ماكين يقلل من أهمية استطلاعات الرأي.. والمعركة على الولايات الجمهورية

الفارق بين المرشحين يتقلص إلى خمس نقاط قبل تسعة أيام من الانتخابات

... وأوباما في لقاء أنصاره في نيومكسيكو أيضا (أ.ب)
TT

رغم اقتصار الفارق في النقاط بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي الى خمس نقاط فقط في آخر استطلاعات الرأي، حافط الديمقراطي باراك اوباما على النفس المتفائل، في حين شدد الجمهوري جون ماكين على انه لا يزال قادرا على هزيمة خصمه وهو يشن صراعا مريرا للحفاظ على الولايات التي تصوت عادة لصالح الجمهوريين.

وقبل تسعة أيام من الانتخابات المقررة في الرابع من نوفمبر، اظهر أحدث استطلاع للرأي في سلسلة الاستطلاعات التي تجريها «رويترز» و«سي ـ سبان» و«معهد زغبي» الذي نشرت نتائجه امس أن تقدم باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية على منافسه الجمهوري جون ماكين تقلص الى خمس نقاط. ويتقدم أوباما على مكين بواقع 49 في المائة الي 44 في المائة بين ناخبين أميركيين محتملين في الاستطلاع الذي يجرى بشكل يومي ويبلغ هامش الخطأ فيه 2.9 في المائة. وتراجع تقدم اوباما خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد وصوله الى 12 نقطة يوم الخميس.

وقد صعد المرشحان حملتهما الانتخابية أمس وركز ماكين، الذي يحاول بكل السبل تعويض تراجعه في استطلاعات الرأي، هجومه على خطة اوباما لما سماه «اعادة توزيع الثروة» التي اعتبر انها مضرة بالأميركيين محاولا في الوقت نفسه ان ينأى بنفسه عن مواقف الرئيس الحالي جورج بوش وهو ما دأبت عليه حملة اوباما.

وفي مقابلة مع برنامج «لقاء مع الصحافة» على شبكة «ان بي سي»، شدد ماكين على ان ارقام استطلاعات الرأي غير مهمة وانه قادر على ربح المعركة ولو انها ستكون حادة بين المرشحين، مدافعا في الوقت نفسه وبشدة عن نائبته سارة بالين.

وقال ردا على سؤال حول تراجعه المتواصل في استطلاعات الرأي في وجه منافسه «سوف تكون المنافسة حادة جدا وأعتقد أنني سأفوز بها» كما نقلت وكالة «اسوشييتد برس».

وفي آخر محاولات اوباما اظهار خصمه بصورة التابع لبوش ومستفيدا من البحبوحة المالية المتوافرة، اصدرت حملة المرشح الديمقراطي اعلانا تلفزيونيا جديدا تظهر لقطات لماكين مع بوش في حين يقول المعلق «تعوزه الأفكار، بعيد عن الناس وفاته القطار».

ويشدد ماكين على انه رغم قربه من بوش الا انه يختلف معه في الكثير من الأمور المهمة ومنها اعتراضه على زيادة الإنفاق الحكومي وتحديه لبوش في استراتيجية العراق وطلبه تدخلا أقوى لمكافحة التغير المناخي.

وقال ماكين «هل نتشارك بفلسفة واحدة للحزب الجمهوري؟ طبعا. إلا أنني واجهت حزبي، ليس فقط الرئيس بوش وانما آخرين».

وردا على سؤال عن تقدم اوباما عليه في استطلاعات الرأي، قال ماكين «نحن في حالة جيدة. نحن قادرون على المنافسة وأنا سعيد جدا بما نحن عليه وفخور بالحملة التي أقودها» كما نقلت وكالة رويترز.

وحول الانتقادات التي وجهت الى نائبته سارة بالين، قال ماكين «انا لا أدافع عنها، أنا اثني عليها، ليست بحاجة للدفاع عنها» مشيرا، في معرض الرد على صرف 150 ألف دولار على ملابس بالين وعائلتها خلال الحملة الانتخابية، ان ثلث الملابس تم اعادته والبقية سوف تقدم للأعمال الخيرية.

وواصل المرشح الديمقراطي الواثق من حظوظه حملته الانتخابية مركزا على الولايات التي صوتت لصالح جورج بوش قبل أربع سنوات.

ويجري جولة في كولورادو وهي إحدى الولايات الثلاث الى جانب نيفادا ونيو مكسيكو التي يتنافس فيها المرشحان بشدة ولو ان الجمهوري ماكين يفترض ان يحصد فيها تقدما طبيعيا باعتبار انه كان سناتور اريزونا القريبة لمدة حوالي ربع قرن.

وفي المقابل، ركز ماكين على ولاية أيوا على ان يجري جولتين انتخابيتين في اوهايو التي تمثل أهمية كبرى وصوتت لصالح بوش عامي 2000 و2004. ولم يحصل في السابق ان فاز أي جمهوري برئاسة البيت الأبيض من دون ان يفوز بأصوات أوهايو منذ انتخاب ابرهم لنكولن عام 1860، كما ان ناخبي اوهايو غالبا ما قرروا هوية الفائز بالسباق الى البيت الأبيض في الانتخابات الـ11 الماضية. وبحسب استطلاع للرأي قدمته الصحف الثماني الكبرى في اوهايو، فان أوباما يتقدم على ماكين هناك بثلاث نقاط. وكان ماكين يتقدم على أوباما في استطلاع مماثل الشهر الماضي بست نقاط. وقد شدد في لقاءاته الانتخابية أول من امس في نيو مكسيكو على ان اوباما «يريد ان ينشر الثروة، ان يعيد توزيع الثروة وما يملكه الناس، واعادة توزيع الثروة هو آخر ما تحتاجه أميركا، ونحن في المقابل نريد ان نخلق الثروة وان نخلق فرص العمل» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واتهم المرشح الجمهوري منافسه كذلك بأنه «يريد السيطرة على الاقتصاد» وفرض مزيد من الضرائب على اصحاب المشروعات الصغيرة. وتعهد ماكين في المقابل بأنه سيعمل على انتعاش «المشروعات الصغيرة» حتى يتم خلق مزيد من الوظائف.

وقال المرشح الديمقراطي من جهته ان من «اغرب» ما قاله ماكين أخيرا هو معارضته لسياسات الرئيس الاميركي جورج بوش الاقتصادية في حين انه ايد «90 في المائة من هذه السياسات وصوت لصالحها خلال السنوات الثماني الاخيرة».

واظهر استطلاع لمجلة «نيوزويك» ان 39 في المائة من الناخبين البيض المهمشين يخشون ان يضر البرنامج الضريبي لسناتور ايلينوي بالمؤسسات الصغيرة. أما 48 في المائة من ناخبي الطبقات الوسطى أو اصحاب المداخيل العالية فيعتقدون ان هذا الموضوع يثير قلقا كبيرا.

وحتى الآن كانت الاستطلاعات تشير الى أن نحو 51 في المائة من الناخبين المحتملين يعتبرون ان الاقتصاد هو العنصر الذي سيحسم اختيارهم للمرشح الذي سينتخبونه في الرابع من نوفمبر المقبل.

وإزاء هذا التطور، أخذت حملة المرشح الديمقراطي الهجوم المتكرر لمنافسه على خطته للضرائب مأخذ الجد، ولم يتأخر فريق أوباما في الرد، متحدثا عن «هجمات يائسة وغير أخلاقية».