كابل تنظم شركات الأمن.. وقلق على سلامة الأجانب

بعد مقتل بريطاني وجنوب أفريقي بنيران حارسهما الأفغاني

سيارة همفي الأميركية تنطلق بمحاذاة دبابة فرنسية من طراز «إيه إم اكس 10» في موقع متقدم لقوات الناتو بولاية نجراب بأفغانستان ضمن استعدادات لمحاربة عناصر طالبان (أ.ف.ب)
TT

ذكرت وزارة الداخلية الأفغانية امس أن الأجنبيين الاثنين اللذين قتلا في كابل اول من أمس لقيا مصرعهما برصاص حارسهما الأفغاني قبل أن ينتحر.

وكان المواطنان الجنوب أفريقي والبريطاني اللذان يعملان كمدير ونائب مدير في شركة «دي.إتش.إل» الدولية لخدمات البريد والشحن البحري قد لقيا حتفهما بالرصاص أمام مقر عملهما في وسط كابل.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري «أظهر تحقيقنا أن أحد الحراس الأفغان الذي كان يتولى الحراسة صباح أمس فتح النيران على مدير الشركة ونائبه لدى وصول سيارتهما إلى المكتب وارداهما قتيلين على الفور». وقال بشاري إن «التحقيق أيضا وجد أن الحارس انتحر بعد ذلك حيث أطلق الرصاص على عنقه». وأضاف إنه جرى إطلاق سراح 13 شخصا ومن بينهم موظفين فى شركة الخدمات البريدية الدولية وأفراد حرس بعدما ألقت الشرطة القبض عليهم في إطار التحقيق. وقال بشاري «لم يتضح بعد ما إذا كان الحارس قد تم تجنيده لتنفيذ عملية القتل أم أن القضية لها أبعاد أخرى»، وأضاف «أن الشرطة تبحث في تاريخ القاتل المنتحر». وذكرت الشرطة إن الحارس كان يعمل لدى «مجموعة صلاح الدين» وهي فرع من شركة مقرها في بريطانيا وتوفر حراس الأمن للمنظمات الدولية والبنوك والشركات الخاصة.

وتقوم الشركة التي يعمل لديها حوالي 2000 فرد أمن أفغاني بنشر أفراد الأمن الأفغان في أنحاء الدولة منذ عام 2002. وقال المسؤولون أخيرا إن بعض شركات الأمن تقف وراء سلسلة من الجرائم من بينها جرائم سطو مسلح وخطف. وأغلب تلك الشركات غير مسجل لدى وزارة الداخلية.

وذكر بشاري إن الحكومة الأفغانية بدأت تنظيم شركات الأمن الخاصة وأغلقت بالفعل العديد منها كانت تعمل بشكل غير مشروع. وصرحت الحكومة لـ60 شركة فقط بممارسة نشاطها. وأثارت حوادث إطلاق النار الأخيرة المخاوف حول سلامة المغتربين الذين يعملون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وشركات الاستثمار في كابل. يذكر أن هجوم الأمس يأتي بعد خمسة أيام من مقتل إحدى موظفات الإغاثة تحمل الجنسيتين الجنوب أفريقية والبريطانية في كابل. وأعلن مسلحو طالبان المسؤولية عن قتل جايل ويليامز، 34 عاما، التي كانت تعمل لحساب منظمة سيرف وهي منظمة خيرية مسيحية لمساعدة المعاقين الأفغان. واتهم المسلحون ويليامز «بالقيام بأنشطة تبشيرية لنشر المسيحية» في البلاد وهو ادعاء نفته مجموعة سيرف. وكانت ثلاث عاملات إغاثة غربيات وسائقهن الأفغاني قد لقوا حتفهم في هجوم شنته طالبان خارج كابل في أغسطس (آب) الماضي.