واشنطن تجدد دعمها لأنقرة لمواجهة «العمال الكردستاني».. ومسؤول في الحزب: سنرد بحزم

قائد القوات الأميركية في العراق يزور تركيا ويتعهد بتقديم مساعدات تقنية واستخباراتية

TT

أعلن الجيش الأميركي امس ان قائد قوات التحالف في العراق الجنرال رايموند اوديرنو، قام بزيارة تركيا لمناقشة خطط التعاون في مواجهة المتمردين من حزب العمال الكردستاني. ومن جهته، تعهد المتحدث باسم الحزب باتخاذ «موقف حازم» حيال أي هجوم يستهدف عناصر الحزب.

وأفاد بيان بأن اوديرنو التقى الجنرال حسن اغسيز نائب رئيس هيئة الاركان التركية العامة أول من أمس. وتابع ان المحادثات تركزت على المساعدة المستمرة من جانب القوات الاميركية لتركيا في جهودها لمحاربة حزب العمال الكردستاني.

ونقل البيان عن اوديرنو قوله «ان حزب العمال الكردستاني هو منظمة ارهابية وارتكبت جرائم بشعة ضد الشعب التركي». واضاف «انني ملتزم العمل مع حكومتي تركيا والعراق لمنع وقوع مزيد من الفظاعات». وتعهد اوديرنو تقديم كل اشكال المساعدة التقنية وتبادل المعلومات لمساعدة الحلفاء ومنع وقوع مزيد من الهجمات. وقال «هناك امور يمكن القيام بها الآن، في المدى القصير، لحماية أرواح الأبرياء، ونحن ملتزمون دعم شركائنا الاتراك والعراقيين في هذا الاتجاه»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وردا على تصريحات اوديرنو، قال احمد دنيز مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد المنظومات الكردستانية ـ الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني ان «التعاون الاميركي ـ التركي في مختلف المجالات الامنية والسياسية والعسكرية ليس بالأمر الجديد وله جذور عميقة ولكن وتيرة هذا التعاون بين البلدين زادت مؤخرا بالضد من حزب العمال، والمعروف ان الولايات المتحدة دشنت عملياتها العسكرية في الشرق الاوسط بتقديم المساعدة الاستخباراتية لتركيا لاعتقال زعيم حزب العمال عبد الله اوجلان، ومن ثم بدأت بهجماتها العسكرية على افغانستان والعراق، ومن هنا يتضح ان واشنطن لها مواقف عدائية مسبقة ضد حزبنا، لذلك نحن لا نستغرب بل نتوقع التعاون الأمني والمخابراتي بين واشنطن وأنقرة». وتابع دنيز (41 عاما) لـ«الشرق الاوسط»، «لقد أثبتت التجربة العملية في العراق أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة مطاطية وبالشكل الذي ينسجم ومصالحها الخاصة فقط، فعندما اقتضت سياستها التعاون مع كرد العراق تعاونت معهم حتى حققت أغراضها في العراق والآن تقتضي مصلحتها التعاون مع تركيا ضد ايران فانها تفعل الشيء ذاته، وفي ضوء هذه الحقائق فان على الكرد وقواهم السياسية ان يدركوا أن واشنطن ليست جادة في حل القضية الكردية وليست مستعدة لحل هذه القضية على حساب مصلحتها وسياستها الخاصة في المنطقة». وبخصوص الاستعدادات التي يتخذها الحزب ومقاتلوه لمواجهة أي هجوم تركي ـ أميركي محتمل ضدهم قال دنيز «بالتأكيد اتخذنا ما يلزم من استعدادات لمواجهة اي هجوم من ذلك القبيل لاسيما وان الهجمات السياسية والعسكرية والإعلامية ضدنا مستمرة في مختلف الاتجاهات والأصعدة لعل ابرزها الهجوم النفسي والطبي على زعيمنا عبد الله اوجلان في السجون التركية، أي ان تركيا عندما تخطط لشن هجوم ضدنا فانها تبدأ من مهاجمة الزعيم اوجلان اولا للنيل من عزيمة المقاتلين، وإذا وقع أي هجوم من جانب تركيا فان شعبنا سيتخذ موقفا حازما حيالها لاسيما في الجزء الشمالي من كردستان أي كردستان تركيا، وهنا لا بد من الاشارة الى ان حزب العمال لم يشن هجماته على تركيا بعد، ولكن اذا دعت الضرورة الى ذلك فسيفعل وعندها ستتغير موازين القوى حتما». من جانبها، جددت حكومة اقليم كردستان التأكيد ثانية على أهمية الخيار السلمي والحوار العقلاني لحل قضية حزب العمال الكردستاني، إذ قال فلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية (بمثابة وزارة الخارجية) في حكومة اقليم كردستان، ان «حكومة الإقليم تأمل في ان تحتكم تركيا الى منطق الحوار والسلام في تعاطيها مع هذه القضية، وان تفكر جديا في حل سياسي دائم لمسألة حزب العمال، كما وتتمنى ان تتغاضى انقرة عن الخيار العسكري».

الذي أثبت مرارا عجزه عن حل هذه المشكلة العويصة»، وتابع في تصريح خاص لـ«الشرق الاوسط» أن «التعاون التركي ـ الاميركي سواء في المجال العسكري او الأمني أمر طبيعي لأنهما دولتان حليفتان ولهما مصالح مشتركة».