أمل والتقدمي الاشتراكي اجتمعا برئاسة بري وشروط في وجه المصالحة المسيحية

إيقاعات متباينة لمسارات المصالحات السياسية في لبنان

TT

تسلك المساعي المتصلة بموضوع المصالحات السياسية في لبنان مسارات وإيقاعات متباينة. ففي الوقت الذي تتقدم فيه بالنسبة الى الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط وحركة «أمل» برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي الوقت الذي ينتظر لقاء بين جنبلاط وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله «نضوج الترتيبات» فإن المصالحات على المسار المسيحي تبدو مؤجلة بسبب موقف «تيار المردة» وشروطه، فيما تبدي «القوات اللبنانية» رغبة في إتمام هذه المصالحة لأنها «قد تهدئ الجو قبل الانتخابات» النيابية.

فعلى صعيد المسار التصالحي لـ«أمل» و«التقدمي» استقبل الرئيس بري أمس وفداً من قيادة وكوادر التقدمي ضم النواب أكرم شهيب وعلاء الدين ترو وأيمن شقير، وأمين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض وعضوي مجلس القيادة الدكتور محمد ادريس وسرحان سرحان ومفوض الشؤون الداخلية الدكتور يحيى خميس ومفوض الاعلام رامي الريس ووكيل داخلية جرد عاليه زياد شيا ومفوض الشباب والرياضة زياد نصر.

وحضر عن حركة «أمل» النائبان علي بزي وناصر نصر الله، ورئيس المكتب السياسي جميل حايك وعضو المكتب السياسي محمد خواجة والمستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان وزياد الزين والدكتور علي رحال.

وفيما شدد بري على «التمسك باتفاق الطائف» مشيراً الى ان العلاقة بين «أمل» و«التقدمي» نقلت لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر العربي، قال فياض: «تأتي زيارتنا الى الرئيس بري في اطار استكمال اللقاءات التي تمت بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وتتويجاً لهذه اللقاءات وللاستماع الى ملاحظاته وآرائه. والزيارة تأتي أيضاً بعدما قطعت الجهود المشتركة للحركة والحزب شوطاً بعيداً في ترجمة قرار الانفتاح والتعاون بين مسؤولي القطاعات التنفيذية، الامر الذي انعكس ايجاباً على الارض وفي الوسط الشعبي الذي يحتضن الحركة والحزب في الجبل وفي كل المناطق اللبنانية وفي الوسط النقابي والتربوي والطلابي وفي مختلف القطاعات التي ننشط سوياً فيها».

وسئل: لماذا تأخر اللقاء الذي كان مقرراً بين النائب جنبلاط والنائب محمد رعد (حزب الله)؟ فأجاب: «اللقاء بين وليد جنبلاط وقيادة حزب الله سيتم في الوقت المناسب، عندما تنضج الترتيبات لهذا اللقاء». وعما اذا كان ذلك ينتظر اللقاء بين النائب سعد الحريري والسيد نصر الله، أجاب: «اللقاء بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصر الله مهم جداً. وكلنا ننتظر ان يحصل هذا اللقاء لما فيه من انعكاس ايجابي على الحركة السياسية وعلى أجواء المصالحة».

ونقلت مصادر مطلعة عن المجتمعين ان الرئيس بري شدد خلال استقباله وفد الحزب التقدمي على تعزيز نهج الحوار بين اللبنانيين، وقال: «ان العلاقة بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي يجب ان تكون قدوة للعلاقات والمصالحات بين الاطراف في المرحلة المقبلة. والأهم من الانتخابات هو الخروج منها بروح وطنية جامعة». وإذ شدد على «التمسك باتفاق الطائف بكل مندرجاته» أشار الى «أن العلاقة التاريخية بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي نقلت لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر العربي».

وعلى صعيد المصالحة المسيحية ـ المسيحية، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا: «كنا نتوقع أن تتم المصالحة بسرعة لأن موضوعها هو ان الاختلاف السياسي مقبول ويجب ألا يتحول الى خلاف عنفي بين أي طرفين على الساحة اللبنانية». وأوضح أن اعتذار رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» سمير جعجع عن الارتكابات خلال الحرب الاهلية «كان أخلاقياً وجدانياً وعن أخطاء ارتكبت ربما عن غير قصد». وأفاد: «لم يكن المعني بالاعتذار لا سليمان فرنجية ولا رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي ولا رئيس تيار الوحدة وئام وهاب ولا النائب السابق ناصر قنديل» لافتاً الى «أننا كقوات ننكر مسؤوليتنا عن مقتل رئيس الحكومة الاسبق رشيد كرامي، ونصر على هذا الانكار، ولكن اذا كان أهل كرامي أو فرنجية أو أي أحد تضرر مما قامت به القوات فنحن نعتذر. وبالمناسبة نحن نثمن كلام (النائب) ميشال المر عن قبوله الاعتذار». ورأى أن «من المجدي أن تحصل المصالحة قبل الانتخابات، لانها في لبنان تقليدياً تثير العصبيات لذلك فالمصالحة قد تهدئ الجو قبل الانتخابات».

في المقابل، قال رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية متهكماً، رداً على ما أعلنه بعض نواب كتلة «القوات اللبنانية» من أن سورية ضغطت عليه لعدم اتمام المصالحة: «انه ضغط باكستاني، لأن الرئيس الباكستاني أصبح من الطائفة الشيعية. ولهذا فإن الضغط هذه المرة جاء من باكستان. المصالحة في حاجة الى روح ونكهة. وعندما يكون من يطلب المصالحة بارداً وبلا روح ولا نكهة، فسيحصل على جواب كالذي حصل عليه. وعندما يصبح في طلبه للمصالحة روح ونكهة ويصبح في كلامه حياة ومعنى، إذ ذاك نحكي بالمصالحة». وعلى صعيد ذي صلة، قال النائب الياس عطا الله (قوى 14 آذار) ان فرنجية «يقوم بفرملة الايجابيات بشأن اللقاء بينه وبين الدكتور جعجع»، لافتاً الى أن «حديث فرنجية مفاجئ لاستخدامه لهجة عدوانية وغير لائقة في وقت تجرى محاولات لتخفيف التوتر القائم. وهذا يظهر كأن هناك عوامل دخلت على الخط ووضعت العصي في الدواليب وضربت الايجابية التي أظهرتها القوات اللبنانية».