الرجوب يعتبر افتتاح أول أستاد دولي فلسطيني أحد أشكال الاعتراف

الفلسطينيون ينظرون لزيارة رئيس «الفيفا» على أنها تاريخية.. وكرة القدم تشعرهم بأن لهم دولة ووطنا

TT

تذهب آلاء شطارة من رام الله، لتشجيع المنتخب الفلسطيني، اليوم، في أول مواجهة دولية له على أرضه مع المنتخب الأردني، مدفوعة بحب بلادها، أكثر من حبها لكرة القدم، وقالت «هذا شعور مختلف تماما، لأول مرة سأشجع منتخب بلادي على ارضي، اشعر أكثر من أي وقت مضى، أن لي دولة ووطنا». وحتى أمس، نفدت البطاقات الـ6000 التي خصصت لمشاهدة المباراة، التي ستقام على أول استاد دولي معترف به في الأراضي الفلسطينية. وسيحضر المباراة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جوزيف بلاتر، الى جانب رئيس الاتحاد الآسيوي، محمد بن همام، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض ورؤساء اتحادات عربية. وقال الصحافي الرياضي، يحيى نافع: «المباراة تكتسب أهمية استثنائية، انها أول مواجهة دولية للفريق الفلسطيني على أول ملعب دولي معترف به في فلسطين، هذا احد أشكال الاستقلال». وسيتم اليوم افتتاح استاد «الشهيد فيصل الحسيني»، احد ابرز شخصيات مدينة القدس، والمقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات. وسيفتتح بلاتر الملعب الدولي الذي يقع في ضاحية الرام القريبة من القدس، بقرب الجدار الذي يفصل القدس عن الضفة الغربية. وينظر الفلسطينيون باهتمام كبير لزيارة بلاتر، وحضوره مباراة منتخبهم الوطني. ويصفون زيارته بـ«التاريخية». وتعهد جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بأنه لن يقبل بعد السادس والعشرين من الشهر الحالي، بإقامة أية مباراة دولية، بيتية، للفرق او المنتخب الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية.

وقال الرجوب في مؤتمر صحافي في رام الله «لن يكون هناك مباراة بيتية لمنتخبنا مع اي فريق دولي، الا على الأراضي الفلسطينية، وأنا بعثت برسالة الى الاتحادات العربية أكدت فيها بان على العرب ان يدركوا ان فلسطين تحت الاحتلال شعبها حر في ارادته وانتمائه». وأضاف «لا نريد الحب لنا فقط، بل نريد مساعدة من العرب لتجسيد صمودنا هنا». واعتادت الفرق الفلسطينية، على اجراء مبارياتها المقررة على ارضها مع الفرق والمنتخبات العربية، على ملاعب في الدول العربية المجاورة، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة. وقال نافع «ستضطر اسرائيل لمنح المنتخبات العربية تصاريح للدخول الى فلسطين، هذا احد أشكال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا ربما أهم من أي تحرك سياسي اخر». ورغم الخلافات القائمة بين حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو (حزيران) 2007 بالقوة، وبين فتح التي تسيطر على الضفة الغربية، فان المنتخب الفلسطيني يضم لاعبين من غزة والضفة. ويتطلع اللواء الرجوب، الذي كان يرأس جهاز الأمن الوقائي لـ7 سنوات واحد اهم معارضي حركة حماس، الى كرة قدم تتجاوز الانقسامات السياسية. وقال «كرة القدم للجميع، واللاعب المهني هو الذي سيتم اختياره في المنتخب الفلسطيني، لا حماس ولا فتح، ولا ضفة ولا غزة». وأضاف «لا للتجاذبات السياسية، واسماعيل هنية (رئيس الوزراء المقال) رمز من رموز الرياضة الفلسطينية». وكان هنية يلعب في احد أندية غزة ولا يزال بين الفينة والأخرى يشارك في مباريات ودية في القطاع. ووصلت، الجمعة، في وقت متأخر، بعثة المنتخب الأردني لكرة القدم الى مدينة رام الله في الضفة الغربية الذي سيواجه المنتخب الفلسطيني اليوم. وكان من المفترض ان يصل الوفد يوم الخميس، إلا ان الإسرائيليين عطلوا وصوله بحجج تدقيق واستكمال بعض الأوراق. وقال مدير المنتخب الأردني احمد قطيشات «كل هذه المشقة تهون في سبيل تواجدنا هنا في الأراضي الفلسطينية، ونحن سعداء جدا بذلك». وقال الرجوب، الذي كان في استقبال البعثة الأردنية «هذه لحظة مهمة في تاريخ الرياضة الفلسطينية، وهي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب كروي عربي الى الأراضي الفلسطينية». وقال نافع «سنذهب جميعا لنهتف لمنتخبنا الوطني، نريد لفلسطين ان تفوز على أرضها، هذه مشاعر مختلطة يصعب وصفها».