين الأولاد وأن يشترط عليها أن لا تفاوض الفلسطينيين حول القدس. وهذه هي شروط تعجيزية. فوزارة المالية لا توافق على تخصيص مبلغ كبير كهذا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، والفلسطينيون لا يوافقون بأي شكل على مفاوضات من دون القدس.

أمام تسيبي لفني بقي خياران: تشكيل حكومة ذات أكثرية ضئيلة من دون «شاس» أو الذهاب الى انتخابات جديدة. بالنسبة للخيار الأول، تواجه معارضة جدية حتى من داخل حزبها. وبالنسبة للخيار الثاني، هناك خطر انقلاب سياسي جديد، حيث ان استطلاعات الرأي تجمع على ان الليكود هو الذي سيفوز في انتخابات قادمة. لذلك فإنها ستمضي نهاية الأسبوع في اقناع حزبها أولا بالتوجه الى حكومة صغيرة. وهناك أيضا تدخل في امتحان أعصاب قاس، قد يكون أقسى من آلام المخاض التي تعرفها جيدا كأم لولدين.