سورية: هجوم جوي أميركي في منطقة البوكمال الحدودية أسفر عن مقتل 8 مواطنين

مصدر عسكري أميركي: قواتنا تحقق في الحادث * تضارب حول الموقع المستهدف

صورة أرشيفية لجندي أميركي في موقع في ببلدة القائم على الحدود العراقية السورية (أ ف ب)
TT

قالت دمشق أمس إن «مجموعة» طائرات هليكوبتر أميركية هاجمت نقطــة حدودية سورية على الحدود مع العراق الامر الذي ادى الى وقوع خســائر في الارواح.

وتضاربت الأنباء حول الهدف الذي استهدفته عملية الإنزال الأميركية، فبينما قالت وكالة الأنباء الألمانية التي كانت أول من بث الخبر من سورية منسوباً إلى مصادر، إن الهجوم استهدف مجموعة من "عمال البناء"، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية والتلفزيون السوري إن الهجوم استهدف منشأة مدنية. إلا أن وكالة رويترز للأنباء قالت إن الغرة استهدفت مزرعة.

وتعتبر منطقة البوكمال نقطة العبور الأساسية الرسمية بين سورية والعراق. وكانت دوائر أميركية وعراقية قد تحدثت مرارا عن تسرب المسلحين إلى العراق عبر الحدود السورية. وإعتبرت واشنطن ان من شروطها الاساسية لتحسن العلاقات مع دمشق أن توقف هذه عبور المسلحين من أراضيها إلى العراق. وقد اعترف كثير من المسلحين الذين أسرتهم القوات العراقية والأميركية داخل العراق أن سورية كانت نقطة العبور الأساسية وأنهم كانوا يلتقون أشخاصا داخل سورية يسهلون لهم العبور إلى العراق للانضمام إلى الجماعات المسلحة هناك.

ويتردد أن الهجوم الأميركي استهدف مواقع تديرها خلايا مسلحة تعمل داخل العراق حيث أشارت تقارير نقلتها بعض الوكالات إلى أن المنطقة تستضيف معسكرات تدريب للمسلحين الذين يعتقد بأنهم يستعدون للتسلل إلى العراق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله: "قامت اليوم (أمس) أربع طائرات مروحية أميركية قادمة من العراق بانتهاك الأجواء السورية في منطقة البوكمال مزرعة السكرية واستهدفت مبنى مدنياً ما أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين هم المواطن داود محمد العبد الله وأولاده الأربعة، والمواطن أحمد خليفة، والمواطن علي عباس الحسن وزوجته، وجرح مواطن آخر، وعادت بعدها الحوامات الأميركية إلى الأجواء العراقية".

وأضاف المصدر إن "سورية إذ تستنكر وتدين هذا العمل العدواني فإنها تحمل القوات الأميركية مسؤولية هذا العدوان وكافة تبعاته، كما تطالب سوريو الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها وبالتحقيق الفوري بهذا الانتهاك الخطير ومنع استخدام الأراضي العراقية للعدوان على سورية".

وتابع المصدر: "هذا وقد قام نائب وزير الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة الأميركية بدمشق وأبلغها احتجاج وإدانة سورية لهذا الاعتداء الخطير وتحميل الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عنه، كما جرى استدعاء القائم بالأعمال العراقي إلى وزارة الخارجية للغرض ذاته".

وكان مصدر إعلامي رسمي سوري قال في بيان في وقت سابق إنه "في حوالي الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) خرقت أربع مروحيات أميركية الأجواء السورية في منطقة البوكمال بعمق 8 كيلومترات بمزرعة السكرية". وأضاف "وقامت المروحيات الأربع بالاعتداء على مبنى مدني قيد الإنشاء وأطلقت النار على العمال داخل المبنى من بينهم زوجة حارس البناء ما أدى إلى استشهاد 8 مواطنين وجرح آخر ثم غادرت المروحيات المعتدية باتجاه الأراضي العراقية".

من جانبها نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر من أهالي منطقة البوكمال إن أربع طائرات مروحية أميركية اخترقت الأجواء السورية حيث هبطت منها مروحيتان في قرية "السكرية" التي تبعد ثمانية كيلومترات عن الحدود بينما بقيت الأخريان في السماء. وأضافت المصادر إنه "ترجل من المروحيتين ثمانية جنود أطلقوا النار على مجموعة من عمال البناء، ثم أقلعت الطائرتان وغادرتا مع الأخريين الأجواء السورية".

وصرح المقداد جبريل المستشار الإعلامي لقوات التحالف الدولي في العراق لـ "الشرق الأوسط" بأنه يتم جمع المعلومات، مضيفا إنه لا يمكنه التعليق قبل توافر كل التفاصيل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق السارجنت بروك مورف قوله "اننا نحقق في الحادث وسنبلغكم بالمعلومات فور توفرها". من جانبها نقلت وكالة رويترز عن المقدم كريس هيوز المتحدث بإسم القوات الأميركية في غرب العراق انه لا معلومات عملياتية لديهم تدعم ما أعلنته سورية عن الغارة. كذلك نقل عن عمدة بلدة القائم العراقية فرحان المحلاوي قوله إن القرية التي استهدفتها الغارة الأميركية كانت تحاصرها قوات سورية.

يذكر ان قائد القوات الأميركية في غرب العراق كان قد أعلن في لقاء مع صحافيين يوم الخميس الماضي إن الحدود السوري ة مع العراق غير مسيطر عليها بشكل جيد من الحكومة السورية وان هناك حركة للمقاتلية الأجانب على الحدود السورية. وأكدت مصادر في مسـتشفى «الباسل» الحكومي في البوكمال لـ(د.ب.أ) وصول سبع جثث وأربعة جرحى إلى المستشفى حيث أجريت للجرحى عمليات جراحية مؤكدة أن الجميع مصابون بطلقات نارية.

أما وكالة «اسوشيتد برس» فقد نقلت عن سكان محليين اتصلت بهم هاتفيا قولهم ان طــائرتي هليــكوبتر اميركيتين هاجمت قرية الحويخة، على عمق 10 كيلومترات داخل الحدود السورية، وانها قتلت سبعة أشخاص وجرحت خمسة.

وفي حالة التــأكد رسميا من وقوع الحادث فستكون هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها القـوات الأميركية هجوما على أرض ســورية.

من جانبه، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في ســورية عمار قربي إن هذه العملية هي «جريمة ضد مواطنين أبرياء واختراق لسيادة دولة مستقلة».

وقال قربي إنه «مهما كانت الحجج التي قد تساق فهي غير مبررة». مضيفا أن هنالك إجراءات واتفاقات دولية يجب احترامها. ودعا قربي إلى «إدانة دولية واسعة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة».