تعيين بلجيكية أول إمام في أوروبا

ليس لها الحق في أن تعتلي المنبر أو تؤم المصلين

TT

على الرغم من أن البعض اعتبرها سابقة هي الأولى من نوعها، بعد أن عينت إدارة مسجد في جنوب بلجيكا، امرأة في منصب الإمام، من دون أن يكون لها الحق في أن تعتلي المنبر، أو تؤم المصلين، في التزام واضح بالقواعد الشرعية، الا أن الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، ترفض الاعتراف بهذه الخطوة، من منطلق ان الأمور لم تحدث بشكل قانوني رسمي، لأن تعيين الإمام لا يمكن ان يكون الا عن طريق الهيئة التنفيذية، التي ترعى شؤون المسلمين في بلجيكا، وفي الوقت نفسه اشاد البعض الآخر بالخطوة، وقيل انها لقيت ترحيبا كبيرا من جانب رابطة مسلمي بلجيكا. جاء ذلك بعد أن عين مسجد «الصحابة» بمدينة فرفيار جنوب بلجيكا، هوارية فتاح في منصب الإمام من جملة 3 اختارهم مجلس إدارة المسجد، لاعتمادهم من قبل وزارة العدل البلجيكية، التي تشرف على قطاع الأديان. وبعد أن نقلت تقارير اعلامية عن عبد الجليل الحجاجي مدير مسجد الصحابة قوله، إن «الخطوة التي أقدم عليها مسجد الصحابة، تعد رائدة في تمكين النساء من حقهن في أن يكن رائدات في المجال المسجدي والدعوي، من دون أن يخرجن عن القواعد الشرعية».

وأضاف أن «اختيارنا لهوارية فتاح في هذا المنصب، نابع من قناعتنا الإسلامية، التي تقول لنا إنه لا فرق بين المسلم والمسلمة في الإسلام، إلا انطلاقا من مبدأ التقوى». لكنه شدد على أن تمكين هوارية من هذا المنصب «لا يعني أنه سيكون لها أن تعتلي المنبر لخطبة صلاة الجمعة، أو أن تؤم المصلين في أي صلاة؛ ولكن دورها سيتركز على الإشراف على العمل الدعوي والترشيدي في المسجد، وداخل القطاع النسائي».

وفي السياق ذاته، لفت الحجاجي إلى أنه بتولي هذا المنصب تعد هوارية فتاح، أول إمامة في أوروبا. وتتحدر هوارية فتاح، 35 سنة، من أم بلجيكية وأب جزائري، وهي أم لثلاثة أطفال، وقد حصلت على الأستاذية في العلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية، وعملت في السابق في أحد مساجد جهة فرفيار، كمرشدة تهتم بالقطاع النسائي». ولكن نور الدين الطويل رئيس التجمع العام للمسلمين داخل الهيئة التنفيذية، قال لـ«الشرق الأوسط» أمس، «انه لم يتقدم احد الى الهيئة بطلب رسمي، لتعيين سيدة في منصب الإمام، وسيرفض أي طلب يقدم للجهات الرسمية البلجيكية، حول هذا الصدد، ما لم يقدم عبر الهيئة التنفيذية لأن وزارة العدل البلجيكية، التي تشرف على ملفات الأديان، اعترفت بالهيئة التنفيذية الحالية في مارس (آذار) الماضي برئاسة التركي شمس اوغرلو، ونور الدين بن سعيد الطويل رئيسا للمجمع أو الجمعية العامة. وكل مساجد بلجيكا تعلم ذلك».

ويضيف نور الدين «نحن ليس لدينا علم بما يحدث، وللاسف لم يعترف بكل المساجد في بلجيكا، بل هناك البعض الذي يعامل معاملة الجمعيات، واجمالي المساجد المعترف بها هي 46 مسجدا في منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية، و6 مساجد في منطقة بروكسل العاصمة، و7 مساجد في منطقة فلاندرا الناطقة بالفلامنية، وربما تكون احدى الجمعيات هي التي قامت بتعيين تلك السيدة داخلها، ولكن ليس امامة في مسجد معترفا بها، واذا اعتبرها البعض اماما في المسجد، فلن يقبل ذلك من طرفنا، الا بعد أن يكون الأمر قد جرى بالطريقة القانونية، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد». أما عن الاشادة بهذه الخطوة من خلال رابطة مسلمي بلجيكا، فقد قال نور الدين «الرابطة مشكورة لها نشاط جيد، ولكن لا أحد يملك الحديث باسم المسلمين في بلجيكا، سوى الهيئة التنفيذية التي ترعى شؤون الجاليات المسلمة والمسلمين بشكل عام في الدولة البلجيكية، ورابطة المسلمين ليست جهة رسمية حتى تتحدث باسم المسلمين». وكان تعيين هوارية في منصب الإمام، قد قوبل بترحيب شديد من رابطة مسلمي بلجيكا. وقال كريم شملال رئيس الرابطة لـ«إسلام أون لاين»: «نحن نستحسن ونثمن مثل هذه الخطوة، ونعتقد أن المسجد ـ وهو أحد المساجد التي تنتمني لرابطتنا ـ قام بخطوة ذكية من شأنها أن تبرز الوجه المشرق لديننا الحنيف، كما نثمن تقبل السلطات البلجيكية لهذه الخطوة».