صيام: ورقة القوات العربية سقطت.. بماذا يخوفوننا؟

حماس والجهاد تشرعان في لقاءات تنسيقية لبحث جهود المصالحة والورقة المصرية

TT

قال وزير الداخلية في الحكومة المقالة بغزة سعيد صيام إن فرص نجاح الحوار في القاهرة يتوقف على عدم تدخل جهات خارجية لإفشاله وعلى «لجم أصوات النشاز» صاحبة التجربة في تكريس الفرقة وشق الصف الفلسطيني. وخلال لقائه بالصحافيين من بينهم مراسل «الشرق الأوسط» الليلة قبل الماضية، أكد صيام أن حركة حماس تصر على حل جميع القضايا الخلافية العالقة رزمة واحدة بدون تأجيل، على أن يتم تطبيق ما يتفق عليه في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً لا في القطاع فحسب، مشدداً على أن حماس أبلغت الحكومة المصرية بموقفها هذا. وعزا صيام تعاظم الجهود المبذولة لوضع حد لحالة الانقسام إلى قرب انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الى جانب صمود اهل غزة في وجه الحصار، ناهيك عن شعور الكثير من الأطراف بالحرج بفعل الفعاليات التي نفذت من أجل كسر الحصار. وأشار صيام الى أنه تم في البداية تخويف حماس بإرسال قوات عربية الى غزة، متسائلاً «بماذا يخوفوننا، فهل هناك أكثر من تعطيل قطاع الصحة وموت المرضى، موضحا أن ورقة القوات العربية سقطت. واستدرك صيام قائلاً إن حركته لا ترفض الاستفادة من خبراء عرب في جميع المجالات، وضمنها المجالات الأمنية. وسخر صيام من التهديد باعلان غزة «إقليما متمردا»، قائلاً «نحن نمثل السلطة، ولنا ثلثا المجلس التشريعي والحكومة فعلى من نتمرد». واعتبر أن الحوار غير المشروط يمثل «أقصر الطرق للوصول الى قواسم مشتركة بهدف انهاء حالة الانقسام»، متهماً حركة فتح بإعاقة الحوار عبر وضع المزيد من الشروط قبل البدء فيه، عازياً ذلك الى وجود فيتو إقليمي وفلسطيني. وتعهد صيام بأن تبذل حركته مرونة كبيرة من اجل انجاح الحوار، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية، مشيراً الى أن حماس تخلت خلال اتفاق مكة عن الوزارات السيادية «ولم تقف عند حصتها واننا لن نقف عند الأشخاص ولا المواقع بل عند المواقف»، على حد تعبيره. وحذر من خطر أزمة سياسية داخلية في حال لم تتحقق المصالحة، مؤكد أن حماس والحكومة «ستكون الأقل تضرراً من هذه الأزمة».

من ناحيته استبعد محمود الزهار القيادي البارز في الحركة أن تجري القيادة المصرية تعديلات على مسودة مشروع المصالحة رغم التحفظات التي أبدتها بعض الفصائل. وقال الزهار في معبر رفح لدى عودته من مصر «نحن أبدينا تحفظات لكننا نستبعد إجراء تعديلات عليها لأن المصريين يرون أنها تلبي رغبة كل الأطراف». وأكد الزهار ان حماس ستناقش هذا الأمر داخل الحركة ومع الفصائل الأخرى.

وأوضح أن من بين القضايا التي طرحتها حماس هي مرجعية اللجان المشرفة، واقترحت أن تكون مصر وعدد من الدول العربية متفق حولها لمتابعة هذا الموضوع. وقال «اعترضنا على عبارة منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد ورأينا أنه بعد إعادة تشكيلها وتطويرها وتفعيلها، وتمثيلها لجميع الفصائل الفاعلة من بينها حماس والجهاد الإسلامي، مؤكدا أنه لا توجد ضمانات لنجاح الحوار وجهود المصالحة. وأشار الزهار الى أن الأوضاع في غزة لن تعود الى ما كانت عليه، موضحاً أن هناك واقعا جديدا يجب احترامه والتعامل معه، ومن سيحاول تعطيل هذا الاتفاق سيتحمل المسؤولية. وفي ما تعتبر خطوة تنسيقية عاجلة بشأن مستقبل الحوار، بحث وفدان من «حماس» و«الجهاد الإسلامي الليلة قبل الماضية جهود المصالحة والمسودة المصرية. وشارك في الاجتماع عن حماس خليل الحية وإسماعيل رضوان وجمال أبو هاشم وأيمن طه، بينما شارك عن الجهاد محمد الهندي وخضر حبيب وجميل يوسف ومحمد الحرازين.

وقال الحية عقب الاجتماع «إن هذا اللقاء يأتي ضمن اللقاءات المستمرة بين قيادات الحركتين لتنسيق المواقف بينهما في كل ما يتعلق بالوضع الفلسطيني». وأضاف أن «اللقاء جاء ضمن اللقاءات المستمرة، التي تثبت قوة ومتانة العلاقات بين الحركتين، التي تشهد علاقتهما أفضل أيامها وظروفها، وأيضا اللقاء جاء لتنسيق المواقف والنقاش حول مجمل الوضع وكل ما يتعلق بالمشروع الوطني الفلسطيني».

وأكد الحية أن حماس تجري لقاءات مع قيادة الجهاد في الداخل والخارج، حيث كان هناك لقاء مثمر مع الأمين العام للجهاد رمضان شلح مؤخرا «ناقشنا خلاله القضايا المشتركة ورتبنا الأولويات التي تحيط بشعبنا ومقاومته». وقال الهندي إنهما بحثا ملاحظات الحركتين حول على الورقة المصرية التي يوجد ثمة اتفاق حول معظم الملاحظات عليها، خاصة فيما يتعلق بحق الفصائل في ممارسة الجهاد والمقاومة، وكذلك ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة لعام 2005».