نازحون مسيحيون يخشون العودة للموصل.. وآخرون عادوا: نخشى الخروج من البيت

عائلة من حي النور لـ«الشرق الأوسط»: جيراننا المسلمون يحمون منزلنا

TT

فيما اكدت احدى العوائل المسيحية في حي السكر بالموصل استقرار الاوضاع الامنية في الحي، وسيطرة القوات الامنية عليها، بعد عودتهم لها قبل يومين، اكدت عائلة اخرى نازحة الى منطقة برطلة خوفها من العودة الى مسكنها الكائن في حي النور خوفا من استهدافهم.

وقالت أم فادي، انها وابناءها الثلاثة عادوا الى حي السكر قبل يومين فقط، ولم يخرجوا من باب البيت، على الرغم من تأكيدات ابناء الجيران لهم بان الاوضاع الامنية باتت مستقرة في الحي بعد نشر القوات الامنية فيه. واشارت الى انها مضطرة للعودة وليس لانها مطمئنة بشكل تام لان اولادها عليهم ان يعودوا الى مدارسهم ولان الاوضاع في المنطقة التي هاجروا اليها اصبحت لا تطاق والشتاء على الابواب. وأكدت لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من حي السكر في الساحل الايسر من الموصل، ان العوائل المسيحية برمتها هاجرت من هذا الحي، بعد ورود اخبار عن استهداف المسيحيين في الموصل. وحول ما اذا كانت هناك تهديدات لهم بشكل مباشر ادت الى هجرتهم قالت ام فادي: «لا لم يكن التهديد مباشرا، ولكن القتل واحراق البيوت وسماع الاخبار المباشرة من احياء اخرى، عبر الاهل والاصدقاء، كانت رسالة واضحة لنا بالرحيل من المنطقة». واشارت ام فادي الى انها تسلمت من الحكومة مبلغ 250 الف دينار عراقي (أي ما يعادل 200 دولار) فقط اضافة الى بعض المواد الغذائية. من جانبها قالت عائلة ابو مريم من حي النور لـ«الشرق الاوسط»، انها تخشى العودة للمنزل، على الرغم من كل التطمينات من ابناء الجيران من المسلمين، الذين يراقبون بيوتهم ويحرسونها من السراق. وقال ابو مريم انه ترك عمله، وابنته في المرحلة الاعدادية تركت دراستها وهم الان في وضع لا يحسدون عليه، اذ ان احدى العوائل في منطقة قرقوش قد استضافتهم في احدى الغرف في الطابق العلوي من دون مقابل وهي عائلة فقيرة ايضا، مشيرا الى ان الاوضاع تسوء يوما بعد اخر، وهم لم يتسلموا منحة الحكومة حتى الان، مؤكدا ان العديد من العوائل من اصدقائهم واقربائهم فروا خارج العراق، لكنهم لا يملكون تذكرة السفر والا لكانوا اول المغادرين.

وتصاعدت وتيرة العنف ضد المسيحيين في محافظة نينوى في الشهر الاخير، ما أدى إلى نزوح مئات العوائل المسيحية منها. واتخذ نوري المالكي رئيس الوزراء على اثر ذلك قرارا بارسال لجنة تحقيقية على اعلى مستوى، للوقوف على المشاكل التي تعرض لها المسيحيون في الموصل، وتقديم المساعدة لهم لاعادتهم الى منازلهم وتقديم المتسببين للقضاء. وكانت اخر احصائية قد توصلت لها وزارة المهجرين والمهاجرين، تشير الى نزوح حوالي 1894عائلة من الموصل الى خارجها ولم يعد من تلك العوائل سوى القليل لحد الان، بينما اكدت وزارة حقوق الانسان العراقية نزوح اكثر من 2270 عائلة.