ارتفاع ضحايا السيول في حضرموت والمهرة وإيواء آلاف المشردين

60 قتيلا وتضرر 1300 منزل وعودة الوضع نسبيا إلى طبيعته في شيبام

يمنيون ينظرون إلى الدمار الذي سببته السيول أمس (رويترز)
TT

انشغل اليمن على مدى اليومين الماضيين بمواجهة الأزمة التي حلت بالبلاد، اثر هطول الأمطار بغزارة على معظم المناطق اليمنية، وبخاصة على محافظتي حضرموت والمهرة بشرق اليمن، اللتين كانتا أكثر المناطق تضررا من السيول العاتية، بشريا وعلى مستوى البنية التحتية التي دمر معظمها بوادي حضرموت. وطار الرئيس علي عبد الله صالح إلى محافظة حضرموت، ثم محافظة المهرة التي وصلها أمس وأمر بسرعة تطويق الاوضاع التي تسببت بها الفيضانات، واعادة الخدمات الضرورية، التي دمرتها السيول وخاصة المياه والكهرباء للمواطنين، بينما قالت لجنة الطوارئ التي شكلها الرئيس صالح أول من أمس، إن عدد الضحايا البشرية كان اكثر من 60 ضحية، منهم أكثر من 50 شخصا في حضرموت وفي محافظة المهرة، بينما يجري انتشال عشرات الجثث من الوديان والسيول بمحافظة حضرموت. وقال الرئيس صالح للصحافيين أمس، ان 41 شخصا على الاقل توفوا وفقد 31 في السيول التي أغرقت مساحات كبيرة في جنوب شرق اليمن. ونفذت القوات المسلحة والأمن والدفاع المدني والمواطنين عمليات انقاذ لمن حاصرتهم السيول وشردتهم من منازلهم في تريم وسيؤون وساه ومناطق أخرى من محافظة حضرموت، إذ تم ايواء خمسة الاف شخص في مراكز ايواء للمواطنين، الذين تضرروا بفعل هذه السيول. ووفقا لمصادر رسمية فقد بلغ عدد المنازل المهدمة 789 منزلا في محافظة حضرموت و500 منزل في محافظة المهرة، وتهدمت عشرات المباني والمنشآت الحكومية بصورة كلية وجزئية وتسببت السيول في انقطاع الكهرباء والاتصالات والطرق والجسور وجرف السيارات والمركبات وغرق قوارب الصيد وجرف الاراضي الزراعية وطمر الابار ونفوق عدد كبير من المواشي والأغنام. وتمكنت فرق الانقاذ من اجلاء 2300 شخص و200 أسرة، وتم ايواؤهم في المدارس الحكومية. وانقذت فرق الانقاذ 53 شخصا، من ضمنهم مجموعة من السياح الالمان من الفيضانات والسيول الجارفة، ونقل السياح في مروحية عسكرية إلى منطقة بن عيفان. ومن جانبه قال محافظ حضرموت علي بن خزدم إن جميع الطرق والجسور والعبارات في مناطق سيحوت والخشن ومناطق أخرى من محافظة المهرة تضررت بشكل كبير، جراء تساقط الصخور عليها، كما أن الامدادات المائية التي تغذي مدينة الغيضة عاصمة المحافظة والمناطق المجاورة لها انقطعت منذ 4 أيام، بسبب اعطاب مواسير المياه جراء تدفق مياه السيول من وادي الجزع. وقال خودم إن أكثر من 447 من الصيادين فقدوا معداتهم للصيد وتضرر 31 قاربا وخمسة محركات وانقطاع 4 محطات للاتصالات في مديريات سيحوت، خشن وحصوين وحوف وشحن بسبب العطب الذي تعرض له كابل الالياف الضوئية بحضرموت، الذي يربط المهرة بمحافظة حضرموت. فيما لا تزال عمليات الانقاذ في سائر المحافظتين.

وكان الطقس لايزال رديئا أمس في المناطق الساحلية في جنوب شرق اليمن، حيث بدأت المساعدات تصل، لكن الغيوم انقشعت في بعض المناطق التي اجتاحتها الفيضانات والواقعة اكثر داخل البلاد بحسب بعض السكان.

وقد عاد الوضع الى طبيعته نسبيا أمس في شيبام المدينة الاثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي لابراجها المبنية من الاجر، كما اكد مسؤولون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان عضو من خلية الازمة التي تشكلت في المكلا قال الجمعة، ان هذه المدينة عزلت بسبب ارتفاع المياه وابنيتها القديمة مهددة بالانهيار.

وتقع شيبام، التي لا يقل عدد سكانها عن 20 الف نسمة، على بعد حوالى 450 كلم شمال شرق المكلا عاصمة محافظة حضرموت المطلة على بحر العرب وتسمى احيانا بـ«مانهاتن الصحراء» لهندستها. وقد شيدت هذه المدينة الاثرية التي يعود ثراؤها الى بيع البخور الذي ما زال يسوق، في القرن الثالث عشر لكن معظم ابنيتها الحالية تعود الى القرن السادس عشر. والابراج التي تغطي قممها بالطلاء لحمايتها من التفتت تتطلب صيانة مستمرة.

وفي جدة قالت منظمة المؤتمر الاسلامي أمس انها ستنظم حملة لاغاثة منكوبي الفيضانات في جنوب شرق اليمن، ودعت المجتمع الدولي الى التدخل من اجل اعانة ضحايا «الكارثة الوطنية». وقال بيان ان الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي كلف ادارة الشؤون الانسانية بالمنظمة تنظيم حملة عاجلة لاغاثة المنكوبين. واعرب احسان اوغلي عن اسفه للخسائر الجسيمة في الارواح والدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية. ووصف الوضع في جنوب شرق اليمن بانه «كارثة وطنية»، ودعا المجتمع الدولي والدول الاعضاء في المنظمة الى التدخل لاغاثة الضحايا وتقديم دعم عاجل لليمن. واعلنت الامارات العربية المتحدة امس مساعدة عاجلة لضحايا الفيضانات في اليمن.