العرب يقررون المشاركة في كافة اجتماعات الاتحاد المتوسطي.. وموسى «مصدوم» من الموقف الأوروبي

الجامعة: إرجاء الأردن عقد المؤتمر الأوروبي المتوسطي حول المياه جاء التزاماً بالموقف العربي

TT

في الوقت الذي أُرْجِئَ فيه عقد المؤتمر الأوروبي المتوسطي حول المياه يوم الأربعاء المقبل بالأردن إلى موعد لم يحدد بعد بسبب ما قيل إنه «توترات بين جامعة الدول العربية وإسرائيل»، أعلنت الجامعة العربية أنها سوف تشارك في كافة الاجتماعات التي تعقد فى إطار الاتحاد من أجل المتوسط، نظرا لمكانتها وثقلها ودورها المحوري فى استتباب الأمن والاستقرار فى حوض البحر المتوسط.

وعقب اجتماع عقد أمس بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة ضم منسقي الدول العربية الأعضاء فى مسار الاتحاد من أجل المتوسط، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن «صدمته لتبني عدد من الدول الأوروبية وجهة النظر الإسرائيلية»، وأكد موسى أن «الجامعة العربية ستشارك في اجتماع مرسيليا». ومنحت الجامعة العربية عند اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط في 13 يوليو (تموز) صفة مراقب في هذا الاتحاد، ولكن الاسرائيليين والعرب اختلفوا على تفسير هذه الصفة. وأكد مسؤول كبير في الخارجية الاسرائيلية مؤخرا ان الجامعة العربية «حيثما تشارك تعمل ضد الفكرة التي تأسس من اجلها الاتحاد من اجل المتوسط، ألا وهي التعاون. انها تسعى الى طرد اسرائيل من الاتحاد».

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية «إن الجامعة في الاتحاد من أجل المتوسط، وجهة النظر العربية تجاه العديد من القضايا السياسية، والمجالات الأخرى وهناك مسائل من المهم التعامل معها في إطار التوجه العربي العام، بما يضمن تحقيق المصالح العربية». وقال «إن إعلان الأردن أمس عن إرجاء عقد المؤتمر الأورومتوسطي حول المياه جاء التزاماً بالموقف العربي، ونحن نرحب بهذا الإرجاء إلى أن يتم التوصل إلى تفاهم حول مشاركة الجامعة العربية، وبحيث لا يكون لإسرائيل الغلبة داخل الاتحاد من أجل المتوسط». وأضاف «ان إسرائيل تخالف ما اتفق عليه في باريس ونحن نصر على تنفيذ التفاهمات التي تمت في باريس، وبشكل عام فإن هذا لن يثني الجامعة العربية عن المشاركة في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط وطرح وجهة النظر العربية والدفاع عنها، وعلى الجانب الآخر أن يحسم موقفه بشأن ما اتفق عليه».

وأشار إلى أن الجامعة العربية معنية بتطوير التعاون الأوروبي المتوسطي مع الدول العربية على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. وحول رأي الخارجية الاسرائيلية بشأن مشاركة الجامعة العربية قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية نفى ذلك قائلا «إنهم يرون أي انتقاد لسياساتهم خاصة فيما يتعلق بالحصار والقتل والتخريب.. أمرا ضد التعاون، وهذا لن يثني الجامعة العربية عن موقفها إزاء هذه السياسات». من جانبها، قالت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان مساعدة وزيرة الخارجية المصري، منسق الجانب العربي فى إطار «عملية برشلونة ـ الاتحاد من أجل المتوسط» فى مؤتمر صحافي «إنه تم الاتفاق على موقف عربي واحد قوي ونحن متجهون لاجتماع مرسيليا الذي يعقد فى 3 و4 نوفمبر المقبل بين وزراء خارجية الدول الأعضاء فى عملية برشلونة للشراكة الأوروبية المتوسطية فى صيغتها الجديدة المعروفة باسم «الاتحاد من أجل المتوسط».

وأضافت السفيرة فاطمة الزهراء «اتفقنا جميعا على أن جامعة الدول العربية ستشارك في الاجتماعات لمكانتها وثقلها ودورها المحوري فى دفع جهود استتباب الأمن والاستقرار فى المتوسط، وثانيا لنشاطها الكثيف فى مجالات فنية عديدة سواء الطاقة أو الإيصالات أو مكافحة الإرهاب، وستحضر كافة الاجتماعات مع الدول العربية الواقعة جنوب المتوسط».

وقالت «إن الجامعة العربية هي التي أطلقت المبادرة العربية للسلام، فمن البديهي أن تحضر ذلك الإطار الجديد القديم للشراكة الأورومتوسطية «الاتحاد من أجل المتوسط»، مشيرة إلى أنه يجرى صياغة موقف عربي قوي بشأن عملية التسوية فى الشرق الأوسط يعبر عن التمسك العربي بمرجعيات السلام والمبادرة العربية للسلام.

وحول كيفية التعامل عمليا مع ما يقال عن فيتو إسرائيلي إزاء مشاركة الجامعة العربية فى الاتحاد من أجل المتوسط، قالت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان «إن ذلك سيتم من خلال اتخاذ موقف عربي واحد متماسك صلب وصلد».