سلفيون يعاودون اللقاء مع حزب الله: نريد هذه المرة لعب دور الأذكياء

«وثيقة التفاهم» معلقة والأولوية للإفراج عن موقوفين إسلاميين

TT

بعد تجربة مريرة أثارت الكثير من الغضب في الأوساط السنية اللبنانية، يعاود سلفيون لبنانيون اتصالاتهم العلنية بحزب الله، ويعلنون عن لقاء سيجمع الطرفين في بيروت ظهر غد في مكان لم يتم الإعلان عنه لأسباب أمنية. وكان هؤلاء السلفيون أنفسهم قد وقعوا و«ثيقة تفاهم» مع حزب الله يوم 18 أغسطس الفائت، واضطروا لتعليقها بعد ساعات على توقيعها، بسبب ما أثارته من ردود فعل غير مرحبة. ويتمثل الطرف السلفي بكل من الدكتور حسن الشهال رئيس «دعوة الإيمان والعدل والإحسان»، والشيخ صفوان الزعبي رئيس مجلس أمناء «جمعية وقف التراث» كما المستشار السياسي للجمعية الشيخ عبد الغفار الزعبي والدكتور بشار العجيل، بينما يتمثل حزب الله بالسيد إبراهيم أمين السيد، والشيخ عبد المجيد عمّار، والحاج محمد صالح، والحاج محمود قماطي. وفيما يتحدث السلفيون عن لقاء تشاوري لا يهدف على الإطلاق، في الفترة الحالية إلى تفعيل الوثيقة التي تم تعليقها، يعتبر آخرون أنه لقاء مهم للغاية في الظروف الحالية، وان بعض المشاركين في اللقاء من السلفيين يتمنون إعادة تفعيل هذه الوثيقة في أقرب وقت ممكن، لكن الظروف ما تزال غير مؤاتية. ويعلق الدكتور حسن الشهال بالقول: «نحن في أجواء تفسر فيه الأمور على أوجه غير صحيحة، لذلك فنحن هذه المرة لا نريد ان نلعب دور الأبطال، وإنما دور الأذكياء. فعندما لعبنا دور الأبطال وأخذنا المبادرة من أجل إصلاح ذات البين بين المسلمين اتهمنا بالخيانة، لذلك سنترك لغيرنا ان يقوم بهذا الدور وليتزعموا، ويرتبوا لقاءاتهم، ثم نلحق بهم، ونحن راضون بذلك». ولمح الشهال إلى لقاء مرتقب بين زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وكان تيار المستقبل من ابرز المعترضين على الوثيقة عند توقيعها. ويتحفظ الدكتور حسن الشهال على الكلام حول ما ستتم مناقشته من مواضيع خلال هذا اللقاء الذي سيجمع سلفيين بحزب الله، لكنه يعتبر ان من أولويات الحوار الآن، إقناع حزب الله بدعم موقوفين إسلاميين مسجونين في لبنان، تطالب عائلاتهم بإخلاء سبيلهم، وبعضهم أبرياء. ويقول الشهال: «لحزب الله كتلة مهمة في مجلس النواب بمقدورها ان تضغط لمساعدتنا في حلّ هذه المشكلة». يعتبر الشيخ عبد الغفار الزعبي، اللقاء مهماً، ويقول انه شخصياً سيطرح مواضيع مختلفة على رأسها المصالحة والتهدئة بين السنة والشيعة في لبنان. ويقول الزعبي: «لماذا يحل لتيار المستقبل ان يجتمع بحزب الله ويحرم علينا ذلك، ليهتموا من جانبهم بالسياسة وليتركوا لنا الأمور الدينية. ومن ناحيتي سأذهب لأتكلم عن الوحدة الوطنية والتفاهم والتعاون والمقاومة وعن أوثق العلاقات مع سورية». ولا يخفي الشيخ الزعبي انهم، أي الذاهبون إلى اللقاء، لا يمثلون غالبية في التيار السلفي، لكنه يقول: «نحن أصحاب الفكرة وقد بادرنا، وهناك من يؤيدوننا ويخشون الإعلان عن ذلك، ولو سمحوا لي سأقف على المنبر وأعلن عن أسمائهم وأرقام سجلاتهم». ويضيف الزعبي: «لو نجحنا في لقاءاتنا مع حزب الله فسنجد لهذا النجاح 100 أم وأب، ولو فشلنا فلنا الأجر». وجدير بالذكر ان التيار السلفي في لبنان يتخوف من توجيه اتهامات له في قضايا إرهاب. وقد حاولت شخصيات من هذا التيار فتح أقنية حوار مبكر مع المعارضة اللبنانية وحزب الله، لتهدئة الخواطر، لكنها اصطدمت بعوائق عديدة، نتيجة التشنج الطائفي السني ـ الشيعي.