إندونيسيا تواجه اختبارا مع اقتراب موعد إعدام منفذي تفجيرات بالي

أستراليا تحذر رعاياها من تهديدات إرهابية محتملة في إندونيسيا

TT

من المرجح ان تواجه اندونيسيا اختبارا بشأن قدرتها على كبح جماح التشدد الاصولي قريبا مع اعدام منفذي تفجير ناديين ليليين في بالي في هجومين راح ضحيتهما 202 شخص عام 2002. وأضحى منفذو التفجير الثلاثة وهم امروزي ومخلص والامام سامودرا من الشخصيات الشهيرة في وسائل الاعلام خلال سنوات انتظارهم تنفيذ حكم الاعدام.

والاعدام رميا بالرصاص قد يجعل منهم شهداء في اعين الجماعات الاسلامية المتشددة التي تمثل اقلية صغيرة ولكنها مسموعة الصوت في اندونيسيا العلمانية التي تقطنها اغلبية مسلمة.

ويتوقع ان يرافق مئات بل آلاف من مؤيدي منفذي تفجيرات بالي جثامين الثلاثة عند نقلها من السجن الى بلداتهم لدفنها. وربما تنقل السلطات الجثامين بطائرات هليكوبتر لتفادي مصادمات بين انصارهم والشرطة. وقال سيدني جونز الخبير الامني في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في جاكرتا: «في وجود مئات الانصار وتأجج المشاعر قد ترى حشودا من الغوغاء تلقى الحجارة على رجال الشرطة ومراكز الشرطة أو اي رموز اخرى للحكومة». ودمرت تفجيرات بالي صناعة السياحة في الجزيرة وكانت بمثابة انذار لاندونيسيا بشأن تهديد الجماعة الاسلامية المتشددة التي تسعى لاقامة خلافة اسلامية في جنوب شرقي آسيا. ودبرت الجماعة الاسلامية ونفذت العديد من الهجمات الاخرى في المنطقة وفجرت السفارة الاسترالية وفندق ماريوت في جاكرتا ومطاعم على شواطئ بالي ليجد الحلفاء الغربيون أنفسهم فجأة أمام جبهة ثانية في الحرب على الارهاب. ولكن رد فعل جاكرتا كان سريعا. وأجرت اتصالات امنية مع استراليا والولايات المتحدة وتلقت مساعدة في استخدام التكنولوجيا المتطورة واساليب المراقبة الا ان الخطوة الاكثر اثارة للجدل كانت اجراء محادثات مع اعضاء في الجماعات المتشددة. ويقول مسؤولون انه القي القبض على 450 متشددا وحوكم أكثر من 300 منهم مما ساهم في عدم حدوث هجوم كبير في اكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا منذ عام 2005. غير ان هذا لا يعني ان الخطر لم يعد قائما اذ لا يزال بعض قادة الجماعة ومن بينهم نور الدين محمد توب طلقاء بينما تفرز بعض الجماعات المتطرفة مزيدا من المتشددين. وقال ناصر عباس وهو قائد سابق للجماعة يرتبط بعلاقة مصاهرة مع احد منفذي تفجير بالي ويساعد الشرطة الاندونيسية حاليا: «ينبغي ان تكون اندونيسيا في حالة تأهب طالما نور الدين طليقا لانه ذكر في إحدى المرات انه ينوي شن هجوم كل عام ما دام حيا». ويوم الثلاثاء الماضي اعلنت الشرطة انها احبطت محاولة لتفجير منشأة لتخزين النفط في جاكرتا عقب مداهمة منازل في جاكرتا وبوجور في جاوة الغربية. وحولت الجماعة الاسلامية اهتمامها من اهداف غربية الى اهداف محلية جنوب شرقي آسيا مثل الوكالات الحكومية والشرطة الا ان جونز يقول ان بعض الجماعات المنشقة ما زالت تمثل خطرا على المصالح الاجنبية رغم الافتقار للخبرة، والاغلبية العظمى من الاندونيسيين معتدلة ولا تدعم أعمال العنف التي ينفذها متشددون.