رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، بالاهتمام الإسرائيلي «المتأخر» بالمبادرة العربية للسلام، وقال عباس اثناء اجتماعه مع نائب رئيس حكومة الأندلس في إسبانيا جسبار ثرياس في مكتبه برام الله إن «الاهتمام الإسرائيلي بتفاصيل المبادرة العربية للسلام جيد رغم تأخره أكثر من ست سنوات»، مؤكدا ان هذه المبادرة «تشكل مفتاح الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي». وكانت المبادرة قد أقرت من قبل القمة العربية في بيروت في عام 2002 وفق مبدأ الأرض مقابل السلام.
وتتعثر بشكل كبير مباحثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وكانت المباحثات قد فشلت بعد حوالي عام من انطلاقتها الاخيرة بعد مؤتمر انابوليس في تحقيق اي تقدم. وأشار عباس إلى العقبات التي تعترض عملية السلام «خاصة في ظل عدم وجود حكومة إسرائيلية وانتظار نتائج الانتخابات الأميركية».
والغى الفلسطينيون لقاء كان مقررا بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في منتصف الاسبوع الجاري. وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين ان لقاء مقررا الاثنين المقبل لمناقشة مفاوضات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة أجل نظرا لانشغال اسرائيل بالاوضاع السياسية الداخلية بدون ان يحدد موعدا اخر له.
ويعمل أولمرت كقائم باعمال رئيس الوزراء منذ استقالته في 21 سبتمبر (ايلول) الماضي بانتظار ان تشكل تسيبي ليفني التي انتخبت بعده، حكومة جديدة، او تذهب اسرائيل الى انتخابات مبكرة. وقال مساعدون لعباس ان الفلسطينيين، طلبوا تأجيل اللقاء، حتى لا يبدو تدخلا في الشؤون الداخلية الاسرائيلية. وكان عباس قد اعرب عن رغبته مؤخرا في مناقشة عرض افصح عنه اولمرت الشهر الماضي بانه يجب على اسرائيل أن تنسحب من كافة الاراضي تقريبا التي احتلت خلال حرب عام 1967 مقابل السلام مع الفلسطينيين وسورية.
ومن المفترض ان يذهب الرئيس الفلسطيني الى مصر اليوم ليلتقي بالرئيس المصري حسني مبارك غدا، ويناقش معه الافكار التي طرحها الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس مع مبارك في لقائهما الخميس الماضي في شرم الشيخ والمتعلقة بالمبادرة العربية للسلام. وسيذهب عباس بعد انتهاء لقاءاته في القاهرة الى المملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال نبيل عمرو سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية إن عباس سيبحث مع الملك عبد الله الأفكار التي طرحها بيريس بشأن المبادرة العربية. وكان بيريس قد أعلن عن قبول إسرائيل مبادرة السلام العربية، لكنه احدث جدلا بطلبه اجراء حوار حول مفهومها مما دعا الرئيس مبارك للتأكيد بأن المبادرة العربية ليست مطروحة للتفاوض.