الجميل: أين الدولة اللبنانية؟

ردا على تسليم قوى الأمن موقوفين إلى حزب الله

TT

استغرب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ما نشرته وسائل الاعلام من أن قوى الامن الداخلي سلمت «حزب الله» 21 عنصراً من «جبهة العمل الاسلامي» التي يرئسها الداعية فتحي يكن كانوا أوقفوا بعدما قدموا من الشمال وتجمعوا في منطقة الاوزاعي (المدخل الجنوبي لبيروت) تمهيداً لنقلهم الى أحد معسكرات التدريب التي يديرها الحزب. وسأل عن «مسار الامور عندنا» و«أين ينتهي دور القوى الامنية الشرعية وأين يبدأ دور الاطراف الاخرى؟». كما طرح السؤال الكبير «أين الدولة؟».

وقال الجميل، في تصريح أدلى به أمس: «طالعتنا أخبار بأن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي القيا القبض على عناصر مسلحة تابعة لتنظيم أصولي من الشمال، بكامل سلاحها، وبالجرم المشهود. وكنا نتصور أنه سيتم تحويل تلك العناصر للمحاكمة وإجراء المزيد من التحقيقات معها. ولكن تبين أن القوى الأمنية سلمتها الى حزب الله. وهذا شيء مستغرب. عادة يسلم تنظيم مسلح الدولة مسلحيه، وليس العكس. ونريد جوابا عن هذا الموضوع. ونتمنى أن نعرف ماذا يحصل، لأن هذا يفسر أكثر فأكثر الأحداث التي تحصل في الشمال والتي أصبحنا ننظر اليها بمنظار آخر، فتدفق السلاح في هذا الشكل وقيام المسلحين بالعمليات الحربية والعسكرية، يظهران أكثر فأكثر أن الامر عمل منظم ومدروس وليس عفويا». وأضاف: «نحن نسأل عن مسار الأمور عندنا، أين ينتهي دور القوى الأمنية الشرعية وأين يبدأ دور الأطراف الأخرى على الساحة الوطنية؟ والمؤسف أن كل ذلك يتم على مرأى من الدولة وبالشكل الذي لمسناه في الفترة الأخيرة. المفروض أن يعيد هذا الموضوع النظر في كثير من الأمور وخصوصا في دور حزب الله. فهل تجاوز دوره قضية تحرير الأرض وأصبح اليوم يريد تحرير الإنسان؟ لا نفهم ماذا يجري من خلال التدريبات التي نسمع عنها أكثر فأكثر ليس فقط في الجنوب، إنما في مناطق خارج الجنوب. وهذا كله يثير قلقا كبيرا لدى اللبنانيين. والسؤال الكبير الذي يُسأل هو:أين الدولة؟».

على صعيد آخر، انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أمس، زيارة النائب ميشال عون الى طهران، متسائلا عن «سبب تبدل موقف الجنرال الذي كان في ما مضى الى جانب العراق وصدام (حسين) ثم اصبح مرة واحدة الى جانب ايران». وقال: «الانتخابات على الابواب وهي تحتاج الى مال كثير، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. وبعدما كانت اميركا هي قبلة الجنرال وكان يقف على ابواب الكونغرس ليطالب بمحاسبة سورية وحزب الله، إذ به، بكل بساطة وسهولة، يصبح مطبلا ومزمرا لايران وسورية».

وبعد ظهر امس رد مصدر إعلامي في حزب الله على الرئيس الجميل بتصريح لفت فيه نظره «إلى ضرورة التدقيق والتأكد من المعلومات التي يبني عليها مواقفه وتصريحاته خصوصا عندما تكون غير صحيحة».

وقال الحزب انه استنادا إلى ما نشر من تصريح لمصدر امني رسمي فإن القصة التي يشير إليها الجميل تتعلق «بالاشتباه بمجموعة من المواطنين في منطقة الاوزاعي من قبل احد الأجهزة العسكرية قبل أيام عدة، وبعد توقيفها تبين أنها غير مسلحة ولا تقوم بما يخالف القانون بأي شيء. وعند التأكد من ذلك تم إطلاق سراحهم بشكل طبيعي ومن دون أن يتسلّمهم حزب الله كما زعم الرئيس الأسبق».